أحكيها لك

الفصل الأول

الجدة الميتة لا تكذب

كنتُ مولعًا بالسؤال عنها، دائمًا أسألهم كيف قُتلت؟ ومَن قتلها؟ ولماذا قتلها؟
لكنهم لم يجيبوني أبدًا بأكثر من أنها كانت غريبة الأطوار وربما نالت ما تستحق، لا أعلم كيف يمكن لأبي أن يتحدث هكذا عن جدتي، كانت تمثل لي لغزًا عليَ حله، وكل ما أملكه لها هي صورتها المهترئة التي أكل عليها الزمن وشرب،...... لم أعلم أنها بهذا اللطف، هي تزورني كل ليلة وتبدأ في سرد حكاياها، وهي لا تكذبُ أبدًا، فكلما بشرتني بموت أحدهم، حدث هذا في اليوم التالي، ولا أخفيكم سرًا أنني كنت سعيدًا حين قالت لي ذات مرة أن الفتى الذي كان يتنمر عليَ دائمًا سيموت، بل كنت أراقب لحظته الأخيرة وأعد أنفاسه حتى صدمته تلك السيارة وفرت هاربة....

--->وبما أننا اتفقنا أن الجدة الميتة لا تكذب دعني أحكي لك بعض حكاياها...

1) أصحو على صرخة ابني، فأسرعُ إليه في الطَّابق العلوي، أحاول أن أُطَمئِنه وأجعله يخلد إلى النوم من جديد، لكنه لا يُريد.. لعل السبب أنه يرى المخلوق الذي هُرِع ورائي إلى الغُرفة.
_

_________

2) عندما رأيته عند جارتي تمغصت أحشائي لأني لا أُنجب، لا يهم، الآن هذا المولود الصغير في أحضاني، المشكلة الآن هي أين أخفي جثة جارتي؟!
_

_________

3) ‏هذا اليوم الرابع الذي يرن فيه المنبه الساعة 12:00، كم هذا غريب أنا لم أضبطه أبدًا، لكن كيف يرن وقد انقطع التيار الكهربي توًا؟ ومن الذي يزيل الغطاء عني؟!
_

_________

4) أحب اللون الأحمر ومن يحبونه مثلي، وبرغم عتاب أمي المستمر لأفعالي إلا أن مذاق دمائها جميل كما ظننت.
_

_________

5) أحرقتُ كل الدُّمى رغم بكاء أطفالي، إنهم لا يُدرِكون سبب خوفي، هم يحسبون أنه أنا الذي يُحرِّك الدُّمى في غُرفتهم كلَّ ليلة.
_

_________

6) أجدُ صعوبةً في كتابة هذه الجُملة من خِطابي العاطفي.. خصوصًا أنها لا تكف عن الحركة، ولأن السِّكِّين ليس حادًّا بما يكفي، ولأنه لم تعُد هناك مساحة كافية من الجِلد على وجهها أخطُّ رسالتي عليها.
_

_________

7) بعد سنواتٍ من العمل في المشرحة أصبح من الطبعي أن تتحرك بعض الجثث من مكانها، لكن أن تتبعني إحداها وتظهر في مرآة الحمام، لا أظن الأمر طبيعي هذه المرة.
_

_________

8) ولأنني نشأتُ في بيتٍ تلمؤه القطط، كان من الطبيعي أن أستيقظ وأجد خدْشًا على جسدي، لكن الآن وأنا أعيش بمفردي أصبحت هذه الخدوش مخيفة أكثر!
__________

9) تقول أختى إن أمي قتلتها،.... تقول أمي إن لا أخت لي،... لكن أبي يأخذني لقبر أمي كل عيد!
__________

10) الساعة أصبحت 12:05 ولم تنقطع الكهرباء، أظنني سأرتاح من رؤية أشباحهم اليو..... من أطفأ النور؟
__________

اتركوا تعليقاتكم والفصل الثاني سيكون غدًا أو بعد غدٍ إن شاء الله.