"2"

389 59 18
                                    


أمام المرآة...أخذت أصابعي تمر علي ازرار قميص بدأت في ارتدائه منذ قليل،بعد الانتهاء منها ارتفعت يداي نحو الرقبة كي ترتب لياقة بدت مكعمشة كثيرا،لكن ليس أكثر من افكاري اليوم!

فلم أكن أظن أنه من الممكن ان تمر علي ساعتين كاملتين لا افكر فيهما سوي في شئ واحد..نعم،انه ذاك الحلم!

حلم خبيث اقتحم عقلي ولم يخرج،حفر مكانا في ذاكرتي يرغمني الفضول ان ادخله كل دقيقتين لاتفحصه..

انتزع الاغلال اللعينة ،اسير بداخل تلك الغرفة،اتفقد جميع زواياها،احاول القفز ورؤية ما وراء الشباك،اسقط واكتشف أنه اعلي مما توقعت،اري واسمع اشياء لم الحظها من قبل،اتوقف عند اللحظة الأهم..لحظة دخوله الغرفه،اقترب من وجهه،ادقق في ملامحه محاولا تذكر اي شخص بهذه المواصفات،حتي ولو بنسبة صغيرة، لكن جميع محاولاتي تبوء بالفشل!

وليس هذا فقط،فأي محاولة مني لتفسير أي شئ يتعلق بهذا الحلم ينتهي بها الحال الي نفس المصير..

أن تستيقظ في مكان لم تطأ مثله عيناك قبلا..

أن يمضي نحوك شخص لم تره من قبل حتي في خيالك..

أن تحتفظ ذاكرتك بحلم تتعدي جودة تفاصيله الواقع لمدة تتجاوز الساعتين..

للاسف..لقد هزمني ذلك الحلم.

* * *

شئ ما في المرآة لفت انتباهي،اقتربت لأتحقق منه..انه هو،رجل الحلم!

من فرط التفكير فيه ظهر انعكاسه في المراة..انحنيت نحوه برأسي مدققا في وجهه ومعطفه الاصفر،لعلي اجد شيئا هذه المرة...

اقتربت اكثر حتي..اخترق اذني صوت ما نفضني رعبا!

نظرت إلي فمه فوجدته لم يتحرك،تجمدت عيني عليه ترقبا..حتي تكرر الصوت..لكن هذه المرة تأكدت أن المرآة ليست المصدر،فالصوت آت من مكان آخر..مكان خارج الغرفة..بدا كصوت بكاء أو نحيب..

وقتها تحول كل تركيزي من الغريب الذي يقبع في مرآة غرفتي،الي ذلك الصوت مجهول المصدر..

مضيت خارج الغرفة نحوه متجاهلا خيلات الحلم التي تتأرجح أمامي..حتي بلغت الصالة،لم اجد شيئا في البداية،لكن بالصدفة اصتدمت عيني بباب شرفة كان مواربا..

يبدو أن أحدا ما بداخلها،لكن من يستيقظ في توقيت كهاذا؟

مددت يدي وفتحت الباب لأجد "سلمي"زوجتي واقفة عند سور الشرفة تدفن رأسها في كفيها باكية!

اقتربت منها وعلامات الدهشة تغزو وجهي،لكن يبدو أن ما بداخلها يمنعها حتي عن ملاحظة دخولي..

ربت علي كتفها دون أن تغادر علامات الدهشة وجهي،ثم قلت:

-في اية؟

الحالة 101حيث تعيش القصص. اكتشف الآن