الفصل التاسع

5K 80 8
                                    


بعد ساعة**

تجلس تنظر لساعتها كل ثانية .. تعد قفزات عقرب الثواني .. تعيد لف تلك الطرحة على شعرها الأشقر المصبوغ .. وتتأكد من وضع النظارة الشمسية الكبيرة .. عيناها لا تفارق مدخل المطعم .. تنتظره بفارغ الصبر ..جسدها لا يجد له مستقراً في مقعدها .. تريد حق طفلها .. تعاود النظر للرسالة التي وصلتها على هاتفها يعلن لها فيها :" لو أردتِ حق طفلك .. انتظريني بعد ساعة في مطعم **** ".

دلف بهيئته الغامضة وعضلاته المفتولة التي تكاد تمزق سترته لتخرج من شقوقها .. نظارته السوداء القاتمة تنم عن هيبة رجال الحراسة ..

عندما سقطت عيناه على هيئتها المتحفزة التي كادت تقف مكانها عندما شاهدته يلج من الباب ..تحرك باتساع خطواته .. وجلس أمامها :" مرحباً فيروز".

كم أحنقها بسبب التباسط في ندائه لها .. ابتسمت بسماجة اعتلت ملامحها:"تفضل تستطيع طرح اقتراحك ".

هتف ببرود يواجه لجة غضبها .. وهو يمد يده داخل جيبه يخرج لفافة من الأوراق المطوية بشك مميز يدل على ترتيبه الشديد .. فضها أمامها فتشاهد ثلاث أوراق تتراقص أطرافها بفعل الهواء المتحرك بواسطة المروحة الجدارية التي تدعم عمل التكييف .. انتفضت عيناها عندما سقطت على الورقة الأولى .. واتسعت حدقتيها .. أما فمها ففغر كسمكة صدمها الهواء الجوي ..

ابتسم بخبث ولؤم ثم تحدث وهو يسحب الورقة يعيدها لجيبه مر ة أخرى .. لتصرخ بهمس مسعور مطالبة بها :" لا .. امنحها لي .. أريدها .. من فضلك ".

كانت أصابعها قد مست حافة سترته من فوق صدره .. فأمسك بكفها وأبعدها وكأنه يكش حشرة :" ليس قبل ان توقعي على الورقتين التاليتين ".

أعادت نظرها للورقتين تقرأهما بعناية ثم دفعتهما معاً ناحيته لتهمس بهدير مشيع بالضيق :" أنت تبحث عن مقتلنا معاً .. هذا هشام علوان من تريد اللعب معه ".

وضع مرفقيه على الطاولة الممتدة بينهما وصار يلعب

بالوردة في المزهرية بينهما .. ليعلن هادئاً :" لم يعد كما كان .. هو يحتضر فعلياً".

وضعت راحتها على صدرها هاتفة باستفسار :" أهو مريض .. هل علمت عنه شيئاً ؟!!".

مسد البتلة الناعمة وهو يقول :" الإحتضار ليس كله موت .. ليس أمامه سوى خيار من اثنين .. القبض عليه بتهم أقلها يكفل الإعدام بحبل كتان خشن .. أو الهرب .. مع أني لو مكانه سأطلق الرصاص على رأسي بنفسي لأن لا أحد سيقبله ولا يقبل مساعدته ".

هتفت تستفسر :" كيف حصلت على عقد الزواج هذا .. أنا بهذه الورقة قد تزوجت هشام علوان .. طفلي من حقه كل ما لأبيه من مال أو مكانة .. أمنحني إياه .. هذا العقد ".

أضطجع بظهره للخلف وهو يدفع ناحيتها الورقتين معاً :" وقعي عليهما وسوف أمنحك ما تريدين .. وسأكون جوارك ..أخلصك من كل مشاكلك ".

الآن،فقط أجيبك؟[الجزء الخامس من سلسلة حد العشق]!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن