الفصل الرابع
مكتب أنيق للمحامي الناضج عمراً.. لكنه برز بشكل مميز لمجرد أن صار محامي جلنار الأشهب .. دلفت دافعة الباب بدون إنتظار سكرتيرته لتمنحه أعلام بوجودها .. كل ما فعلته هتفت بها :" الأستاذ بالداخل !!".
سؤال لم يحتج من السكرتيرة سوى إطراقة فأجتاحت ملك الغرفة بإندفاع نحو الباب فتحته هاتفة :" أين الأولاد ؟!!".
رفع نظراته نحوها يقتات على هيئتها المرهقة وتقدمها الواهن حتى وقفت أمام مكتبه .. مد يده يتناول سيجار في إستمتاع رهيب بشكلها .. دفع الرعب داخلها صوته الفحيحي :" كان لابد لأوقفك .. هل ظننت أني أحضر الموزة وأقشرها ثم اتركها لغيري يلتهمها ".
صوتها قوي بغضب:" وما دخلي بموزك يا أحمق ؟!!.. أريد أولادي واحترق أنت وجلنار في أقرب محرقة ".
همس بصوت ثابت :" أجلسي فأنا الوحيد الذي خلاصك بيده .. هل ظننت ان بذهابك للكسيح سوف تسطيعين نيل كل شيء ".
هزت رأسها بضيق .. مدركة أنه كان يراقبها .. لكن الأطفال تم خطفهم قبل تفكيرها الذهاب لإياد .. لم تكن تدري ان أفكارها تلوح في مقلتيها الزجاجيتين ككاشف لبوابة روحها .. إلا عندما هتف بها :" نعم أنا الذي جعلت احدهم يأخذ الأطفال .. مكالمة واحدة من جلنار ترفع السكين عن رقاب ثلاثتهم ".
نال التعب منها لدرجة أنها سقطت بالفعل على المقعد المجاور لها .. نظرت إليه بخواء .. همست :" أريدهم وسوف أغادر .. أترك لي الاطفال ولك كل ما تريد فايد ".مد لها أصابعه بملف كان على مكتبه ، كأنه كان ينتظرها .. هذا الملف تعرفه جيداً.. لم تمد أصابعه لتأخذه .. تدرك ما به ، وتخشاه خشية الموت .. ففقد إياد هو الموت نفسه .. فقط نظراتها المسددة إليها .. جعلته يقرب الملف منها أكثر .. أخيراً حركت أصابعها تغتال الطريق إلى الملف ببطء شديد عكس الأغتيال الذي في قلبها يركض كفرس جامح يريد تحطيم قلبها ..
فتحت الملف .. تفر بين أوراقه .. تتذكر الرحلة كاملة .. منذ بدأ التهديد بأخيها ومستقبله .. ثم التلويح بإمكانية تكرار المحاولة .. فصارت تحمي أهم رجلين في حياتها .. أحدهما بالضياع والأخر بالموت .. ستضيع وتموت وتحميهما معاً..
لتجد صوت فايد يهدر بوعيد غاضب لدرجة الخفوت :" أنت لم تتلاعبي بجلنار فقط .. أمتد التلاعب ليصلني .. أنت من أخترت يا ملك .. أخترت اللعب مع من لن يشفق عليك لو اضعتِ أحلامه .. مع من وقفت عثرة في طريقه ".
عقد ذراعيه امامه فوق سطح مكتبه هامساً بهدوء مسموم:" أنت أصريت أن يكون إياد هو زوجك حتى تتم العملية وتنجبين .. لا أعرف لماذا لم يطلقك للآن .. وهذا هو الشء الذي جعلك تعودين لتلملمي شمل العاشقين القدامي ومعهم أولادهم .. هل تدركين ماذا فعلت بإصرارك أن يكون هو زوجك ؟!!.. ولست أنا؟!!".
عاد صوت جلنار من الماضي يطرح عليها الإتفاق .. أخترت لك رجل منا وعلينا يتزوجك حتى تنجبين .. وسيكون الطفل لعمار وبأسمه .. جميع الأوراق ستكون جاهزة ".
وقتها صرخت بها ترفض كل شيء وتتهمها بالجنون حتى أخرجت جلنار أسم إياد بعبارة وعرض جديد :" هناك حل أخر .. إياد سأزوجك إياه حتى تضعي الطفل ولو كتب بأسمه .. لدي طرقي لتحمي أموال العائلة فلا تسقط في يدي إياد .. سأجعله يطلقك بمجرد أن يصل الأولاد حتى لا يشكك في بنوتهم ".نعم هذ ورقة أخرى في صالح الحب .. لماذا لم يطلقها إياد .. لماذا ؟!!.. ولكن هل يعلم الجميع أنه لم يطلقها أو هو أعلن للجميع كذباً أنه طلقها لذا ثاروا عندما أكتشفوا العكس .. ستحاول المعرفة ..
بدأت تلملم شتات نفسها من الهلع على أولادها فالثروة هم حراسها .. لذا الإبقاء على سلامتهم واجب نفعي ..
أرتج صوتها وبدا مهتزاً:" فايد لم أفعلها ".
ضرب براحته على سطح مكتبه بغضب ناهراً:" لقد فعلت .. طالما خالفتِ إتفاقنا وعدتِ.. لماذا عدتِ؟!!".
لم يمكنها من الرد .. خرج الوضع عن سيطرته هاتفاً بصراخ :" عدت من أجله ..الكسيح العاطل .. عدتِ من أجل أن تمنحيه أطفال لا يعلم عنهم شيئاً.. أطفال يريد ضمهم فقط من أجل الثروة ".
عقلها لا يستوعب من يلقى أمامها من إتهام مباشر لإياد .. حركت رأسها بشدة الرفض بينما اصابعها تهتز فوق صدرها .. والأخرى تقبض على الملف القاتل .. ليهاجمها في مكمنها الوحيد الذي كانت تعول عليه .. حبه لها .. ثقتها فيه لم تتغير لوهلة حتى بعد ما حدث بينهما .. تنظر إليه أنه إتمام متأخر لزواجهما الذي أبتعد أعوام ست.. بصوت يدرك مالديه من أدلة :" الكسيح لم يطلقك .. لقد أعلن لجلنار أنه نفذ لها ما أرادت .. لكني من خلال بحثي عن هذا المستند لم أجده .. علمت أنه تم التلاعب بنا .. تريد معرفة الباقي ".
تنفس بحدة ثم استطرد صوته :" أكملي قرأة الملف ستجدين الدعوى التي تم رفعها من إياد لضم الأطفال الثلاثة إليه بإعتباره الأب .. والولي الشرعي .. وأنك تتعمدين السفر ليبتعدوا عنه .. وهناك قضية أخرى بطلبك في بيت الطاعة كزوجة خرجت عن السيطرة ".
أنت تقرأ
عروس الأوبال [الجزء الثاني من سلسلة فراء ناعم ][معدلة&كاملة]
Lãng mạnبين أناملها، تمسك بلورة زجاجية داخلها عروس من زجاج الأوبال ترتدي ثوب زفاف مزركش رائع... أدارت مفتاحها الخلفي فدارت بتناغم مع موسيقى الزفاف. "أتعلم، كنتُ أعشق تسميتك لي... عروس الأوبال! حتى كرهت دوري بالحياة... أنا عروس أوبال لشخص لم أرغب به!" قبضت ع...