الفصل الخامس

5.5K 92 15
                                    


قبل تجاوزها المكان هابطة نحو المخروط الذي فتحته الضغوط داخل عقلها .. الدهشة نفسها من ظهور شبحه هنا أمامها جعلتها تريد التحقق من وجوده .. فكانت واقعة بين الإغماء وبين التمسك بوجوده .. وصوتها يتأكد بتكرار اسمه :" باسم .. باسم ".

صوتها المناشد جعل سهر تتيقظ لحالها الخائف من مجرد شعورها بالغثيان .. وقلبها يعلن من داخل صدرها هذا التخاذل :" هل قد تم القبض عليه حقاً ".

ندم شديد ملكها ليتها قرأت الخبر لتطمئن بدلاً من هذا الوجع داخل روحها وهذا الانقسام الشارخ لقلبها النازف من هذا الحب ،وهذا الخوف عليه واللوم الموجة ضده بذات الوقت ..

فتحت الباب بعد ان لملمت شتات نفسها .. وقبل أن تهرول كالمجنونة تنادي عمها من هذا الشبح المقيد لأختها ..

وكأن ندائها الليلي صار حقيقة في وضح النهار..

نظرت للباب المفتوح .. ثم نظرت لأختها تهمس هي الأخرى :" باسم .. هل أنت حقاً ".

صوته الضاج بالضحك .. ويداه المقيدة لزوجته التي بدأت تقف على أرض عشقه الصلبة .. تمرغ وجهها في صدره .. لتتأكد من وجوده بأناملها المحيطة بوجهه تبحث فيه عن هذه الجثة التي شاهدتها في المشرحة .. باسم :" لم تمت .. أليس كذلك ؟!!".

عاد يهتف بها وينظر لأختها التي كانت تقف في تجمد شاحب بالقرب منهما :" هل هناك شبح يطرق الباب ليدخل المكان ؟!!".

ما زالت ذراعاه القويتان تحيطا بخصرها ثم أتبعه برفعها نحو أعلى كمن تطير في الهواء لتستقر شفتيه في عنقها يتنسم رائحتها المألوفة تتسلل لأنفه .. قفصه الصدري الصلب يضغط عليها .. فجرت فيها جميع حواسها .. كفاها سماع صوته الحبيب لتتفجر الدموع داخل مقلتيها هابطة حارة على بشرتها .. بينما صوته يثير موجات انفعالية متلاطمة

أقلها عشقها له وأقواها عاد للحياة .. بل عادت للحياة معه ..

همس داخل أذنها صاباً حرارة تكفي الكون لتمنحه دفئاً

:" لقد أشتقت لك حبيبتي .. وأشتقت لابني المستكن تحت قلبك هذا ".

كانت أصابعه لا تترك وجهها .. تخطو عليها نظراته بدبيب الحب .. ما قرأته داخل عينيه دفعها للجنون نسيت أختها والكون كله ورغبته الخالصة داخل عينيه قيدتها بقيود غريبة عليها .. شيء جعلها تندفع ناحيته .. تمس شفتيها شفتيه لتحصل على دفئهما الغامر بالحياة .. فلم يفلتها حملها بقوة حتى غرفتهما .. ناسياً الجميع في هذه اللحظة و ما يستطيع قوله من بين أنفاسه الحارقة لبشرتها :" كم أحبك سمراء .. كم أحبك ".

ثم ينهال عليها بقبلات صغيرة ترشق كل خلية من خلايا وجهها .. أخيراً وصلا للغرفة المنشودة .. حيث أشتاقا إلى وجودهما بها .. أغلق الغرفة بكعبه .. فأنساب الباب مغلقاً بنعومة تناسب الموقف كله ..

الآن،فقط أجيبك؟[الجزء الخامس من سلسلة حد العشق]!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن