الفصل الرابع

5.2K 87 11
                                    


بعد يوم كامل**
وميض آلات التصوير.. جعل عقلها يومض كل مرة بصورة أبيها وهو ينقل من مقر الشركة للمشفى.. لا تكاد تصدق أنها هنا.. تدعي.. تكذب.. تمثل السعادة.. نظرت حولها بعيني تكاد تقطر مقلها عبرات من أمطار سوداء.. تبحث عنهما ولا ترى لهما أثر.. تعثرت فيما لا تراه لتجد نفسها محاطة بجسدين قويين.. نظرت عن يمينها لتجد جواد الذي أحاط بها لتوه.. وضع على كتفها معطف كشميري.. لا تعرف متى ارتدت ملابسها فقد بات كل شيء مضبب في عينيها.. رفع رشاد كفه لأعلى بإشارة آمراً رجاله التصرف مع نسور البابرتزي الذين أنقضوا عليهم كطيور جارحة يبغون تصريح.. طوق أربعتهم شبكة من رجال أمنه.. من بدأ يقودهم للسيارة الفان الفاخرة ذاك الفرد ذو الشعر المصبوغ والشارب الكثيف الأسود.. بدا عالماً ما يفعل..
نظرت عن يسارها تتأكد من الخبر في وجه أخيها.. وجدته حاد العينين جامد القسمات.. كل ما فعله أن ربت على مرفقها حيث كان يسندها بأصابع حانية.. داخل السيارة كان مستقرها ..
الخبر يؤكد أن والدها انهار قلبه بالفعل ولحظات حرجة يعيشها وحده ..
ترتجف داخليا وتسير كالسائر على رأسه.. كأنها بلا هوية.. كانت ترجو أن تكون هذه حيلة جديدة.. لكن حتى اتصال جواد بأخيها مالك أكد الخبر رفضوا أن تحادث أخويها التوأم خشية عليهما حتى لا يرتبكا.. همس رشاد الذي جلس أمامها تجاوره جيوكندا في السيارة ذات الصالون الفاره لجواد :" هل أنت متأكد من المعلومة.. لماذا علينا التوجة لفرنسا.. أليس الأفضل التوجة للوطن ".
عقب جواد بتحديد :" نحن نختصر الوقت.. راشد سينقل لفرنسا اليوم للعلاج ".
لم يصدق كل منهما هي وجواد أن العالم سيتحدث عن هذا الحدث الذي تم اعتباره هام جداً لمجرد أنه يخص شخصية مالية صارت عالمية.. مع ارتباطها برجل المال فيتوريو

صارت كل كلمة تطرق داخل عقلها كسياط مسلطة على

قلبها.. بدأت عيناها تحترقان بالحرارة ليهطل سيل الدموع بينما كف جاكي تربت على فخذها بهدوء مواسي ..
فتحت هاتفها على الأخبار لتعيد ذات الصور التي ينتقل فيها والدها بواسطة سيارة الاسعاف من المكتب حيث سقط للمشفى يجاوره عمها.. هتفت بضيق :" أليس لديهم سوى هذه الصور.. أليس هناك جديد أم أن والدنا لا يستحق منهم التتبع لأخباره ".
ضمة حانية قام بها جواد ليهدأ من انفعالاتها.. مدركاً مدى غضبها ، فهو من شاهدها من قبل في موقف أقل من هذا لكنه يشبهه.. حيث جذبها بذراع الممتد خلفها لصدره الرحب..
بينما رشاد يمرر أصابعه في شعره عشرات المرات هاتفاً :" لا يعنينا أحد سواه.. لن نمنح أي تصريح صحافي أو إعلامي كما طالب مالك جواد ".
ثم نظر للسائق خلفه بتوتر مختنق حتى من السيولة المرورية الطبيعية :" أسرع أكثر ".. غضبت السيارة مزمجرة مرة واحدة ثم انطلقت كنفاثة تريد شق جدران الصمت الذي يلفهم.. عاد يقول مستفسراً :" لماذا لا نجلب له الطاقم الطبي ونجعله ينتقل للوطن وتكون الجراحة هناك.. أليس هذا أسرع ؟!!".
غمغم جواد باستحسان للفكرة لكنه عاد يؤكد :" لقد طرحت الفكرة على مالك ولكنه أكد أن الطبيب ينتظرهم بالفعل ".
أطبق كفيه ببعضهما في حركة دائرية دؤوبة متوترة بتعاظم.. تلف جاكي كفها على مرفقه هامسة :" هون على نفسك رشاد.. سيكون بخير حال ".
غمغم بخفوت متصوراً أن صوته لن يصل لأخته :" لم أشبع منه جاكي.. كنت أتمنى أن يراك لتعشقينه ".
هتفت فرسان خلف نظارتها الداكنة مما جعله يدرك انها سمعت :" لي عمري كله معه ولم أشبع منه ".
ثم أدركت الحزن في موقفه همست في قوة :" لكن أبانا شديد.. لن يسقط بسهولة.. بشر رشاد حتى ندركه ".
تكالبت عليها أنياب الخوف فبكت بحرقة على صدر جواد.. الذي كان يدعو بصمت مطبق أن لا يحدث لراشد ما يسوء.. ربتاته يحمي بها أميرته من الخوف ولكنها فشلت مع الحزن ... حزنها أكبر من كفيه ودفئه.. حزنها اغتراب محقق ..

الآن،فقط أجيبك؟[الجزء الخامس من سلسلة حد العشق]!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن