ارتفع صوت الأذان –الله أكبر الله أكبر-
وضعت التمر في فمي وصدى الأذان يصدح مخففا آثار الإرهاق والظمأ، فالله أكبر من كل ما يعتليني من ضيق أو كمد، وبمداده العظيم القوة تُستنهض فيّ، ويتراجع العجز والهوان، أمد يدي إلى كأس العصير ثم أتذكر بأن حموضة البرتقال لا يُستحسن بها النزول إلى معدة فارغة، فأنهض لشرب الماء.
-حيّ على الفلاح- ليس دعوة إلى العمل المجرد، بل دعوة لما يؤدي إلى النجاح أي إلى النتيجة، فتكبر بذلك حدود المتاح فكلٌ يعلم طريقه الخاص.
شربت كأس الماء وإذا بالبرودة أشعر بها تسير في عروقي -ذهب الظمأ- الظمأ إلى الماء والظمأ إلى الشهوات فقد تصرف الصيام مع كل ذلك.
-وابتلت العروق- بالطمئنينة والغفران وبالدعوات والعبادات.
-وثبت الأجر إن شاء الله- ثبتت حلاوته في القلب، وثبتت روحانيته في الأعضاء، والنقاء الذي أورثه إلى الروح.
انقضى يومي تقريبا فبعد أن أتم مابقي من عمل وبعد أن أفرغ من صلاة التراويح فسأخلد للنوم مباشرة، وتتوالى بهذه الطريقة الأيام، وتتوالى الفصول والأعمار، والرمضان تلو الرمضان، فهل لنا من عتق ينجينا من طاحونة الحياة؟ أم هي أغلال تظل تكبلنا إلى أن نقابل الأجل؟
إلهي بقرابيني إليك أرجو محو كل ما أثقلني من خطايا وآثام، لوقتي الذي أهدره فيما لا يرضيك؛ أسألك العفو، ولكل ما يحمله قلبي من أحاسيس أسرفت شعورا بها أو أهدرت طاقتي فيما لا ينفع؛ توبتي إليك، يا صاحب العفو والغفران، يا من بيده قدري ومآلي، هب لي من لدنك فضلا يورثني الجنان، أكرمني بالروح والريحان، كم غفلت عن سبلك يارب، كم زهدت بقراءة كلامك يا الله، والآن ها أنا واقف ببابك، راجيا نيل رحماتك، حرر روحي من قيودها، ومن الكلابيب التي تنازعها للغرق في الظلمات، أعتقني من كل ذلّ وركون وهوان لسواك، يا من جل علاك.
إلهي، أعنّي على حمل المضغة بصدري، وعلى الشعور بخفة روحي، وصون جسدي.
فاللهم يارب أنت السلام
ومنك السلام
ولقلبي يا سلام.. اكتب السلام
أنت تقرأ
ومنكَ السلام -مكتملة-
Spiritualأنتَ السلام، ومنكَ السلام، ولروحي يارب،، اكتب السلام. قصة قصيرة الوسوم: #3 في: ذاتي