الفصل الثاني: تحية من الملائكة

21 6 0
                                    

تستقبل الملائكة المؤمنين، تحييهم وترحب بهم، هؤلاء اصحاب هذا المكان..
هؤلاء اصحاب الجنة..
اهل الجنة..
سكان الجنة.
حيوهم يا ملائكة، عطروهم بتهانٍ وتباريك شذية، جزاء بما عملو، وصبروا وصابروا.
هذه الجنة مأواهم قد استحقوا السكني فيها، فنعم المأوي مأواهم، ونعم السكني سكناهم.
»تحييهم الملائكة:
ــ﴿سَلَٰٰـٰمٌ عَلَيْكُمْ﴾ يا اهل الجنة.
»تستقبلهم بثناء جميل:
ــ﴿طِبْتُمْـ فَٱدْخُلُوهَا خَـٰلِدِينَ﴾.
»تهنئهم:
ــ﴿سَلَـٰمٌـ عَلَيْكُمـ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَي ٱلدَّارِ﴾.
ينظر كل مؤمن الي املاكه، قصوره، حدائقه، نسائه، خدمه، وكل نعيم تفضل الله به عليه.
يا مؤمنا صبرت واحتسبت، يا مؤمنا بكيت شوقا الي الجنة، يا مؤمنا اتقيت محارم الله، وعظمت شعائر الله، هذه الجنة مثواك، فنعم المثوي والمستقر.
ها هي قصورك، ها هم خدمك، ها هم نساؤك ها هي بساتينك، ها هو ملكك كله لك.
وينادي في اصحابها:
ــ﴿تِلْكُمُ الجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾.
عم السرور المؤمنين، وتوحدت قلوبهم علي سعادة ابدية، وحب اخوي خالد.
ينظرون الي بعضهم، يحدثون بعضهم مستبشرين، يقولون:
ــ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ ٱلِّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهٌ وَأَوْرَثَنَا ٱلْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَـٰمِلِينَ﴾.
نعم.. هذا اجركم الذي عملتم لأجله، ها أنتم رأيتموه عيانا، وقبضتموه بأيديكم.
وزعت الأملاك، وأصبح اهل الجنة كل يحمد الله علي ما اتاه من الفضل العظيم، فمن عمل واجتهد نال الجزاء، وأوتيت الدرجات العلا لمن نافس وتسابق من اجلها.
ها هو البذر الذي غرسه المؤمنون في الدنيا يؤتي ثمره، فهيا احصدوا ما زرعتم، هذا يوم الحصاد.
ونادي منادٍ بأصحاب الجنة:
-«يا اصحاب الجنة.. أن لكم أن تصحوا فلا تسقموا ابدا، إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا ابدا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا ابدا».
يا اهل الجنة، اليوم لكم سلام وآمن.
يا اهل الجنة، سالمين من الآفات.. وآمنين من المخافات.
﴿ٱدْخُلُوهَا بِسَلٰمـٍ ذَٰلِكَ يَوْمُ ٱلْخُلُودِ﴾.
ملائكة تحييهم، وملائكة تهنئهم، وملائكة تطمئنهم.

الجنة كأنك فيهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن