لكنه العشق

2

لم تتحرك من مكانها و كأنها جمدت بسبب قوة غير مرئية ، تنظر له بصدمة وبخوف بينما هو ينظر لها بأستغراب و كأنه يقول ما بها تلك الحمقاء ....لما تنظر لي هكذا....

لم يستمر هذا الوضع كثيرا حيث انه ذهب مجددا لعالمه و كأنه لم يلقي وجهها قنبلة موقوتة منذ دقائق ، اما هي تحررت دموعها و ظلت تبكى بدون صوت و هي لا تزال تنظر له مدة ليست بسيطة .

دخلت صديقتها الغرفة و وجدتها على تلك الحالة التي أثارت استغرابها و خوفها : أمل .... مالك يا حبيبتي ، ايه اللى حصل خلاكي كدا ؟

كانت ملامح الخوف و الحزن ظاهرة بشدة عليها و هي تلتفت لمريم : ف....فاق يا مر..يم....فاق خلاص ...
و انخرطت مجددا في نبوبة بكائها

كلامها أثار استغراب الاخرى اكثر ، فهذا جيد بل ممتاز : طب الحمد لله اديكي هتخلصي من الموال ده و هو هيروح لأهله.

ظلت على حالها بل و زاد سوء بعد كلمات صديقتها : لا مش هخلص يا مريم ..... مش باين ليها خلاص اصلا....ده مش فاكر اسمه ، سئلني انتي مين ونا مين ... فاهمة يعني ايه ولا لأ يا مريم ..

الصدمة تلك المرة كانت من نصيب مريم و هى تردد : نهار اسود ، انا برضو قلت يستحيل خبطة دماغه دى تعدي كدا و من رحمة ربنا انها مقتلتهوش...... هتعملي ايه يا موكوسة .

ردت و هى تحاول تمالك عبراتها و لكنها تفشل لتزيد حدة بكائها : معرفش صدقيني معرفش ، و معنديش حل غير اني استناه يفوق تاني .... يمكن كان مجهد بس ...ان شاء هيطلع مجهد بس.....

********************

غاضب هو الان و بشدة .. كل شئ فوق رأسه حرفيا و كأن كل هذا غير كافى لينشغل بمشاكل تلك السمجة ايضا الان .. اللعنة عليها و على ذلك اليوم الذى رأها به .. حاول السيطرة على اعصابه لينظر لها و يرد على كلامها المسموم : انا ساكت لحد دلوقتي عشان مقدر حالتك لكن لو طولتى فالكلام اكتر من كدا ردى مش هيعجبك ابدا ..

كانت تناظره بقوة و غضب لتهتف بصوت عالى : هتعمل ايه يعني يا يحيى و بعدين انت ملكش تدخل فى حاجة بعد ما رمتنى ..

هتف بحدة و نظرة قاسية : صوتك ميعلاش عليا يا مليكة ده رقم واحد ، رقم اتنين بقى اختارى الفاظك كويس .. اللى يسمعك كدا يقول انى خنتك بعد ما فهمتك انك حب حياتي .. لا فوقى كدا ، احنا مجرد اتنين جربنا حظنا مع بعض بخطوبة صالونات يعنى حتى مكنش فى اعجاب و لما اتأكدت انى مش هقدر احس بحاجة ناحيتك انفصلنا بهدوء و قولتلك هنفضل صحاب و هو ده الدافع اللى مخليني بكلمك دلوقتي ، عزت انسان مش كويس و نصيحتي ليكى ابعدى عنه و لو مش عايزة انتى حرة ..

ردت بنبرة حادة : كل اللى قولته ده وجهة نظرك انت و رغبتك انت  ، يحيى عايز كدا يبقى يتنفذ فورا ... انا قولتلك انى حبيتك و كل اللى كنت عايزاه فرصة انت اللى فكرت انك مش عايز تكمل فانفصلت عنى من غير حتى ما تهتم بيا و جاى تقولى عزت انسان مش كويس بحكم الصداقة ، انت حتى مش غيران عليا ..