الفصل السابع والعشرون ((الأخير))

32.2K 1K 185
                                    


فتحت "مريم"عينيها شيئاً فشيئاً رأت نفسها نائمة على الفراش فى مكان غريب .. حاولت أن ترفع يدها فانتبهت لوجود شخص بجوارها .. كان "مراد" جالسا على مقعد بجوارها ويمسك بيدها ويسند جبهته على السرير .. شعر بحركتها فهب واقفا واقترب منها يمسح على رأسها قائلاً :
- حبيبتى .. حمد الله على السلامة
نظرت "مريم" اليه بدهشة وهى لا تقوى على الحركة .. أمازالت حقاً على قيد الحياة .. ألم تمت .. آخر شئ تتذكره "مراد" الذى كان مسرعا بسيارته ويمد يده للخلف ليمسك بيدها .. نظرت اليه فى مرآة السيارة نظرة أخيرة وكأنها تودعه قبل أن تغلق عينيها وتفقد الشعور بكل ما حولها .. بلعت ريقها بصعوبة فقال "مراد" بهلفه :
- حبيبتى ثوانى هنادى الدكتور 

خرج "مراد" مسرعاً وأحضر معه الطبيب الذى فحص الأجهزة التى كانت موصلة بها وفحص عينيها و ضغطها وقال بروتينيه :
- حمدالله على السلامة يا مدام .. ان شاء الله هتبقى كويسة بس لازم تستنى معانا فترة عشان الجرح
أومأت برأسها .. خرج الطبيب فأغلق "مراد" الباب واقترب منها يجلس على الفراش بجوارها احتضن يدها الموضوع بها الكانيولا .. ونظر اليها بحنان قائلاً :
- حبيبتى انتى كويسه 
أومأت "مريم" برأها وقالت بضعف :
- ضهرى وجعنى
مسح "مراد" وجنتها بأصابعه قائلاً :
- معلش يا حبيبتى .. هما حطولك مسكن من شوية عشان لما تفوقى
صمت قليلاً ونظر فى عينيها وقال بصوت مرتجف وقد غشت عيناه العبرات :
- ليه عملتى كده ؟
نظرت "مريم" اليه بحنان وقالت بضعف :
- كنت خايفه عليك
قال "مراد" بصوت مضطرب :
- انتى متعرفيش أنا حسيت بإيه لما شوفتك غرقانه فى دمك .. كنت هموت يا "مريم" .. ازاى اتهورتى كده .. مفكرتيش لو كان حصلك حاجه أنا كان ممكن يحصلى ايه
تذكرت "مريم" جملته التى قالها بعد حريق اللانش .. نظرت اليه بأعين دامعة وقالت بوهن :
- وأنا كمان مكنتش هقدر أستحمل يحصلك حاجة يا "مراد" .. الرصاصة كانت هتيجي فى قلبك .. لكن أنا كانت هتيجي فى أى مكان غير قلبي
احتواها بعينيه وقال بتأثر شديد :
- بتحبيني أوى كده ؟
ابتسمت قائله :
- بتسأل
قال بلهفه :
- عايز أسمعها
نظرت بحب الى عينيه والى ملامحه .. ملامح "مراد" .. وقالت هامسه :
- بحبك أوى
سألها قائلاً :
- بجد يا "مريم"
ابتسمت قائله :
- بجد يا حبيب "مريم"
اتسعت ابتسامته وأخذ يتأملها الى أن شعر بأنها تغمض عينيها من التعب فقال لها بحنان :
- كفايه كلام وارتاحى
قالت برجاء قبل أن تغمض عيينها :
- خليك جمبي
رفع "مراد" كفها الى فمه يقبله دون أن يبعد نظره عنها وهو يهمس قائلاً :
- حاضر يا حبيبتى .. نامى وأنا هفضل جمبك .. اطمنى
ابتسمت له وأغمضت عينيها وهى تشعر بالسكينة والأمان لوجوده بجوارها.

***********************************
قال "حامد" بلهفه :
- انت واثق من الكلام ده ؟
قال المحامى فى الهاتف :
- أيوة طبعاً واثق يا "حامد" بيه .. الرصاصة جت فيها هيا ونقلوها على المستشفى
ضحكت "حامد" قائلاً :
- حلو أوى كدة أحسن ما كانت جت فى "مراد" .. لانى كدة هبقى خلصت من الشاهدة الوحيدة فى قضيتين الخطف .. قشطة أوى
قال المحامى بقلق :
- بس اللى سمعته انها خرجت من العمليات وانهم قدروا ينقذوها
قال "حامد" بحقد :
- متقلقش يا متر .. أنا مش هخليها يطلع عليها النهار
أنهى المكالمة وخرج من بيته لأحد حراسه :
- ابعتلى "رامي" على المكتب بسرعة
قال الحارس :
- أوامرك يا فندم
توجه "حامد" الى مكتبه وتوجه الى الخزنة ليخرج منها مسدساً مزود بكاتم للصوت .. أخذ ينظر اليه بتشفى .. سمع صوت خارج المكتب فوضع المسدس على المكتب وتوجه الى الخارج قائلاً :
- تعالى يا "رامى"
لكنه فوجئ بشخص آخر .. فقال له "حامد" بحده :
- انت مين وايه دخلك هنا ؟
اقترب الرجل منه ووقفه أمامه .. كانت تعبيرات وجهه جامدة .. قال بصوت أجش :
- فاكر "هايدي"
نظر اليه "حامد" وقد ضاقت عيناه فأكمل الرجل :
- أنا أخوها .. اخو "هايدي"
قال "حامد" بنفاذ صبر :
- أنا مش فاضى .. خلص عايز ايه ؟
قال الرجل بنبرات قوية :
- "هايدي " ماتت امبارح وهى بتعمل عملية اجهاض عند دكتور معندوش ضمير .. زيك كده
صمت "حامد" للحظات .. ثم قال بتهكم :
- وجايلى ليه بأه .. عشان أصلى عليها ؟
قال الرجل بقسوة وهو يظهر المطواة التى أخفاها خلف ظهره :
- لا عشان أصلى عليك انت
لم تتح الفرصة لـ "حامد" للصراخ حتى .. سدد الرجل اليه طعنات متتالية بسرعة وبقوة وبشراسة وقد تشنج جسده .. حتى خر "حامد" على الأرض غارقاً فى دمائه .. وفاقداًُ لحياته

قطة في عرين الأسد (للكاتبة منى سلامة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن