اقتباس 3

140 1 0
                                    

نظرت له باستغراب كأنه مخلوق فضائي ليضحك على شكلها الابله لكنه ظريف من وجهة نظره ، تحولت نظراتها للغضب منه لتنفجر به بغيظ : انا مشفتش فى بجاحتك ولله .. انت مبتحسش ياض .مندعكش دم خالص ، تلاجة ماشية على الرجلين ..

لايزال يقاوم ضحكاته عليها و يرد بغضب مصطنع : بس بس يخربيتك ، بلاعة و فتحت فى وشى ، ليه كل الاوڤر ده ؟

ردت باستنكار منه و من تصرفاته غير اللائقة : انت بتسئل بجد ، تصدق معاك حق ، انا ايه اللى بعمله ده ، دنت حتى ملاك و معملتش حاجة خالص ، لا سيبت البنت بعد ما جريت وراها و خليتها تحبك و لا جاى تقولى انك صاحبت بعد ما انفصلتوا بساعات و لا حتى بقولك ان هى فى المستشفى بسببك و انت ولا كأنك عملت حاجة .... تصدق انا فعلا اوڤر اوى..

رد بجدية : خلاص خلصتي !!
اول حاجه انا مجرتش وراها ولو هى فعلا ملهاش فى الجو ده مكنتش جتلى بسرعة .. دى مخدتش فى ايدى ساعات يا ديجو و بعدين انا قولتلها من الاول اننا بنتسلى ونا مش اول واحد فى حياتها و اوعى يكون دخل عليكى حوار المستشفى ده ، ده حوار خيبان بنعمله من إعدادى زيه بالضبط زى انتى تستاهلى حد احسن منى كدا ..

قال الاخيرة بسخرية متكهمة من برائتها التى ستجعلها لقمة صائغة لاى شخص .. كما حدث معه بالضبط عندما اعجب بها بشدة و اقترب منها بسهولة بحجة الاصدقاء لكنه لم تستطيع ايقاع اى اذى بها بسبب تلك الهالة المحيطة بها التى اشعرته انه اذا نفذ ما برأسه تصيبه لعنة من السماء لالحاقها  بالسوء ليقرر انها ستكون صديقته فعلا ، فهو يحتاج لهذا النوع من العلاقات بحياته البائسة لتقضي على وحدته القاتلة ...

افاق من تفكيره على صوتها الحنون و نظرة عيونها التى تجعله يشعر انه طفلها و هى امه التى تخشى عليه من قسوة الايام : انا خايفه عليك من كل ده يا تميم ..
لتتجرأ و تمسك يده و تستكمل : ربنا مش بيسيب حق حد ونا مش عايزاك تدوق من الكاس ده خالص ، مش عايزة اشوفك يوم مكسور بسبب الحب او الثقة لان اكيد هيحصل فيك زى ما بتعمل فيهم ....

كان نظره مصوب على يدها التى تمسك يده بدفئ مفتقده فى برودة ايامه التى اعتاد عليها ليصوب نظره داخل اعينها و يرد بصوت عذبه الألم : انتى عارفة انك غالية اوى عندى يا خديجة .. انتى الوحيدة اللى مش شيفانى وحش او زبالة بالرغم ان حتى عيلتى شافتنى كدا .. شايفة انى انسان كويس .. و حاسة باللى فيه ...

لم تزيح عينيها من عينيه و هى ترد بابتسامة : عشان انت كدا فعلا يا تيمون ... انت تيمونى انا ، انسان كويس و طيب ، انت اكتر حد وقف جنبي و عاملنى باحترام ، مطمعتش فيا زى ناس كتير المفروض كانوا هما الامان بالعكس انت وقفت فى وش كل حد حاول يأذيني بقصد او من غير قصد و اثبت للكل انى كنت صح لما وثقت فيك ..

يا الله ، لما تنظر له بتلك الطريقة ، فى كل تحدثه بها عن مدى روعته فى نظرها تجعله يحتقر نفسه اكثر لتفكيره بجعلها من نسائه و لو لدقيقة واحدة .

صمت دقائق قبل ان ينطق بامتنان حقيقى و هو يضع يده الاخرى على يدها الممسكة به : انتى احسن حد انا عرفته يا خديجة ... انا محظوظ ان عندى صديقه زيك ..

كان الالم من حظها تلك المرة لكنها إجادة اخفائه ببراعة و هى ترد : انا دايما هنا ... عشانك

لكنه العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن