الفصل الخامس

15.7K 568 6
                                    


استيقظت "مريم" فى الصباح التالى وقد عزمت على زيارة والدة "ماجد" كما طلب منها فى خطابه الذى قرأته بالأمس .. خرجت وركبت المترو كالعادة وتوجهت الى أحد دور المسنين .. دخلت غرفة والدة "ماجد" لتجدها مستلقية على فراشها تنظر الى سقف الغرفة فى صمت .. شعرت بالألم يغزو قلبها وهى تراها على هذه الحالة .. اقتربت منها .. لم تحرك المرأة ساكناً .. لم تنظر حتى اليها .. ظلت تنظر الى سقف الغرفة وكأنها لا تعى ما يدور حولها .. اقتربت منها "مريم" أكثر ومسحت بكفها على رأسها .. والعبرات تترقرق فى عينيها لحال المرأة النائمة على الفراش أمامها .. اقتربت منها احدى العاملات بالدار .. فالتفتت اليها "مريم" قائله :
- هى عاملة ايه دلوقتى ؟

قالت العاملة فى اسف :
- زى ما انتى شايفه .. مبتتكلمش ولا بتستجيب لأى علاج 
قالت "مريم" بحزن :
- مواظبين على العلاج بتاعها
- أيوة من يوم ماجت واحنا بنهتم بيها وبحالتها .. ودكتور الدار كمان مهتم بيها لانها صعبانه عليه .. بس اظاهر انها هتقضى باقى أيامها وهى كده .. لانه بيقول انها مبتستجبش للعلاج نهائى
ألقت عليها "مريم" نظرة متألمه ثم التفتت للمرأة قائله :
- طيب ورجلها
- برده يا بنتى لسه ما بتقدرش تمشى عليها .. لا بتتكلم ولا حتى بتتحرك من مكانها .. ربنا يكون فى عونها
جلست "مريم" قبالتها على الفراش وتحدث اليها قائله :
- ماما .. ازي صحتك .. انتى مش عارفانى .. أنا "مريم" 
لم تجد أى استجابه من المرأة .. فانحنت عليها تقبل رأسها وملامح الألم مرسومة على وجهها ثم توجهت "مريم" الى غرفة مديرة الدار وقالت لها :
- مينفعش أخدها تعيش معايا
قالت مديرة الدار :
- لو خدتيها يبأه تخلى بالك انها محتاج معاملة خاصة .. واهتمام 24 ساعة لانها مبتقدرش تعمل أى حاجه لنفسها .. انتى متفرغة
قالت "مريم" بأسف :
- لأ بشتغل .. وللأسف مضطرة أشتغل
قالت مديرة الدار :
- يبقى مش هتعرفى تهتمى بيها يا بنتى .. مينفعش تتساب لوحدها .. لازم مرافق ليها 24 ساعة .. من رأيى خليها هنا أفضل .. لانك مش هتعرفى تهتمى بيها الإهتمام المطلوب
قالت "مريم" بألم :
- طيب وحالتها الصحية .. مش ممكن تتحسن
- والله ده علمه عند ربنا .. بس هى مفيش عندها أى استجابة للعلاج .. ولا بتتفاعل حتى مع غيرها من المقيمين هنا .. ولا بتحاول حتى تتفاعل معاهم .. على طول لوحدها .. هى سامعة وشايفة كل حاجة .. بس مفيش استجابة .. واضح ان صدمتها كانت شديدة أوى
شكرها "مريم" ونهضت بأسى .. خرجت من الدار وهى تحاول أن تغالب دموعها التى انهمرت من عينيها رغماً عنها

******************************
دخلت "سهى" مكتب سكرتيرة "خالد" وقالت لها :
- أنا عندى معاد دلوقتى مع البشمهندس "خالد"
بعد عدة دقائق أدخلتها السكرتيرة .. توجهت الى مكتب "خالد" مبتسمة وقالت :
-ازي حضرتك يا بشمهندس
قال ببرود :
- الحمد لله اتفضلى
جلست وأخرجت ملفاً من حقيبتها وقالت :
- أستاذ "عماد" قالى آجى لحضرتك وأشوف تفاصيل الشغل اللى حضرتك عايزه
قال بنبرة متعالية :
- أيوة لانى مش هاجى شركتكوا تانى.. يعد كدة حد منكوا هو اللى يجيلى هنا وأشرحله اللى أنا عايزه .. لان اظاهر انكوا مبتعرفوش تختاروا الناس اللى بتشتغل فى الشركة .. وأنا لولا سمعتكوا فى السوق وجودة شغلكوا أنا مكنتش اتعاملت معاكوا تانى
ابتسمت "سهى" قوالت :
- أنا مش عارفه حضرتك مضايق مننا ليه .. بس عامة أنا واثقه ان حضرتك مش هتضايق من شغلك معايا 
ثم ضحكت قائله :
- هى "مريم" معلش قفل شوية فممكن يكون ده ضايقك
قال بهدوء :
- دى مش قفل .. دى قليلة الأدب
ابتسمت قائله :
- معلش يا بشمهندس حقك علينا .. وان شاء الله هعملك أحسن من الشغل اللى كانت هتعمله "مريم"
ابتسم قائلاً :
- اما نشوف

قطة في عرين الأسد (للكاتبة منى سلامة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن