الجزء 2

254 3 0
                                    

5

- هل عرَّفتني بنفسك؟

- حازم أمين الجندي، 34 سنة، مهندس معماري، متزوج ولديَّ طفلة اسمها بسنت عمرها أربع سنوات، أقيم في الطابق الثاني منذ حوالي ست سنوات، زوجتي مدرسة كيمياء بإحدى المدارس الخاصة.

- هل كنت تعرف القتيل جيدًا؟   

- كنا أقرب الجيران له ولزوجته في العمارة بحكم تقارب العمر، وزوجتي كانت تربطها علاقة قوية بزوجته، فكانتا على اتصال تليفوني بصورة شبه دائمة، أمَّا علاقتي أنا بجمال فلم تكن بقوة علاقة زوجتينا.

- كيف استقبلت زوجتك الخبر؟

- أصابتها حالة انهيار نفسي، وهي الآن في منزل حماتي.

- بالفعل هو أمر صعب عليها، ولكن أخبرني هل ذهبت إلى الفرح؟

- نعم، أنا وزوجتي.

- عرفت أن الجيران كانوا مجتمعين في الفرح، فهل لك أن تصف لي كيف كان ترتيب جلوسكم؟

- كنت أنا وزوجتي أول مَن وصلا إلى قاعة الفرح، وجلسنا على طاولة مستديرة يلتف حولها عشرة كراسي.

وصل جمال وزوجته بعدنا مباشرة، فجاء وجلس إلى يساري وجلست زوجته إلى يمين زوجتي.

بعد ذلك حضر الدكتور فريد في نفس وقت وصول الأستاذ وليد وحرمه، فغادر جمال من جواري وانتقل وجلس على يمين زوجته، وإلى يمينه جلس الدكتور فريد، ومن بعده وليد ثم زوجته.

وبعد قليل حضر الأستاذ عبد اللطيف وزوجته وابنته مروة، فجلست زوجته إلى جوار زوجة وليد وبعدها مروة ثم الأستاذ عبد اللطيف إلى جواري.

أمسك محمود بقلم، ورسم على ورقة كروكي، يُبيّن توزيع المدعوين بالترتيب الذي أخبره به حازم، وبعد أن انتهى سأله:

- مَن أول شخص غادر الفرح؟

- الدكتور فريد.

- وهل بقى كرسي فريد خاليًا طوال الوقت؟

- نعم، لكن أحيانًا كانت السيدة رجاء أو زوجها يحضران ليجلسا معنا لبضع دقائق.

- ومَن غادر بعد فريد؟

- جمال وزوجته، غادرا بعد انتهاء العشاء.

- وما رأيك بخصوص موضوع الرسالتين اللتين حكى لك عنهما جمال؟

- حركة صبيانية سخيفة، لم يهتم بها أحد.

- وماذا بعد قتل جمال وزوجته؟ هل لا زلت تنظر للأمر على أنه حركة صبيانية سخيفة؟

اندهش حازم من السؤال وردّ:

- وما علاقة رسائل خالية من الكتابة بموت جمال وزوجته؟

- حتى الآن لا أعرف، ولكني على يقين من أني سأعرف.

شكره محمود، وانصرف حازم وهو في حالة ذهول مما قاله محمود بشأن رسائل خاوية.

بيلادونّا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن