استيقظت من النوم مبكرا فجرا لا استطيع الارتياح أو النوم جيدا في هذا المكان ، انتظر أن يستيقظ الجميع بفارغ الصبر حتي ارحل من هذه البلد ، وان كانت بلدي قاسيه علي في بعض الأحيان ولكني لا اطيق الغربة في بلد الغريب .
أريد امي وجدتي ، اشتاق الي هند وأخي فايز ، لقد عرفت قيمتهم ، وان كنت لا اشعر بذلك في بدايه الامر فقد علمت أنهم يعطوني القيمة ويبدون احترامهم لي .
وليس مثل هذا المكان الذي أهنت به بطريقه بشعه ، فطارق تمادي في الأمر ، بالامس لم اشعر بنفسي الا وانا ناهضه من مكاني غاضبه واجيب عليه بكلمه " وغد " .
حتي طوال الاجتماع لم اتحدث معه وبعد ذلك ذهبت الي غرفتي حتي الآن ولم اخرج منها ، اردت الاطمئنان علي اشيائي ، حقيبه ملابسي جاهزة اما الحقيبه الصغيره الثانيه التي بها ادوات التجميل لم اجدها ، لا استطيع العثور عليها في ارجاء الغرفه .
ناديت احدي خادمات القصر لاسألها ولكنها اعترفت انه لا يدخل أحد منهم غرف الضيوف أثناء وجودهم الا بالاستأذان فهذه احدي تعليمات طارق ." يا إلهي " لقد تذكرت أن طارق اخدها من يد احدي الوفد التايلاندي حينما قال لي أنه سيوصلها لغرفتي .
ماذا افعل وانا لا أريد التحدث معه أو مخاطبته ، وحتما يجب أن ابدي رده فعل قاسيه فأنا لدي كرامتي الذي أن أراد أحدهم أن يطيح بها لن اسامحه وخصوصا مثلما فعل طارق أمس .لقد قررت أن أذهب الي غرفته ، واخذ حقيبتي بهدوء دون أن يشعر فكما يبدو أن الجميع نائمين الان .
تسللت حتي وصلت غرفته بهدوء ثم فتحت باب غرفته ببطئ شديد ، مشيت علي اطراف قدمي داخل غرفته وأغلقت الباب ، كان ضوء الغرفه خافت ، توقفت في جانب سريره حيث ينام ، لا يوجد ممر في الناحيه الأخري من السرير لأنه يلتصق بالحائط ، رأيت حقيبتي بجانبه علي السرير ، قوست ظهري ومددت ذراعي لالتقطتها ، كانت الحقيبه بعيده بعض الشئ فاقتربت منها بعض الشئ حتي أصبح وجهي قريبا جدا من شفتاه .
حينما نجحت في مسك حقيبتي ولم أهمُ أن أبتعد حتي أمسك بي ، فقد استيقظ طارق ومسكني من اعلي ذراعي وانا علي نفس موضعي .وجهت نظري إليه ، لم اشعر انني قريبه منه بهذه الطريقه ، يا للفضيحه ، ماذا سوف يظن بي الأن .
" هل تريدين تقبيلي ؟ "
تركت حقيبتي لانها كانت ثقلا علي وافلت منه بصعوبه ، حاولت الهروب ولكن سرعان ما قام من سريره وامسك بي ليصبح ظهري ملاصق للباب تماما ، اي لا يوجد فرصه للهروب .
" لم تجيبي علي سؤالي "
اغمضت عيناي من هذا الموقف المحرج الذي وضعت نفسي به ، لقد أدركت ان ذكائي محدود و القي بنفسي الي المصائب دائما ، قلت متلعثمه " اي سؤال ؟ "
" هل تريدين تقبيلي ؟ "
فتحت عيناي لاجيب عليه " انا كنت أريد أن اخذ حقيب.... "
لم أتمم جملتي لأنني اصبحت مذهوله الان ، طارق امامي لم يرتدي غير شورت جينز أما أعلاه عاري تماما .وضعت كفة يداي علي وجهي " ما هذا "
" هل تحرجين ؟ " قالها مبتسما" انت وقح " ثم ردته بعيدا بيداي بكامل قوتي وسرعان ما فتحت الباب وغادرت هاربه .
ولكن قبل أن افتح باب غرفتي وجدت شيماء امامي علقت بغضب " هل كنتي تغادرين من غرفه طارق الان ؟ "
قلت غاضبه " دعيني وشأني "
" هل كنتي معه طوال الليل "
" دعيني وشأني شيماء لا أريد التحدث معك "
ولكن زاد الأمر تعقيدا حينما خرج طارق من غرفته وهو يقوم بارتداء قميصه متجها الينا .
وجهت نظري الي شيماء لاجدها تنظر إلي طارق باستغراب ثم تنظر إلي بغضب قائله " لم أكن اعتقد انك رخيصه وسلعة رديئه الي هذا الحد "
لم اجيب علي فهمها الخاطئ ، فتحت باب غرفتي قبل أن ينضم طارق الينا ثم اغلقت الباب في وجهها .
.......
اثناء عودتنا لم يتحدث ثلاثنا بشئ ارتحت كثيرا حينما توقفت شيماء عن إبداء نظرات مقززة لي أما طارق فكان يتجنب متعمدا أن ينظر لي .
كنت انا اجلس علي كرسي وقاسم في الكرسي الذي بجانبي أما طارق و شيماء يجلسان سويا في الاريكه التي قبالتنا .كان قاسم طوال رحلتنا من يتحدث لي ، قائلا الا يجب أن أغضب منه بسبب ما فعله طارق بالأمس أمامه .
" انا لست غاضبه منك قاسم "
" ولكن وجهك عابث ، جربي أن ترفعي هذه الخدود لاعلي "
رفعتها لاعلي ، فتمثلت الابتسامه علي وجهي
" لم اكن أعرف أن لدي غمزة جميله كتلك "
" شكرا لك لقد ورثتها من أبي "
" تليق بكِ كثيرا "ابتسمت لقاسم ولكن سرعان ما عبث وجهي مرة أخري حينما نظرت امامي لان عين طارق التي تنظر اصبحت كالنيران يلدغني بها
ما هذا الرجل الذي امامي تارة يكون جيد معي وتارة ينقلب كهذا ، هل يجب علي أن احتمل تقلباته المزاجيه ؟توقفت سياره طارق أمام البيت ، بعد أن احتضنتني امي رحبت بطارق وشيماء كثيرا و قامت بدعوتهم للغداء فوافقوا كلا منهما .
قمت بالاستحمام وتغيير ملابسي ، ارتديت بيجاما تصل بلوزتها الي ما بعد الفخذ وبنطال ليس واسعا ، وحجاب خفيف لم ألفه حول رقبتي لأنني كنت متعبه بسبب السفر .
نزلت الي الاسفل لقد بدأوا في تناول الطعام ، لقد تركوا لي مكانا بجانب شيماء .
جلست بجانبها وأثناء تناول الطعام ، مالت علي لتهمس " لن ادع ما فعلتيه بغرفة طارق اليوم يمر بسلام "بحلقت بوجهها قائله " افعلي ما تريدين لست خائفه "
قالت وهي تشير بعينها نحو طارق " ينبغي أن تكوني مكسورة الان فأنا اسلب كل ماهو لكي " ثم وجهت عينها مرة أخري لي " انا من اربح دائما رحيق "لقد اغضبتني هذه الشيطانة للغايه ، قمت من مقعدي ودخلت الي المطبخ ، نظرت إلي الاعلي احاول أن احبس دموعي .
" ماذا بك ِ ؟ "
ما سمعته الان صوت رجولي ، نظرت بجانبي لاري قاسم يقف أمام مدخل المطبخقلت بعد أن وقف امامي " لا شئ قاسم لا بد أنه دخل شئ ما بعيني "
تقرب قاسم سريعا ومسك اخر حجابي واراد أن يزيل ما بعيني من دموع ولكن هذا اظهر رقبتي كثيرا .
لقد تعجبت من رد فعله كثيرا وقبل أن أهم وابتعد عنه ثم أعنفه لهذه الحركة الغير متوقعه منه تفاجأت بطارق خلفه .
أنت تقرأ
رحيق طارق
Romanceذنب كبير في سن صغير ، لم يكن نتيجته خساره لحبيب القلب فقط ولكن حياتها بأكملها . ظلت أسيرة ندمها وحزنها ، بل لو كان للندم لسان لنطق باسمها "رحيق " . و بين ذنبها وحبها .. يشاء القدر أن يكتب روايه آخري ♥️