عندما يجتمع العشق المؤلم والبغض المترصد بالنفس يكون كل شَيْءٍ مباح لدرجة القتل.. هاهي تتلوى بين يديه يكاد يفتك بها ،وكلما تلوت زادته إصراراً على استعادة كل ما كان له من حق عليها.. من حبها لقد تعثرت الكلمة على بوابة عقله ،وتيبست بقوة داخل فمه كلمة لم يعد يجيد نطقها وهي لن تعترف بها له في وسط لجة المشاعر اليائسة التي سرت بينهما وهل لو سمعها الآن سترسخ بيقينه ؟!! لا يظن كان ما بينهما الجنون ذاته مشاعر نارية تلتهم أحشائهما تقربهما من حافة الهاوية إنفجار ممكن قد أطاح بعقلهما ..حالة من الذوبان هل تحللا معا في إنصهار كامل ؟!! بلمحة كان قميصها الموصوم سابقاً بالرفض ساقطاً ممزقاً بين أصابعه لم تجد غير عنقه لتتعلق به هو الثبات الوحيد بمكان ظل يترنح كله أمام عينيها . كانت بين يديه دمية من نوع جديد يحفر بلحمها أوشام ليلة عشق جبانة خائفة لدرجة الموت أن يفقدها .. لهاثه الحار فوق بشرتها يحرقها مكوناً ارتعاشة لخلاياها كرد فعل عكسي مما يجعلها تندفع داخل صدره لتنال من دفئه أكثر . تأوهات خرساء تخشى أن تخرج من صدريهما لا يريد أي منهما فقد تلك اللحظة السحرية كلاهما يتعلق بالأخر وكلاهما يرتعد خوفاً من أن يفيق مما هو فيه تاركاً قانون الطبيعة هو ما يحكمهما .
لم يستطيعا أن يبتعد أي منهما عن الأخر بالنهاية كان الألم هو ما استحكم بينهما ناخراً وجعاً جديداًبالقلب . مشاعر داهمها اليأس ولم تستفيق إلا متاخراً على ضفاف الرغبة والتوق الذي لم يختفيبل كان كالنار التي تأصلت جذوتها بمنزل أساسه خشبي تصرخ المزيد . آدار لها ظهره العريض مقرراً أن
يتوشح رداء قسوته مرة أخرى .
لا تعرف ماذا تفعل أو لأي اتجاه توجه بوصلة حدسها . تريد أن تملك خارطة طريقه بيديها .. لا تريد أن تنحدر للعمق بدونه تخاف أن تتجرد من الأمان معه والدفء الذي تشعر به حينما تكون جواره بدونه الخواء والعجز ولا تعلم أي مصير أسود قد ينتظرها.
إستلقى على ظهره بعيداً عنها آمراً عينه أن تتحاشاها فتأبى لتعود في توجس أن تلتقي بعينيها المغلقة التي قررت أن تذرف دموعاً صامتة تنزل بكل هدوء ولا تجد جرأة لتزيحها بإصبعها في ادعاء أنها بخير ولكنها غير هذا هي بحال سيئة جداً محبطة جداً لدرجة اليأس .. تريد أن يكون مكانها الدائم هنا يومياً وبكل لحظة جسدها يئن يريده ولكن بشروطها شروط الحب ليست شروطه القسوة والرغبة رغم أنه لم يتصرف معها إلا كإياد الحنون جائع نعم .. متمسك بها نعم .. ولكن القسوة أبعد ما تكون عنه تعلم أنه يريدها أكثر الآن وربما حان دورها لتحل كل أحجيات الماضي البغيض لتزيحه بكآبته وسوداويته لتمنح عشقهما الفرصة ليتنفس بحرية وراحة .
أفاق على الآم مبرحة تقطع أوصاله في توق إليها . هل يطوع نفسه للوجع الذي إستبد به فالجراح تشتاق لألم أكبر حتى تجثو أمامها فتخرسها عن الشكوى . إنه ذات الألم يعود مرة أخرى يكاد يصرخ بالذكرى أن تبتعد ولكنها ليلة توق بسنوات جياع ليعود إنسان .. تأوهت آلماً بجواره وهي نائمة عيونها متورمة من كثرة ما ذرفت من دمع وكحلها سال مشكلاً أخاديد متفرقة تتعرج حتى تختفي تحت الملاءة التي أجادت رغم كل ماحدث أن تلتف بها لتتوارى داخلها كيرقة عذراء داخل شرنقتها ذكرته بتلك الطفلة ذات الجدائل الحريرية الكستنائية . أيشفق عليها أو يشفق على نفسه لا يعلم أنه رهن قيدها رغم كل شيء عاملها بقسوة مستبد كجارية ليس لها حق الإعتراض بل كان سادي بالتعامل معها . فقد خرق طبيعته اللينة العريكة صراخ جسده بامتلاكها هاجمه عائداً من جديد إنها تستحق .. لقد أرادت كل شيء بلا لحظة خسارة واحدة رجل موفور الصحة بكامل رجولته أموال حرم هو منها وتم توجيهها لأخيه وقصر واسم عريق إلتصقت فيه ليطوف إسمها في سماء الطبقة المخملية ..

أنت تقرأ
عروس الأوبال [الجزء الثاني من سلسلة فراء ناعم ][معدلة&كاملة]
Roman d'amourبين أناملها، تمسك بلورة زجاجية داخلها عروس من زجاج الأوبال ترتدي ثوب زفاف مزركش رائع... أدارت مفتاحها الخلفي فدارت بتناغم مع موسيقى الزفاف. "أتعلم، كنتُ أعشق تسميتك لي... عروس الأوبال! حتى كرهت دوري بالحياة... أنا عروس أوبال لشخص لم أرغب به!" قبضت ع...