سلام || روح وريحان

96 11 3
                                    


أتممت قيامي بين يدي الرحمن، لا أزعم بأنه كان على الوجه الذي يرضيه إذ لازلت أحاول الوصول إلى ذلك، ولكنني جاهدت القلق الذي أخذ يساورني مع تذكر ما يجب عليّ فعله اليوم، أيضا لم أشأ نسيان إعلام المدير بعدم حضوري، فعلى الرغم من مرونته ومن أن المؤسسة التي أعمل بها تنتهج أسلوب العمل عن بعد كخيار متاح للموظف متى أراد إلا أن عليّ إعلام المدير تحسبا لأي طارئ.

أكره الطريقة التي يتبعها صدري للتعامل مع أيّ مصدر قلق مهما كان طفيفا، أشعر بالنبضات يتردد صداها في أنحاء جسدي فلقد مررت بنوبات هلع في السابق والحصيلة هو هذا الموروث في التعامل مع الأمور.

سحبت نفسا عميقا محاولا تهدئة النبض الثائر بلا مبرر، وذلك أوحى لي بفتح النافذة، اتجهت نحوها ورفعت الستائر، ومن ثم سحبت المقبض ووقفت أمام النافذة المفتوحة، مرت ثواني وأنا مغمض العينين ثم هبت نسمة صيفية خفيفة جعلتني أفتحهما بهدوء بعد أن ميزت الرائحة التي عبقت بها، عبير قادم من حديقة الزهور في العمارة المقابلة، الأريج عبق في صدري مروّحا عنه شيئا من قلقه، تساءلت عن الراحة الموعودة في الجنان وعن رائحة الزهور فيها.

إلهي، سأحب لو كنت هناك، أريد الشعور بالرَوح الدائم في صدري، وسيعجبني لو التقطت أنفاسي عبق الريحان، ولو تنعمت هناك.

لست نقيا يارب، لست صالحا، ولست عالما أو عابدا ولا أي شيء من هذا القبيل، أنت تعلم من أنا، وترى عيوبي، وتحيط بما أفعل، أسألك بعفوك أن تغفر ذنوبي، وبإحسانك يا كريم أن ترزقني، يا معطي يا وهّاب، يا مغني يا باسط، امتن عليّ بدخول جنتك يا منعم، وتقبل أمنياتي ودعائي يا مجيب.


ومنكَ السلام -مكتملة-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن