الفصل الثاني

50 11 77
                                    

أختي تحب اللعب

‏ربما تعجبتم من قصة حدتي قليلًا، وأنا لا ألومكم فهي غريبة بعض الشيء، لكن وعلى أيةِ حال فقصة جدتي لم تكُن أكثر ما يشغل بالي، بل إن أكثر ما كان يشغل بالي ويشل تفكيري حقًا هي صورة أختي الكبيرة على الحائط -والتي يزينها شريطٌ أسود- وذلك لأنني متأكدٌ من رؤيتي لأصابعها تتحرك وهم يرمون عليها التراب،......
لهذا السبب لم أتساءل أبدًا عمن يضيء مصباح غرفتها في كل ليلة، ولم أكُن متعجبًا من عدم رغبة والداي في الكلام معها، لعلها أغضبتهم لسببٍ ما،....
لكنني كنتُ أرغب في الاطمئنان عليها، ولأني أعرفها تحبُ لعب الغميضة، لم أخف من اختبائها وعدم ظهورها لي، فأنا أسمعُ صوتها وهذا يكفي،......
- أختي أعلم أنكِ هنا، وتعانين الوحدة، هل ترغبين في بعض القصص التي حكتها لي الجدة؟
=حححححححح
- أظن أن هذا يعني نعم، دعيني أحكيها لك!
__________

1) تلك الرَّعشة الغريبة التي تجتاح جسمك كله أحيانًا وأنت تغيب في النوم؟ لو كانت هناك كاميرا مُصوَّبة إليك، ورأيت ما التقطَته في تلك اللحظة، فلن تنام ثانيةً أبدًا.
__________

2) بالأمس قال لي أبواي إنني كبرتُ جدًّا على مسألة أن تكون لي صديقة تخيُّليَّة.. اليوم صباحًا وجدوا جُثَّتها.
__________

3) لم تنجَح الجراحة بالشَّكل الصحيح بما أن بصري لم يعُد لي، لكنها على الأقل تركتني ولديَّ القُدرة على تمييز الأثر الحراري لكلِّ شخص.. ثلاثة أسابيع مرَّت وما زلتُ لا أدري كيف أقول لأخي إنه لا يُصدِر أيَّ حرارةً على الإطلاق!
__________

4) إنه يُراقِبني منذ ساعات.. أحيانًا ألمح وجهه الأزرق المنتفخ في الانعكاس على شاشة الهاتف، لكني لا أجرؤُ على الالتفات أبدًا.
__________

5) بعد محاولاتٍ يائسةٍ لتحريك أيِّ جزءٍ من جسده المشلول كي يُنبِّه أيًّا من الأطباء أو المُمرِّضات لأنه واعٍ قبل أن يفتحوا بطنه، رأى أن مُمرِّضة لاحظت أن بؤبؤيَّ عينيه يتحرَّكان، فمالت عليه هامسةً: أتحسب أننا لا نعرف أنك مستيقِظ؟
__________

6) يقولون إن ممارَسة الابتسام أمام المرآة تجعل منك شخصًا أسعَد.. ليت انعكاسي يوافِقني على ذلك، فكلما ابتسمتُ تحمرُّ عيناه.
__________

7)  لا أخاف المقابر، فهي المكان الوحيد الذي لا تُطارِدني الأشباح فيه.

__________

8) أترك صغيرتي تنام في سريري ليلًا، فما زلتُ أحبُّ احتضانها على الرغم من الرائحة وجسدها الذي بدأ يتعفَّن.
__________

9) انظر في المرايا مرَّة أخرى.. إنهم يفتقِدون مراقبَتك.
__________

10) أنهم دفنُوني حيًّا، فهذا سيءٌ بما يكفي.. لكن أن أشعر بمَن يتحرك في قبري، فهذا أسوأ بما لا يُقاس.
__________

ما هو شعوركم في هذا الفصل؟

شاركوني تعليقاتكم، ولا تبخلوا عليَ بالتصويت.
الجزء الثالث غدًا أو بعد غدٍ إن شاء الله.

أحكيها لكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن