اليوم عيد ميلاد شقيقتي السادس عشر ، الجميع يعتني بها ولا يبالي بي أحد رغم أن أمي قد وضعت أختي هند في نفس يومي وشهري بإختلاف الاعوام فأنا قد بلغت اليوم من العمر سبعه وعشرون .
فكما يُقال آخر العنقود يستحق كافه انواع الدلال ، إنها حقاً تستحق كل هذا الدلال ..
فهي تتميز بالمرح الدائم والوجه البشوش كالبدر تماما ، ذات جمال صارخ انها تشبه أمي كثيرا ، فجمالها مثل ممثلات هوليود ، عيون واسعه لونها أزرق مثل السماء الصافية من يرآها يظن أنها عدسات لاصقه ، شعرها مسترسل لونه اصفر كصفار البيض .في الآوانه الأخيرة أشعر أن الجميع ينبذبي ولا يتحملني أحد وكأنني عشبه صبار بينهم خصوصا تلك العقربه خالتي وابنتها البشعه شيماء ، كلتاهما عبارة عن ثعابين ناطقه متجسده علي هيئه إنسان بشري .
دائما أري الحقد فيهما ملموس في أعينهم تجاههي رغم أن شيماء كانت صديقتي الأقرب لقلبي لعدة سنين وذلك في الماضي منذ سبعه اعوام ولكن انقلبت الأدوار وأصبحت من صديقه محبوبه الي عدوة لدودة .
" آيتها الهائمه في بحر الخيالات ، أفيقي فلدينا اليوم حفل ميلاد أختك الان ، ثم نجهز لحضور خطوبه ابنة خالتك شيماء " قالت أمي ذلك فأخرجتني من خيالاتي المزعجه ولكن الاكثر إزعاجا هو أنها ذكرت خطوبه تلك الحرباء
"ومن هو تعيس الحظ"
نظرت إلي أمي قائله " لا أعلم من هو لقد سألت خالك حسن عنه ولكنه لا يعلم أيضا ولا أحد في العائله يعلم من هو العريس ، هيا الآن لنطفئ الشمع ثم ننتظر حتي المساء لنعلم من هذا الرجل الخفي "
اجبت وكلي خيبه أمل "حسنا أمي "لم يخيب أملي فقط لأن شيماء سوف تعقد خطوبتها اليوم ولكن لماذا هند من نجهز لها لحفل ميلادها !! أوليس هذا يوم مولدي أيضاً ؟!!
حتي لا أفرغ غضبي الكامل علي هذه العائله أدعيت أنه يوم مولدي أيضا وبدلا من قول سنه حلوة يا هند . قد قلت بصوت عالي " سنه حلوة يا رحيق "
نظروا جميعا الي بعض أمي ، أختي هند ، أخي فايز وجدتي فيروز ثم تعالت ضحاكاتهم وذهبوا الي غرفه هند ساخرين من موقفي ، كنت أريد أن أبكي علي هذه العائله التي ظننت أنني احمل اسمها فقط وعلي هذا الموقف البليد الذي وضعت نفسه به .نظرت إلي التورتة واستغربت من حجمها الصغير ولا تتعجبوا انني التهمتها في خمس دقائق أو أقل ، إنني احب الحلوي كثيرا بل انا في وضع يمكنني فيه إلتهام انسان كامل بلا شفقه أو رحمه .
بعد نصف ساعه أفتتح باب غرفه هند في حين غفلة وفرقعوا المفرقعات في وجههي صوتها مثل مدافع الصهاينه علي القدس وكل ما سمعته قبل أن أسقط مغشيه علي " سنه حلوة يا رحيق " .
"الحمد لله لقد أفاقت " قالتها أمي وعينيها مليئة بالدموع
" لا تبكي مثل الاطفال يا إيمان فإبنتك كالهرة بسبعه أرواح "
تدخلت هند بين حديث الأم والجدة قائله " لم أستطيع إكمال حفل مولدي ولم نحتفل بهذه التافهه أيضاً سقطت مغشيه عليها مثل الكتكوت بسبب صوت بعض المفرقعات وان ظللنا هكذا ستفوتنا خطوبه شيماء "
ازلت هذا التوتر بينهم قائله بصوت منخفض " أنا بخير شكرا لكم جميعا "
أنت تقرأ
رحيق طارق
Romanceذنب كبير في سن صغير ، لم يكن نتيجته خساره لحبيب القلب فقط ولكن حياتها بأكملها . ظلت أسيرة ندمها وحزنها ، بل لو كان للندم لسان لنطق باسمها "رحيق " . و بين ذنبها وحبها .. يشاء القدر أن يكتب روايه آخري ♥️