اقتباس

483 9 1
                                    

جالسة و هى تفكر ان ما تفعله هو الصحيح فتلك هى عادتها حينما تتسرع باخذ قرار و ترى عواقبه تنفرد بنفسها لتقنعها انها كانت على صواب مثلما فعلت حينما قررت مساعدته و ادخاله حياتها من البداية .....

لكن تلك المرة غير كل مرة ... فهى الان عروس جميلة بفستانها الابيض لكنها عروس غيره بالاخص هى عروس يحيى صديقه الذى تورط معها بكل هذا و هو كل تفكيره ان تلك الغبية تحول حياة ثلاثتهم لجحيم لكنه يجب عليه مسايرتها حتى لا تقع بسذاجتها  في ايدى احدهم و يستغلها ..... تعلم تفكيره لكن كل هذا لن يوقفها الان فهى قاربت على الانتهاء و بالتالى الابتعاد عن الجميع و العودة الى حياتها ..

مسحت تلك الدمعة الخائنة التى تسللت الى خديها حينما سمعت طرق على الباب قبل ان تسمح للطارق بالدخول و تتوسع حدقة عينيها و هى تردد بدهشة : عمر.....

هل خرج من احلامها و تجسد امامها ام انها خيالتها المريضة بعشقه ...

  ذهول و انبهار و هو يراها هكذا .. كعادتها فاتنة و كأنها خلقت من شئ غير كل البشر ..... تخيلها كثيرا و هى ترتدى هذا الفستان ، له هو لكنها الان ستصبح لصديقه المقرب : شكلك حلو اوى . تجننىي يا امل ....
حاول تلطيف الجو المشحون بينهم ليضيف بقليل من المرح : صحيح تشبهى العروسة اللعبة بس لايق عليكى جدا ...

ابتسامة جميلة هى ما حصل عليها منها و تلك النظرة بعينيها جعلت الابتسامة تتسلل له ايضا لكنها مختلفة فقد ظهر بها حزنه لينطق اخيرا بعدما ساد الصمت فترة : انا ... حلمت بيكى كتير بالفستان ده ....بس كنت ببقي انا العريس ... انا بس عايزك تفهمى انى لما كنت بضغط عليكى او لما عملت كل ده كنت فاكر انك انتى كمان عندك مشاعر نحيتى ..... يعنى بما انك كنتى بتحبي صالح ونا و صالح نفس الشخص او كنت فاكر اننا نفس الشخص و انك بتعملي كدا عشان مش عايزة تبقي السبب فى تدمير حياتى او جوازي ..... مانا اكتر واحد عارف قلبك الطيب و انك لو بتتعذبي من غيري هتفضلي التعذيب عن اننا نكون سوا ....

ظهر الالم في نبرته و هو يكمل : كنت عايز نبقي مع بعض لان ده اللي نستاهله بعد كل اللى مرينا بيه و احساسي انك بتحبينى زى ما بحبك بس هتبعدى عشان متبقيش سبب دمار جوازى كان بيغلب كل عقل و تفكير عندى خصوصا ان جوازي من ابرار كدا او كدا كان هينتهى سواء بيكى او من غيرك .... بس انتى طلع معاكى حق ، انا عمرى ما هبقى صالح .... انا اناني مش بحب غير نفسي و كل اللى عايزه هعمله حتى لو فيها اذيتك بس صالح .... صالح كان يموت ولا انه يجبرك على حاجة .. كنتى عنده رقم واحد بس انا كان رقم واحد عندى هو حبنا و اننا نفضل سوا و راحتك بعدها .... انا اسف لكل ده و صدقيني بجد خلاص مفيش خطط و مفيش اى حاجة هتدمر سعادتك انتى و يحيي ... مدام انتى مبسوطة انا كمان هبقى مبسوط و الحب ده هدفنه في قلبي و مش هيظهر تانى ...

حاول رسم ابتسامة مجددا و هو يمسح تلك الدموع التى قفزت من عيونها : شششش متعيطيش عشان الميك أب .... و لو الواد يحيى ده فكر يضايقك هخليه يجيلك راكع ، انتى في وراكي رجالة تاكل الحجر ....

لكنه العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن