الفصل الرابع

34 6 26
                                    

تجاهلني إن استطعت!

أن أرى جدتي الميتة كل ليلة، وأن أسمع صوت أختي الكبيرة وهي تلعب في غرفتها بعد أن ماتت وقماموا بدفنها، كل ذلك لا يعد شيئًا أمام تعجبي مما حدث...
فبعد أن سمعتُ بشأن ذلك الخبر القائل بأن عمارتنا مسكونة، جاء الناس الثائرين وعلى وجوههم الكثير من علامات الغضب وكأنهم يمقتون العمارة بمن فيها، كانوا يدخلون كل شقة وكل غرفة وهم يتمتمون ببعض الكلمات الغريبة عما يسمونه السحر والأشباح، وكانت ملامحهم جادة ينتابها بعض الخوف مع القشعريرة، لا أعلم لماذا كل تلك الأشياء تحدث معي، وما لم أستطع تجاهله حقًا وكان جد غريب، هو كيف تجاهلني الجميع!!
نعم لقد تخطاني الجميع ولم يسمع أحدٌ منهم صيحاتي المتتالية، وكانوا وكأنهم لم يروني، بل والأبشع من هذا بكثير أن أحدهم مر بجانـ... كلا لقد مر من خلالي!
نعم، من خلالي تمامًا...
وبعد كل هذا لا يزال لدي بعض الحكايا، هل تريد أن أحكيها لك؟!
_________

من الصعب محارَبة تلك الحاجة المُلحَّة إلى إيذاء نفسي.. راحتي الوحيدة في معرفتي أنني أستطيع إيذاء تلك الفتاة في حقيبة سيَّارتي بدلًا من ذلك.
_________

تشي آثار الوحل على أقدام كلبي بأنه كان في المقابر مُجدَّدًا.. وتشي آثار الأقدام في الردهة بأنه لم يعُد وحده.
_________

تمدَّدتُ في فِراشي في ليلتي الأولى في بيتي الجديد.. وبدأتُ أغيب في النوم شاعرًا بالراحة والاطمئنان، عندما همس صوتٌ إلى جواري على الفِراش: متى فقدت بصرك؟
_________

نظرتُ في عينيها وقلتُ إنني أحبُّها، ثم وضعتُ العينين بوعائهما الزجاجي على الرَّف مرَّة أخرى.
_________

لا شيء يُعادِل وقع مئاتٍ من الأقدام الصغيرة التي تتحرَّك نحوك بمنتهى الثِّقة.. إنهم خارج الباب، ولسوف يخنقونك خنقًا ما لم تستيقِظ الآن.. الآن! استيقِظ الآن!
_________

حاضر يا أمي، سأخلُد إلى النوم ولن أتكلَّم عن الرجل الذي يسكن خزانتي بعد الآن.. إنه ذاهبٌ إلى غُرفتك على كلِّ حال، أليس كذلك يا سيدي؟
_________

لم يذكُر أيٌّ من الأطباء أنني سأشعر باليد التي بتروها تخنقني كلَّ ليلة.
‏_________

-‏ابتسم يا سيدي
= نعم بني!
‏- يا ألـٰهي، سيدي الصورة يظهر بها امرأة ولا أعلم كيف جاءت هنا، انظر!!
= لا بأس، إنها روح زوجتي، وها هي خلفك.
_________

مرت ثلاثةُ ليالٍ على فاجعة موت أخي الكبير، وبعد أن دفنوه أمام عيني لا زال يأتي لينام جانبي كل ليلة، كيف تُراه خرج من هذه الحُفرة؟
‏_________

‏كأي طفلٍ صغير خِفتُ كثيرًا حين موت أمي، ولأكون صريحًا خِفتُ أكثر عندما عدتُ المنزل ووجدتها هناك.
‏_________

تمت بفضل الله.
رأيكم؟... وإذا أعجبكم تابعوا فهناك المزيد من الكتابات قريبًا إن شاء الله.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 10, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أحكيها لكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن