3

76 1 0
                                    

لا تزال تشتاقه ولكنها عاجزة تماما عن التواصل معه ... كيف و هى مشغولة فى قصة اختفاء اخوها المفاجئ ، تشعر و كأن العالم اتحد ليجعلها تفقد اعصابها و تنهار لكن هذه الرفاهية ايضا لا تملكها الان ، فإذا حدث من سيهتم بأمها و زوجة و ابن اخيها و كأن لم يكفيها ما تفعله يوميا للكذب عليهم بشأن اختفائه ليأتى همّ تلك المجموعة على رأساه و الاهم ان تفكر بنفس عقلية أخوها حتى لا يشك احد من العائلة او من اخوتهم غير الأشقاء فى تلك الكذبة التى اخترعتها ...

اذا علموا سيتصارعوا على من يحصل على الجزء الاكبر من تلك الامبراطوريه التى اسسها اخوها بعد ما فعلوه معهم الذين من المفترض انهم اخوتهم ، يا الله اين ذهب عمر هكذا دون اى تبرير او حتى اتصال ، لم تترك مكان دون البحث عنه فى القاهرة ، و كم تشعر بالاستهجان من نفسها بسبب تجاهلها له في كل مرة طلب منها ان تذهب للشركة و تترك عملها فى هندسة الصوت ...

تشعر بالتعب من كل شئ و كل ما يحتاجه الان هو النظر في عينيه الى ما لا نهاية ، شردت و استرجعت كل ذكرياتها معه حتى ذلك اليوم الذى سافر به فهو صديق مراهقاتها و حبيب شبابها ... تميم .

الشاب الذى طالما عشقته و حتى قبل ان تعرف معنى تلك المشاعر التى تحملها له لكنها بفطرتها علمت انها اكثر بكثير من مجرد صداقه عمر بأكمله ، لكنه خارج البلاد بسبب ..... فى الحقيقة لا يوجد سبب معين لذهابه هكذا فورا و ما قاله فقط اثناء استعداده " هقولك بس مش دلوقتي " .

خرجت من افكارها على صوت الرسائل من هاتفها و لم يكن غيره يحيى صديق اخوها المقرب و الوحيد الذي يعلم بتلك الكارثة التى على رأسهم .

تقفدت ماذا ارسل لها على امل ان تجد اخبار جيدة تخص عمر او انه استطاع معرفة اين هو و لكن كالعادة لا شئ سوى الاسف و الوعد بمحاولة جديدة للبحث عنه القت هاتفها بعصبية و غيظ و هى لا تعى ماذا يمكن ان يحدث اكثر من هذا ..

حاولت تهدأة نفسها قليلا للذهاب الى امها عندما اخبرتها الخادمة انها تريدها فورا و نزلت للاسفل بخطوات فقدت الحياة و يأست من حل شئ حولها لكنها استعادت روحها المرحة فورا بمجرد رؤيته .. لم تصدق نفسها انه هنا و ينظر لها ، لقد عاد اخيرا ، كانت حقا في حاجة كبيرة له لتلتهم درجات السلم بسرعة البرق و هى تهتف بأسمه بينما هو صرخ بها للتريث قليلا ولا تركض كعادته و هى لم تستمع له كعادتها...

  ابتسم تميم على تلك الصغيرة الرائعة ... كنزه الدفين .. اعز اصدقائه ، عندما يراها يصدق فقط ان العالم لايزال به اشخاص نقية . هى كل ما يملك و الوحيدة التى تعلم عنه اكثر من نفسه ، يعتبرها جزء مهم منه و كأنها ابنته و ليست صديقته .

قفزت عليه لتحتضنه بقوة بمجرد وصلها له لتهمس له : وحشتنى اوى و فعلا كنت محتجاك جنبي الفترة دى

بادلها الحضن و الهمس ليرد : انا دايما هنا ..... عشانك ..

*****************************

لكنه العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن