XVI

26 3 0
                                    

لطَالما قالتْ أمّي تُكشّر باِنزعَاج مِن أقرَانِي، و أبنَاء هَذا الجِيل.
تُحدّثني عَن سُوء هذا العَالم، و عَن وقتٍ كَانت بِه النّيَة تَغمر الجَميع، حَيث لا مَكان لِمهمُوم إلّا و قَد زيّنت الاِبتسَامة محيَاه قَسرا.
لكنّها لم تَعلم أنّ المُشكل لم يَكمُن بِنا نحنُ.
المُعضلَة و خالقُها يكْمنُ بهِم، فهُم مَن تجرّؤا و خلَقوا من الِإنسِ شيطَانًا، لا يرْوي ضَمأهُ إلّا بسَفك القِرمزِي مِن غيّره.
هِي لم تَعلم أنّ العَيش بعَالمِنا، يَكمُن فِي أنْ تتَعايشَ مَعه و فِيه كشَيطان.
تَتخلّص فِيه من براءَتكَ و تُقذّر بمَحضِ إرادتِك.
لكِنّني أُؤمنُ و لا ازَال، أنّ في كُلّ منا، طِفلٌ برِيء، لكنْ عَيبه كَونهُ مدَنّس.
هُم قذّرُوه،
و مِن لذّة الحيَاة حَرمُوه،
أفَليعْذرُوا ما أنجَبُوه.

.

مَــشاعر داكِنَـة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن