سلام || باب

84 12 3
                                    


فرغت من العمل قبيل آذان المغرب، واتجهت نحو المطبخ لأرى ما يمكن إعداده من طعام، فتحت الثلاجة وأخرجت بعض العصير والفاكهة، إذن إنني أفضل أن تكون الألياف والفيتامينات هي أول ما يطرق باب معدتي بعد الصيام، أغلقت باب الثلاجة وأنا أفكر فيما لو كان فتح وإغلاق الأبواب المعنوية سهلا كما هو الحال مع الحسية، إنني لازلت لا أعرف السبيل إلى باب نفسي ذاتها فكيف ببقية الأبواب! أحسبه ضيقا جدا لدرجة تمنعني من الولوج، كم كان الأمر سهلا لو كان بحجم باب المطبخ، أو حتى الثلاجة لا بأس، أو ربما لو نبتت لي عين ثالثة تمكنني من رؤية ما خفي من أبواب السعادة والرزق، أبواب التوفيق والتيسير، أبواب راحة البال وهناء العيش.

إلهي إلى بابك وحدك ألجأ هو الوحيد الذي بإمكاني رؤيته دون عين خارقة، وهو الوحيد الذي أعلم بأنه سيسع حجم ما يجثو فوق صدري وما يثقل كاهلي، إني ببابك يارب، مطرق كسير لا يسعني سوى التشبث بمقبضه، ولا يسعني إلا التيقن بولوجه يوما، فأنت الكريم الذي لا حدود لعطائه، وأنت الغفور غير الميؤوس من قبوله توبة عباده، أنت الواسع الذي لا يضيق بابه على أحد من الخلق.

افتحلي أبواب رحمتك، وأغلق عني كل ما يؤذيني من أبواب أردتها بجهلي، أو عجلت إليها بغفلتي عنك، أنت وحدك من يُطرق بابه.. بل لا يستلزم ذلك حتى فهو على مشراعيه لكل من يحمل يقينا بالقبول، وأنا هنا فاقبلني عفو وأكرم نزلي يا كريم.


ومنكَ السلام -مكتملة-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن