الخاتمة

5.3K 97 44
                                    


ماد قلب سنمار عندما تم إبلاغه هاتفياً .. جلس على أقرب مقعد مصعوقاً كان أول أمس لديها في زيارته الثانية لها لم تفعل غير الصراخ من أوجاعها ولأول مرة يلاحظ دموعها .. لأول مرة يشاهدها تبكي حقاً.. ليس ندماً بل ألماً.. يقتص منها الله في كل لحظة .. كانت تبكي معلنة : " لا أحد يريد مساعدتي في دهان العلاج .. أشعر بعقارب تقرصني تحت جلدي .. لم تعد الأقراص كافية ".

تنهد في حرقة مستفسراً:" لماذا لم تظلي في مشفى السجن ؟!!".

اجابته بهدوء بارد وكأنها ما بكت :" هنا في قلب النساء أفضل .. فهو يريد قتلي ".

سألها بعقدة مبهمة بين حاجبيه :" من تقصدين ؟!!".

هدرت فيه :" لماذا ؟!!.. لتسهل له الأمر .. أباك يطوف حولي طوال الأعوام .. لكنه الآن لا يفارقني .. يبتسم بسخرية .. نفس سخريته السابقة ".

هدر بها :" داخل عقلك .. لأنك قتلتيه .. كنت أظنك تقصدين هشام علوان شريكك الأكبر ".

ابتسمت بسخرية :" هذا سيفعلها مؤكداً حتى يفر بموت جميع الشركاء .. سيفر .. يده عليا ".

ثم هتفت به :" هيا أرحل .. لا تعد ..لأني لن أقابلك بعد هذا .. كل مرة تسأل كمحقق .. وأنا أكرهك ".

هدر فيها بسؤاله :" لماذا كنت تريدين قتلي متفقة مع زاهر .. في لحظة تسليم الشحنة ".

ابتسمت له بكبر عجيب مقيت :" نعم كنت أريد لباسم

الأمر ..التخلص منك فلا يجد باسم غير العمل مكانك . خاصة لو أتبعت نفس الماضي .. المخطط القديم.. التهديد بالجوع والقتل يفعلان الأفاعيل .. سلط زاهر رجله الأحمق فأطلق الرصاص في الهواء .. وهكذا ..".

ابتسم هازئاً متوجعاً :" هكذا نجوت .. لكنك لم تهتمي عندما مات فيها باسم وكأنه ليس ابنك ".

هتفت بجبروتها :" لم أحب كليكما .. هو نسخة مصغرة من أبيه .. عذبني بملامحه .. ،وأنت عذبتني بقوتك .. كنت أخشاك خشيتي لصفوان الكبير .. كان قاسياً مثلك ".

وقفت تغادر ويدها خلفاً على ظهرها تحك ظهرها وتتوجع ..

كلما فعلت هذا لا تنال شفقته .. كان داخله يعلم أنها تدعي وأنها تخطط لشيء ما ..

لكن الآن هي صارت أسطورة زائفة .. عليه البقاء هنا جوار أحبائه .. لن يعلن عن وجعه لكونها ماتت حتى لا يؤلم قلب أسواره التي تحاول أن تمتص الغصة كلما حضر ذكرها.. رغم كل شيء فيها كان يحبها فهي الأم التي عرفها .. رغم كل شرورها.. أحبها وأختارها بنفسه حتى لو كان أختيار مبني على معطيات زائفة .. أنه خياره الذي عاش فيه أعوام ..

جالس شارداً، فلم يلحظ الغالي الذي كان يتحرك حبواً للخلف.

نادت أسوار من بعيد حيث وقفت بباب المطبخ تحت الدرج الرخامي الكبير :" سنمار .. سنمار .. أوقف حبو الغالي.. سيدخل أسفل المقعد ".

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 11, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الآن،فقط أجيبك؟[الجزء الخامس من سلسلة حد العشق]!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن