لأنك إنسان

27 4 0
                                    

.
.
.
.
.
.
.
.

" قائد بالنسبة لسجينة المستجدة 33 سيمكنها الخروج بالغد " أخبرني ايلن هذا بعد أن انتهى من سرد تقرير يوم كامل "أيضاً سيتم إستخدام الزنزانة لـرقم33 " أضاف وهو يتقدم نحو المكتب ويجلس"ايلن بما ستستخدم تلك الغرفه هي مهجورة منذ سنوات ولم تدخلها سوى 33 ...الآن فقط أرادوا إستخدامها" سألته عن المغزى من إستعمالها وتنهدت بإحباط، أنا أعرف ايلن منذ فترة ليست بقصيرة هو يعطيني الأخبار والمعلومات اللتي يلتقطها يومياً ويسردها علي بعد التقرير ولسببٍ ما دائما ما يجلس أثناء التحدث فيها أجده تصرف غريب ولكن بعد تكراره لفترة إعتدته "تم إصدار قرار بإجراء أحد التجارب في تلك الغرفة التي تخلو من الكاميرات والمسجلات لذا وكما يبدو التجربة ستكون سيئة " صرح بهدوء وناظرني
" حسناً ايلن فَلتُخرِج رقم 33 قبل أن تدخل فتاة التجربة تلك لزنزانتها " أنزل رأسه يناظر كفيه بحجره
" كلا ، 33 ستخرج غدا فقط كما أخبرتك لا أستطيع إخراجها اليوم " رفعت نظري إليه واستقمت مقرباً وجهي لوجهه "ايلن هل تريدون إجراء التجربة أمامها في نفس الزنزانة هل تمازحني بربك الآن! " ناظرني ببرود بينما أنا عيني تطلق الشرار ، أبعدت وجهي واسندت جسدي بالكرسي مجدداً
" ايلن أنت تعلم أن تلك التجارب بشعه لا أحد سيراها إلا وسيفقد عقله لذا فلتخرج 33 أو تؤجل التجربة إلى ما بعد رحيلها ،وصل" ايلن لن يفهم ما قلته هو سينفذ الأوامر فقط ،هو لا يهتم لأحد
"لما سأفعل ذلك أيضاً مالخطب بالتجارب لقد رأيتها ولم أفقد عقلي"
أجل عزيزي لقد رأيتها ولم تفقد عقلك لأنك لا تشعر مثلنا ،مسحت وجهي بكفي   وشددت شعري لأعلى أشعر أني سأجن لا أستطيع تحمل بروده ولا صوته الخالي ذاك "ايلن عليك أن تذهب من أمامي لاني وبحق الرب أريد أن أقيم بك التجربة لتفقده ولا أراك " أعلمته بصخب لأراه يستقيم ويعدل هندامه ليأخذ القبعه الزيتيه من الطاولة " لطالما تساءلت كيف يكون صوتك هكذا  " تنهد هو بهدوء وتهدلت أكتافه  وجهت بصري لعينيه الداكنه وطالعته بهدوء أناظر حاله هذا الفتى الذي أصرخ به ليلا ونهارا كان كل ما يشغله كيف لصوتي أن يكون هكذا صاخباً مليئاً بما سلب منه ،أخرجت نفساً عميقاً "ايلن يؤسفني قول هذا لكني أشفق عليك يا فتى " شرع ببؤرتيه يطالعني ، وللمرة الأولى أنا أرى تلك اللمعة بعيني أحدهم هنا حيث النظرات الخالية كانت تغزو بصري يومياً ،هناك أمل ايلن قد تستطيع إمتلاك صوت أجمل من خاصتي يوماً،  نهضت بجسدي مقترباً منه بخطى بطيئة لقد كان هو واقفاً يوجه رأسه نحوي ويلحقني بعينيه واصلت تقدمي نحوه لأحيطه بذراعي أضمه حاوياً جسده مربتاً عليه

" ..ماذا تفعل" سألني ولكني لاأعرف الجواب لقد شعرت بأن روحك تحتاج عناقً ايلن ،تحتاج شيئا ً يواسيه‍ا ربما ،إبتعدت عنه وتبسمت بوجهه لأرى عينيه ترفع أجفانها وتوجه بؤرتيها بوجهي بإمعان
" لقد عانقتك فقط ايلن لقد شعرت انك تحتاجه" همهم لي بهدوء وارتدى قبعته ورحل ،هل سأرى ايلن يوماً يبتسم ويضحك مثلنا هل سأسمع صوته الصاخب يوماً ،لربما في يوم كهذا لن أكون هنا مجدداً قد أكون هربت من هنا مع اڤيا اللتي ستحظى بتجربة سيئة اليوم .

حيث قتل الشعور حيث تعيش القصص. اكتشف الآن