الجزء الخامس

165 25 7
                                    

لا تنسوا تعليق ونجمة
جلست في غرفتي ومازال الخوف ينهش قلبي …حاولت النوم ولكن الكوابيس لم تتركني أبدا … نهضت من سريري لكي أدرس لعلي أتناسى الحالة التي وقعت بها …. صوت ذلك الرجل يتردد على مسامعي أغلقت أذني بيدي لكي أتخلص من هذا الصوت ولكن لم أستطع … لم يتوقف هذا الصوت … لقد لعنت هذا الحب الذي أوصلني إلى هذه الحالة وأنا ليس لي أي ذنب …لم أحبه لم أعرفه لم أفكر به … لماذا يحدث ذلك معي ….
-أنا: ليليا إن بقيت هكذا لن تستطيعي تحقيق حلمك عليكي أن تكوني قوية وتنسي ما أصابك فأنت ليس لديك أي ذنب وليذهب ذلك الرجل هو وحبه إلى الجحيم ….
بعد مرور شهرين على الحادثة لم أقول أنني قد أستطعت التخلص من الخوف ولكن مع ذلك حاولت التأقلم … الآن هو شهر نيسان كان الجو جميل وكيف لا يكون جميل وهو شهر من فصل الربيع ومن المعروف أن دمشق في هذا الفصل تكتسي طبيعتهابثوبها الأخضر الذي يزيينه ألوان الأزهار المختلفة والفراشات  التي تتطاير في الهواء بألوانها الزاهية … والشمس التي تشرق وتبعث الحياة في الأرواح من بعد شتاء بارد وتعيد البسمة على وجوه الأطفال وذلك لأن المرح في أحضان الطبيعة أصبح يناديهم …..
خرجت إلى الشرفة ومعي فنجان من القهوة وكتابي لاكمل دراستي فامتحاناتي اقتربت ويجب عليي أن أزيد ساعات دراستي …..
-ناجي: سلام غدا نحن مدعوون إلى الغداء في مزرعة أبي مؤيد قولي  للأولاد أن يتجهزوا  …
-سلام: أييي هل سنأخذ البنات معنا أيضا؟؟؟
- ناجي : نعم …
-سلام : ولكن أنت تعلم ليليا لم يبقى شيء لامتحانها …
- ناجي: لتذهب وتروح عن نفسها قليلا فلا يجوز بقائها هكذا فبعد ماعاشته يجب أن تجدد نفسيتها ….
- سلام: آه ياابنتي من ما عاشته والله مازالت صغيرة ليحميها الله ويوفقها في امتحاناتها …
أخبرتنا أمي بموضوع الدعوة لم أعلم بماذا شعرت لقد بدأ قلبي يرتجف ….
تجهزت أنا وأخوتي ووالدي ولقد ارتديت قميص باللون الزهري كاللون وجنتيي وبنطال أبيض وحذاء أبيض وقمت بربط شعري …. خرجنا إلى الطريق ووصلنا …
دخلنا إلى المزرعة لقد احمر وجهي تلقائيا ….
-أمي : ليليا لا تخجلي ياابنتي …
- أنا: لا لا لم أخجل ….
ليان ضحكت لأنها علمت أنني أخجل من لقاء مؤيد ….رحبت بنا أم مؤيد …
-أم مؤيد: أهلا بكم ….
- أمي: أهلا بك …
ثم جلسنا حول المسبح كان جميل بسبب انعكاس أشعة الشمس عليه …. شردت بهذا المنظر…. نظرت إلي أم مؤيد..
- أم مؤيد : هل أنت ليليا ؟؟؟
-أنا: أتتحدثين معي؟؟؟… نعم أنا ليليا …
-أم مؤيد : كيف حالك ابنتي لقد اخبرني مؤيد ماحصل معك والله لقد احترق قلبي ..… كيف كيف فرطوا بجميلة مثلك وقاموا بخطفك ؟؟؟
- أنا: حدث ما حدث ياخالة وشكرا على سؤالك عن حالي …
انقلب وجهي بسبب تذكري للحادثة فأنا أسعى جاهدة لأنسى ولكن الحال أنه يأتي أحد ويذكرني…
بحثت بعيناي عن مؤيد فهو ليس موجود بالأرجاء …
- أم مؤيد: مانيلا أين مؤيد ؟؟ ( مانيلا خادمة تعمل عند عائلة مؤيد ) …
- مانيلا: لا أعلم فلم أراه منذ الصباح …
-أم مؤيد : أين ذهب هذا الولد؟؟؟
في أرض واسعة من المزرعة كان مؤيدولؤي يمتطيان حصانهما …
- لؤي: ألن تذهب وتستقبل ضيوفك ؟؟
-مؤيد: والله لا أعرف كيف سأستطيع رؤية ليليا ؟؟؟ كيف سأتصرف ؟؟؟
- لؤي: لماذا قمت بدعوتهم إذا ؟؟؟
-مؤيد: والله لست أنا أنه والدي قال يجب عليك يابني أن تدعوه لكي تتوضد علاقتكم أكثر ولكن هذا ليس من مصلحتي….
- لؤي: كنت قل له أبي أنا سأصبح صهر العائلة لذلك سنعمل معهم طوال العمر ( يضحك) …
-مؤيد : هل تسخر مني ؟؟؟ ( ابتسم ) ولكن أتعلم أعجبتني كلمة صهرهم يااااه كم أنتظر هذا اليوم ؟؟؟ وكل هذا االذي أنا فيه والسيدة ليليا لم تعبرني …
-لؤي: كيف ستعبرك وأنت لم تظهر أي شيء لها حتى أنك لا تنظر لها أبدا إلا عندما تدير ظهرها لك والله حبك غريب!!!
- مؤيد : والله لا أفرط بها أخاف عليها من نظرة ربما تؤذيها أو تجرحها فهيا رقيقة لدرجة أنني لا أستطيع البوح بمشاعري خوفا من كسر قلبها الصغير…
- لؤي: آه ماهذا العاشق يالله لم أرى مثلك أبدا والله أني أحسد ليليا عليك … ولكن هذا تقوله في بداية عشقك لها ولكن أنت تعشقها منذ أربع سنوات ومازلت صامت إلى متى لا أعرف أنظر لي يجب عليك الاعتراف لها بمشاعرك وإلا …
- مؤيد: وإلا ماذا ؟؟؟
-لؤي : وإلا سيأتي أحد ويأخذها منك فأنت تعلم ابنة من هي…
- مؤيد: أقسم أن من يفكر بالاقتراب منها سأحرقه ….
- لؤي: (يضحك) هل بنيران شوقك ؟؟؟
-مؤيد : هييي اصمت … والله لقد نفخت رأسي بحماقتك هيا تعال لنرحب بضيوفنا فعيب لقد تأخرنا عليهم …
- لؤي: بالطبع فقد تأخرت على محبوبتك …
-مؤيد: لؤييييي….
-لؤي: ( يضحك) : حسنا لقد صمتت …ولكن عليك تغير ملابسك وورش بعض العطر كي… لم يكمل كلامه والإ قد قاطعه مؤيد
- مؤيد: حبا بالله هل تجدني مغفلا حتى ادخل بهذا الشكل والله ستنفر البنت مني مباشرة فرائحتي بسبب الحصان أصبحت مقرفة (يضحك)….
-لؤي : هيا…وأنا سأكون المشرف على لباسك يا سيد ..
-مؤيد : والله ستهرب الفتاة بسبب ذوقك….(يضحك) ..
- لؤي: والله ذوقي قد جعل كل الفتيات تلحق بي ولكن ذوقك أنت..
-مؤيد: أكمل أكمل ما به ذوقي ألم يعجبك ؟؟؟
- لؤي: لا أقصد أنا لكن الفتيات لم يعجبهن…
-مؤيد: والله ياسيد لؤي هل تجدني مثلك أفتح المجال لكل الفتيات …
- لؤي: والله لؤي لم يجد حب حياته مثلك….
بعد مرور ساعة دخل مؤيد بهيبته وكامل أناقته ومعه صديقه لؤي الذي كان أنيق أيضا ألقوا التحية علينا وجلسوا نظر لي مؤيد عند دخوله وبعدها جلس ولم يعاود النظر وكأنه كان يتجاهلني عمدا … أعترف أنني أصبحت أكترث لأمره فهو غريب لماذا أحسه تارة يحاول التقرب مني وتارة يحاول الابتعاد….
-أم مؤيد : كيف حال دراستك يا ليان ؟؟ هل تخرجتي؟؟
-ليان : الحمدلله  أصبحت في السنة الخامسة من الطب …
-أم مؤيد : ما شاءالله…  وليليا في أي سنة؟؟؟
-أنا: أنا الآن في الصف الثالث الثانوي …
-أم مؤيد: ماذا أنت صغيرة جدا….
نظرت لها نظرة استغراب لقولها أنني صغيرة … لأن شكلي يعطي أصغر من عمري أي أن لاغرابة  بهذا الموضوع …
-أمي: وهل تبدو أنها أكبر؟؟؟ والله أنت أول واحدة ترى ابنتي أنها أكبر من عمرها…
-أم مؤيد : لا ولكن استغربت أنه يوجد فارق بالعمر بينها وبين أختها… ( مرتبكة )
لم تمر كذبة أم مؤيد علينا فأختي لين جالسة معنا ولم تستغرب من فارق العمر الذي بيننا …..
-أمي: أليس لديك أولاد سوى مؤيد ؟؟؟
-أم مؤيد: لا لدي ابنتين ولكنهم متجوزات في الخارج …ومؤيد ومروان…
- أمي : ليحميهم الله لك ولأبي مؤيدويديمكن فوق رؤوسهم…
-أم مؤيد : سلمتي ….
وبعدها تناولنا الغداء وكان مؤيد لا ينظر لي أبدا كأنه لا يراني أبدا … تذكرته عندما تغزل بي حين اختار لي القميص الأخضر ليتني تذكرت وارتديته حتى يتذكر….أف ليليا مابك لماذا تتحدثين هكذا عيب لا يجب أن أفكر به فهو شاب محترم وعلييي أن لا  أسمح لنفسي بالتفكير هكذا…
- ليان : قامت بضربي خفية على يدي …وقالت أين شردت الأميرة هااا؟؟؟
- أنا: عن أي أميرة تتحدثين …
-ليان : هل تظنين أنني لا أراك !!!
انتهينا وساعدنا في أخذ الطعام إلى المطبخ …رأيت لؤي أمامي…
-لؤي : كيف حالك ياليليا….
-أنا: أنت .. أنت ألست الضابط الذي…
-لؤي: ( مقاطع) نعم أنا هو …
-أنا: لقد تشرفت بمعرفتك شكرا لك مع أنها أتت متأخرة ولكن بسبب إغماء ذلك اليوم لم أستطع شكرك ف لولاك..
-لؤي(مقاطع):لا تشكريني فذلك كان بفضل مؤيد فهو من أنقذك وقد عرض حياته وحياة رجاله للخطر من أجل إنقاذك ولكن تعلمين مؤيد هذا أول مرة أراه يهتم بفتاة … سكت فجأة فقد علم أنه قد سبب لصديقه فضيحة بسبب حماقته….
-أنا : ( ابتسمت) عليي الذهاب ومرة أخرى أشكرك …
-لؤي: الحمدلله كأنها لم تفهم والله إن سمع مؤيد ماقلته سيقتلني حتما ….
شعرت بالسعادة لأن مؤيد يفكر بي ..ولكن مع ذلك تصرفاته لاتتطابق مع كلام لؤي … هل يعقل أن لؤي يكذب … لا لا ليليا لقد رأيته كيف تلعثم عندما قال أنه اهتم بييي… ايييه ليليا لاتفكري بالأمر فلديك ما هو أهم من هذا …
أمضينا يومنا هكذا وعدنا في الساعة العاشرة مساءا إلى المنزل ….جلست بغرفتي وطرق الباب…
-أنا : تفضل…
-ليان : هل يمكنني الدخول؟؟
-أنا: بالطبع … ماذا تريدين؟؟؟
-ليان: إيييه يابنت لقد كبرتي وأصبح قلبك ينبض …
-أنا : ماذا تقصدين ؟؟؟
-ليان : مؤيد
-أنا: ليان أنا لا أحبه … فقط شعرت أنه شخص غامض وأردت معرفة سبب غموضه …
-ليان: قلتي… ولكن معك حق لقد أحسسته أنه غير مبالي لوجودك ولكن عند ذهابنا رأيت نظرته كيف كانت كأن روحه قد أخذت … والله لا أفهم …
-أنا: لقد حدثني لؤي عن شيء ولكنه عندما قال تلعثم وأصبح وجهه كالطماطم …
-ليان: عن ماذا حدثك؟؟؟قولي…
-أنا : لقد قمت أنا بشكره على مساعدته لي وأنت تعلمين أنه الضابط الذي ساعدني … فقال لي عليكي شكر مؤيد لأنه هو من قام بإنقاذك وقد عرض حياته وحياة رجاله للخطر من أجل إنقاذك .. وثم قال أتعلمين أول مرة أرى فيها مؤيد يهتم لفتاة….
-ليان: هل هذا ماقاله … ياااه لقد فضح صديقه …ولكن لقد قدم لك معروف … علمتي من يحبك… ولكن هل يعقل أن يكون مؤيد هو نفسه مرسل الهدايا؟؟؟
-أنا: لا لا…
-ليان : ومالذي يجعلك متأكدة ؟؟؟
-أنا: لأن المرسل قد سجن… وضعت يدي على فمي فلقد أصبحت مثل لؤي لقد زلقت بالكلام وقلت لها…
-ليان: ماذا ؟ من أين علمتي ؟؟
-أنا: شيء .. لقد حدث شيء ولم أخبر أحد به …
-ليان: ليليا حسنا ربما لم تخبري أحد لأنك تخافين ولكن أنا ألست أختك وحافظة أسرارك ؟؟؟
-أنا: أعلم ولكن لا أريد أن أبقى عالقة بالقصة …
-ليان: إذا أخبريني كيف علمتي ؟؟
-أنا: مرسل الهدايا نفسه خاطفي…
-ليان: ماذا ؟؟؟كيف!!!
-أنا: نعم .. وذلك لأنه حين كنت محتجزة في الغرفة دخل أحدهم ولكنني كنت لا أرى بسبب العصابة ولكن من صوت الأقدام شعرت بأن أحدهم قد اقترب مني وصوت أنفاسه في أذني وحينهاا قال أنت ملك لي وحدي…
-ليان: آه ياويلي أنه هو نفسه …ولكن مادام يحبك لماذا اختطفك… ولكن الهدايا التي يرسلها تدل على أنه غني أي لا يحتاج للمال …
-أنا(مقاطعة):لقد سألت نفسي هذه الأسئلة كثيرا ولكن لم أجد إجابة ….
-ليان: ماذا ستفعلين ؟؟؟
-أنا : ماذا سأفعل؟؟؟ سأنتظر ريثما انتهي من امتحاناتي وبعدها سأفكر ماذا سأفعل لأنني لست حمقاء حتى أدمر مستقبلي من أجل حب لا وجود له …
- ليان : هل تجدين هذا الحب لا وجود له !!!! ولكن حبه لك صادق … أنظري لم يؤذيكي حتى …
-أنا: ولكنه خطفني من أجل المال ولو ماكان لؤي موجود لأخذ المال وفر هاربا…
-ليان: لا لم يخطفك من أجل المال بل ربما اشتاق لك …
- أنا : ليان هل وقت مزاحك الآن …
-ليان: حسنا .. ولكن أقبلي هذا يوجد حلقة ناقصة بالقصة ومفتاحها الوحيد هو لؤي …
نظرت لها نظرة تساؤل هل يعقل أن يكون كلام ليان صحيح أن لؤي يعلم ماهي القصة ؟؟؟؟
اذا في شي ما عجبكم قولو واذا عجبكم كمان قولو 🤗🤗🤗

حلم لم يتحقق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن