الجزء 5

127 4 0
                                    

15

وقع خبر مقتل مشيرة على محمود كالصاعقة، وساد صمت موحش داخل المكتب، قطعه بسؤاله لمعتز:

- وكيف قُتلت؟

- قُتلت بالسم.

صرخ فيه:

- ماذا تقول؟ 

- تقريبًا نفس سيناريو مقتل جمال وزوجته، فقد اتصلت بالمستشفى الذي تعمل فيه، وطلبت عربة إسعاف، ولمَّا وصل رجال الإسعاف، كانت في حالة سيئة جدًا، وفارقت الحياة بعد وصولها للمستشفى بدقائق قليلة.

- ومتى كان هذا؟

- الساعة الرابعة فجرًا.

- وهل عرفوا نوع السم؟

- نفس النوع الذي قُتل به جمال وزوجته.

- وهل عرفتم كيف دُسَّ لها السم؟

- تم التحفظ على جميع المأكولات والمشروبات الموجودة بالمنزل وجاري تحليلها.

- مع مَن تعيش مشيرة؟

- تعيش بمفردها، وقد عادت ليلة وفاتها إلى منزلها في الساعة الحادية عشرة ليلًا، طبقًا لشهادة البواب.

- هل عرفتم مع مَن كانت في هذا اليوم؟

- لا، ولا أحد يعرف أين كانت، فهي منذ خروجها في الصباح لعملها، لم تعُد إلى منزلها إلّا الساعة الحادية عشرة ليلًا، كما أنها غادرت المستشفى قبل انتهاء وقت العمل الرسمي، وكان ذلك الساعة الحادية عشرة ظهرًا تقريبًا.

- وأين تسكن؟

- في مدينة نصر.

---------------

" لا أصدّق ما حدث! "، بدأ الدكتور خطاب كلامه لمحمود بهذه العبارة، وأكمل:

- أنا في حالة ذهول منذ سماعي الخبر! جمال ومشيرة يموتان في ثلاثة أيام بنفس السم؟ هل هذا يُصدّق؟!

- عليك بالهدوء حتى نتمكن من الوصول للحقيقة، والآن أرجو أن تخبرني بكل شيء عن مشيرة؟

- انضمت إلى المستشفى منذ سنة ونصف، تتميز بحسن الخُلق والسمعة الطيبة، والداها يعملان في دولة خليجية ومعهما أخوها الوحيد ويعمل مهندسًا، تعيش وحيدة في مصر؛ لأنها من محافظة الدقهلية وجميع أقاربها هناك.

كانت تقيم بشقة مفروشة في مصر الجديدة، حتى انتقلت إلى شقتها الجديدة التي اشتراها لها أبوها في مدينة نصر منذ حوالي ستة أشهر.

هذه نبذة عن حياتها الاجتماعية في حدود معرفتي، أمَّا عن حياتها العملية، فهي طبيبة متميزة في عملها، تتمتع بعلاقات طيبة مع كل العاملين بالمستشفى.

- مَن كان أقرب أصدقائها في العمل؟

- لم يكن لها صديق مُقرّب، فالجميع عندها على مسافة متساوية، فالمرحومة كانت تميل للانطوائية، وأستطيع القول بأن شخصيتها كانت إلى حدٍّ بعيد تتشابه مع شخصية المرحوم جمال.

بيلادونّا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن