عندما كنت طفلة، كانت الجنة في مخيلتي كبستان وردي، تشرق فيه شمس لا تغيب.. ملئ بالزهور والورود الندية..!
فيه منزل من السكاكر والبسكويت والمثلجات، اتمتع فيه بأشهي الحلويات واطيبها، ولي فيها حوض كبير يضم اسماكا ملونة، اسبح فيه معها والاعبها.
كنت احلم أن ارتدي فيها حذاءا بلوريًا، وفستانًا باردا من غيم، وطوقًا من وردٍ أحمر علي رأسي..
انتي فيها فراشة عملاقة تطير بي في جوها حيثما اردت وكيفما شئت..
كنت احلم أن اركض في بساتينها الوردية وحدائقها البهيجة، اقطف من اورادها فأجمعها في يدي، ثم انثر بتلاتها الملونة في روض واسع قد اكتسي بالخضرة بحماسٍ جم اختلط بضحكاتي النابعة من الاعماق..
كبرت.. وكبرت احلامي، اصبحت احلم بأشياء لا نهاية لها..
علمت أن السعادة الابدية انما هي في الجنة وحدها، فلا نعيم الا فيها، ولا راحة الا فيها، ولا سعادة ولا سرور ولا انس الا فيها..
عرفت انها جميلة الي حد لا يمكن لعقلي ان يتصوره..ولا تسع مخيلتي أن تلم به..
فأشتقت لها..
وشعرت بحنين يجذبني إليها..
هي دار الخلد.. موطن الأمنيات ارض الأحلام..بلاد الافراح..
رب اجعل مآلي اليها، ووالدي ومن أحب..!