علي ذمتي

93 1 0
                                    

" أنه اليوم الثالث الذي تتغيب فيه رحيق عن العمل ، هل لك دخل بهذا ؟ "
" هل ستظل رحيق موضع حديثنا ، أليس لديك اي أعمال آخري ؟ "

نظرت الي طارق ثم خرجت من مكتبه غاضبا انه بالتأكيد جرحها والا لن تفعل رحيق كهذا ، فهي لن تترك العمل بهذه السهولة ودائما تجيب علي اتصالاتي ، لماذا لا تجيب الان .

تركت " تالينت " وركبت سيارتي متجها نحو بيت عمتي إيمان ، طرقت باب منزلهم ، فتح لي فايز ، بعد أن استقبلني في غرفه معيشتهم سألته مسرعا " أين رحيق "
" ذهبت رحيق الي المنزل الصيفي ، ستظل هناك عدة أيام ثم تعود"
" انت تتحدث عن منزل جدي "
" نعم ، جدتي طلبت من رحيق أن تريح نفسها في بيتها فهي تعبت في الاوانه الأخيرة ورحيق كعادتها يبقي كل شئ بداخلها دون التفوه به "
" نعم إنني بالتأكيد اعرف ابنه عمتي الكبري ، ولكن هل هي وحدها "
" بلي معها أمي ، اخدت إجازة من وظيفتها ثم سافرت معها "

لا اعلم لماذا فعلت ذلك ولكني هاتفت طارق وأخبرته عن مكان رحيق ، كنت انتظر منه أن يغلق الهاتف في وجهي ويلعنني ثم يلعن رحيق ولكنه سألني بقلق " هل هي وحدها "
كذبت عليه بخبث " نعم هي وحدها فأمها رفضت أن تاتي معها "
" حسنا ، شكرا لك سيف "
" علي الرحب و السعه طارق "
اغلقت الهاتف مع طارق .. " إنني حقا الشيطان بعينه "

.............................

ثلاثه ايام ملازمه لهذه الفراش رغم أن أجواء المكان كالتحفه الفنيه ، حديقه اماميه ساحرة ، خلابه ومنزل تصميمه مثل منزلنا تماما ، اخدت أمي فكرة منزلنا من منزل جدتي .
مكون من طابقين ، الطابق الأول علي اليمين يوجد المطبخ والحمام والجانب الايسر يوجد به غرفه المعيشه ، وفي الوسط الصالون أما الغرف توجد في الدور العلوي .

نزلت في الحديقه قرب الغروب ، المناظر الطبيعيه اقرب شئ لي ، كلما تفسد نفسيتي اذهب الي بيت جدتي في الريف ، يستطيع لهذا المكان أن يذهب احزاني ومشاكلي
إنني ولدت في هذا المكان وايضا تزوجت هنا .

ولكن هذا المكان ذو حدين ، رغم جماله وهدوءه ولكن له تقاليده البليده التي يجبرون الفتاة علي الزواج في سن صغير جدا وللاسف انا كنت إحدي ضحايا هذه التقاليد .

لم يعطيني مجتمعي فرصتي ، فرصه للتعليم ثم تأتي فرصه الزواج ، ولكن فرض علي الزواج وانا لا اعلم حتي ما هذا المصطلح .

" لقد انتهيت من تناول الغداء ، سأذهب لأخذ قيلوله "
" حسنا أمي "

عاودتني تلك اللحظات السعيده مع طارق ، اوقات الغذاء وهو يناولني بيده طعامي ، ثم الي أوقاتا كان يساعدني في أعمال البيت .
نزلت بعض الدموع ، لا استطيع ان اميز انها دموع الندم أم دموع الاشتياق . " ليتك موجود بجانبي ، انك غبيه رحيق ، غبيه " قولتها وانا اضع وجهي بين يدي .

" ليس بشئ جديد "
نظرت الي مصدر الصوت ، أنه طارق ، يقف امامي
ابتسمت ثم قلت بصوت مسموع " هل بت اتخيلك ايضا ، اختفي اختفي "
وضعت يدي علي عيني ، ثم عصرتها لانظر مرة أخري ، أريد التأكد أن طارق هو شخص حقيقي يقف امامي.

رحيق طارق  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن