الجزء 1

685 7 0
                                    

(صباح يوم الجمعة - الأول من يوليو)

رنّ جرس الباب، فاستيقظ جمال من نومه وهو يظنّ أنه يحلم، فلم تكن الساعة تجاوزت السابعة صباحًا، واليوم هو يوم إجازته، فنظر إلى زوجته رحاب في الفراش فوجدها تسبح في نومٍ عميق.

غادر الفراش وتوجه إلى باب الشقة، ونظر من العين السحرية للباب فلم يجد أحدًا، فتأكد للوهلة الأولى أنه كان يحلم وأن جرس الباب لم يرن، ولكن شيئًا ما دفعه لفتح باب الشقة، فإذا به يجد ظرفين ملقيين أمام باب الشقة، كُتبَ على أحد الظرفين اسمه والآخر عليه اسم زوجته، وتلفّت حوله فلم يجد أحدًا.

هرول على الفور إلى داخل شقته، واتجه إلى شرفة موجودة بغرفة الاستقبال ونظر منها؛ لعله يرى مَن وضع هاتين الرسالتين، فوجد الشارع خاليًا من المارة تمامًا.

فتح الظرف الخاص به، فوجد بداخله رسالة مكتوبة على الكمبيوتر، وجاء فيها: 

" عزيزي الدكتور جمال، عليك بالحذر من زوجتك، فهي تدبر لقتلك في اليومين القادمين، فإمَّا أن تبادر بقتلها، أو ستقتلك هي"

صديق مخلص

وبطريقة عصبية فتح الظرف الآخر، فوجد بداخله رسالة مكتوبة أيضًا بالكمبيوتر وجاء فيها:

" عزيزتي مدام رحاب، عليكِ بالحذر من زوجك، فهو يدبّر لقتلك في اليومين القادمين، فإمَّا أن تبادري بقتله، أو سيقتلك هو "

صديق مخلص

ظلّ يحملق في الرسالتين بدهشة واستغراب، ثم عاد إلى غرفة نومه فوجد زوجته تتقلب في الفراش وقد بدأت في الاستيقاظ، فلمَّا وقع بصرها عليه، وجدت على وجهه علامات القلق والتوتر، واندهشت للظرفين الذين يحملهما في يده، فسألته وهي تتثائب:

- ماذا حدث، لماذا استيقظت مبكرًا، وما هذا الذي تحمله في يدك؟

حكى لها بالتفصيل ما حدث، ثم ناولها الرسالتين، وبعد أن قرأتهما، ردّت عليه باستنكار:

- وهل هذا ما يضايقك لهذه الدرجة.

فردّ بانفعال:

- ألا ترين أن هذا أمر يدعو للقلق!

- بالطبع لا، لكنه تصرف سخيف من شخص سخيف، ومن الممكن أن يكون وضع مثل هذه الرسائل أمام شقق أخرى بالعمارة، فهل سألت البواب إن كان رأى أحدًا الآن يدخل العمارة؟

- لا، لم أسأله.

- إذًا اذهب واسأله؛ لعلنا نعرف مَن فعل هذا التصرف السخيف، ولكن في كل الأحوال لا يستدعي هذا كل القلق الذي يكسو وجهك.

ذهب ونادى على البواب، فتبيَّن له أنه كان نائمًا، فلم يرَ أو يسمع شخصًا يدخل العمارة، كما أخبره أن قفل بوابة العمارة به عطب منذ أكثر من أسبوعين، والبوابة تبقى مفتوحة طوال الوقت.

بيلادونّا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن