الفصل الثالث

28 6 67
                                    

لماذا يخافون المجيء

بين أختي التي دُفت حيةً وجدتي الميتة التي تحبُّ الحكايا والقصص، كانت معظم طفولتي، وأظنكم الآن تعلمون أني لا أعيشُ حياةً عادية أبدًا، فكلّ شيءٍ حولي ليس عاديًا بالمرة، حتى العمارة التي أقطبُ فيها لا يسكنها غيري أنا وأسرتي،.....
حتى أصدقائي الأعزاء في المدرسة لا يريدون المجيء معي للمنزل سواء للمذاكرة أو للعب،... وأمي دائمًا كانت تطيبُ خاطري وتخبرني أن أهلهم قلقون قليلًا، لكني لا أرى الأمر طبيعيًا، وبدأت الشكوك تراودني والكوابيس المزعجة تداعب نومي القليل بعدما سمعتُ عن ذلك الخبر.....
هو خبرٌ يقول أن سُكّان حينا يفزعون من عمارة يقال أنها مسكونة، والأغرب أنه لا يوجد عمارة بهذه المواصفات غير عمارتنا....
صراحةً لا أعلم إن كانت هذه مصادفة أم لا فما رأيكم؟!

بالمناسبة هناك بعض الحكايا الجديدة، دعني أحكيها لك..
____________

1) جاء إلى بابي قُرب الغروب، ووضع يده الباردة على يدي وهمس أنه "رآه"، ثم خرَّ ميَّتًا.. المشكلة أننا ما زلنا لا ندري كيف غادَر المشرحة.
____________

2) ‏اكسر واحدةً من دمى الأطفال تلك، وستجد بداخلها عظام رضيعِ جهيض مع بقايا الدُّود الذي مات جوعًا... نعم، كنت أحسبُها مجرد قصة مثلك حتى جربتُ بنفسي.
____________

3) ‏فكَّرتُ وهو يُقيِّدني إلى قضبان القطار أنني لست في مأزقٍ كبيرٍ حقًّا، فهذا الخط لم يعُد مُستعمَلاً منذ سنوات.. ثم إنه ابتسم وقال وهو يبتعد: بالضبط، لم يعُد أحد يأتي هنا على الإطلاق.
____________

4) ‏أستيقظُ فأشعرُ أن ثمَّة شيءٌ ما ليس على ما يرام...... أنظرُ من النافذة لأرى الجميع واقفين يُحدِّقون في منزلي قائلين: يا إلـٰهي اشتعل المنزل ومات كلُّ مَن فيه.
____________

5) ‏خُذ مرآة كبيرة نظيفة وقِف ثابتًا تمامًا لمدَّة دقيقتين وأنت تنظر في عينيك مباشرةً.. بعد مُدَّةٍ ستبدأ في الاعتقاد أن شخصًا غيرك يرمقك من الجانب الآخر.. وهذا صحيح تمامًا.
____________

6) ‏كنتُ أحبُّ إمساك الهاتف طوال الليل وقراءة قصص الرعب حتى أحسستُ بأنفاسِه خلفي، فنظرتُ وشاهدتُه ويا ليتني ما نظرت.
____________

7) ‏لطالما أحببتُ صورة جدَّتي هذه.. لكن لماذا تبدو كأنها تقترب أكثر من الكاميرا كلما نظرتُ إليها؟
____________

8) ‏عندما تكون وحدك تمامًا في المساء المرَّة القادمة، أريدك أن تُرهِف سمعك وتُصغي جيدًا.. عندما تتوقَّف الأصوات، فاعرف أنهم انتبهوا لك.
____________

9) ‏كان حضور جنازته اليوم مخيفًا بحق..... لعلّ السبب هو الصرخاتُ المكتومة المستمرَّة التي سمعتها، أو القلق من أن يُلاحِظ أحدهم بقايا التراب تحت أظفاري.
____________

10) ‏تجاهلتُ صوت أخي يطرقُ على الباب وهو يُطالِبني بأن أسمح له بالدخول...... تجاهلتُها وأنا أراه نائمًا على السرير في غُرفتنا.
____________

ما شعوركم بعد كل قصة؟

انتظروا الفصل الرابع غدًا أو بعد غدٍ إن شاء الله.

أحكيها لكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن