[هل تعرف ما معنى أن يخسر الانسان جميع ما يملك....؟
ألا يبقىٰ لديه ما يخاف أن يخسرهُ بعد الآن ...؟
هل تعرف مدى وحشية الامر]آدم دخل بغضب وقفل الباب والجناح عازل للصوت لذلك لن يصل صوتهم للخارج..
نور بصدمة / آدم
آدم بغضب / مين..؟
نور بهدوء/ آدم اهدى وهقولك
آدم بغضب وصوت عالي/ مييييين يا نووور
نور بتوتر/ حمدي.... الشيطان
آدم بِمجرد ما سمع أن الشيطان هو مَن قتل أهله احمرت عيناه مِن الغضب، أصبحت ملامحهُ قاتمة، وشكله أصبح مرعبًا، فلم تكن ردة فعله إلا أنه أمسك بكل ما يأتي على يده ويلقيه ويحطمه بغضبٍ شديد علهُ يسيطر على وتيرة غضبه ...
نور بقلق / آدم بليز اهدى
لم يكن هناك فائدة مِن كلامها بل لم يسمع صوتها أصلًا، كل ما يدور بعقله الآن هو أهله وكيف تم قتلهم، وكيف شهد موتهم ...
وما عاشه من ألمٍ لأيامٍ وسنواتٍ مضت...
وتلك الليالي التي لم يذق فيها طعم النوم و لم تجد الراحة طريقًا إليه...أسرعت نور إليه و أمسكته بكل قوتها، أما هو فكان كالأسد الثائر غضبًا ...
نور / آدم أرجوك اهدى
آدم بغضب /اهدى.. عايزاني اهدى ازاى..؟ و أنتِ بتقوليلي أن الي قتل أهلي يبقا الشيطان، الي حرمني منهم عايش ومتهني، و أنا طول حياتي بتعذب، و أني طول حياتي بحاول اوصل للي قتلهم ومعرفتش طول حياتي و أنا عايش وكل هدفي الانتقام ... في كل لحظة و أنا بتعذب و نار جوايا و أنا مش عارف أجيب حق أهلي ... و حاسس بالذنب، حاسس بالضعف، و اني في مجرد لحظة ودقايق خسرت أغلى ما أملك ... خسرت كل حاجة..... خسرت أبويا و أمي .. و خسرت نفسي ....
نور بألم/ والله العظيم حاسة بيك وهنجيب حقهم
آدم بدون وعي /حاسة بيا ازاي أنتِ محستيش بالنار الي جوايا وأنتِ مخبية عني ... متعرفيش يعنى إيه طفل عنده 6 سنين يشوف أمه بتغتصب قدامه، و ابوه بيتعذب ويقتلوهم بكل وحشية، و لا ذرة رحمة جواهم و هو مش عارف يعمل حاجة مش قادر ينقذهم، ولا عارف ايه ذنبهم عشان يقتلوهم بالطريقة دي، وذنبه أي عشان يشوف أهله بيتعذبوا و يموتوا قدامه، و يتحرم منهم و يعيش حياته و هدفه بس ينتقم و يجيب حقهم .... عمرك ما هتحسي بالنار الي جوايا و العذاب الي حسيته لما شوفت امى وابويا بيتعذبوا ومش في ايدى حيلة، كنت مجرد طفل ضعيف .....
أكمل بدموع وكأن المشهد بأدق تفاصيله يعاد ويتكرر أمامه... و أشار على قلبه مُكملًا:
دا بيتألم وسكينة بتتغز فيه ونار بتحرق فيه ومشهد موتهم بيتكرر فى كل لحظة وكل دقيقة طيفهم يجى يحوم حواليا واحس بعجز ان مش قاد اجيب حقهم ولا انتقم