-الخاتمة -
.. أمير الحكايات ..
انهى بعض المعاملات عند موظف الاستقبال وعاد إليها سريعا حيث كانت تنتظره تجلس لا تصدق أنهما معا ..
هتف في مرح وهو يمسك بكتف المقعد المقابل لها على الطاولة :- هل أجلس أم أنك ستتركين الطاولة..!؟..
اتسعت ابتسامتها وهو يذكرها بلقائهما على الباخرة ولم تعقب بحرف ليجلس متطلعا إليها تجول نظراته على محياها في اشتياق قاهر وهمس في عشق :- حياة .. هناك الكثير لا تعرفينه عني أو حتى عن سبب ذهابي بعيدا عنكِ..
شعرت أنها ستسمع الكثير من الحقائق التي طالما أرقها جهلها بها ليال طوال فهزت رأسها تؤكد اصغائها دون أن تنبس بحرف ليستطرد هو بجدية :- حسنا .. لا أعلم من أين ابدأ .. لكن لبنبدأ باسمي كاملا.. انا آدم عبدالخالق الصيرفي ..
زمت ما بين حاجبيها وقد استشعرت ان وقع هذا الاسم مألوفا على مسامعها ليستطرد مؤكدا حدسها:- أنا بن عبدالخالق الصيرفي صاحب مجموعة شركات الصيرفي والذي كان ..
هتفت تقاطعه :- لقد كان صديقا لجدي !؟..
واستطردت في سرعة مترقبة إجابته التي تعني لها الكثير :- وجدي هو من طلب منك مصاحبتي في الرحلة من أجل الحفاظ علي و..
منعتها قهقهاته من الاسترسال وهتف متعجبا :- لديك خيال خصب للغاية .. لقاءنا كان قدريا يا حياة .. لقاءنا دبره الله دون تدخل من أحد .. وأبي لم يكن صديقا لجدك بل صديق والدك رحمهم الله جميعا..
همست متعجبة :- حقا !؟..
أومأ في إيجاب مستطردا :- وجدك لم يعلم من أكون حتى انفردت به في الغرفة يوم عودتنا ..
تطلع من النافذة الزجاجية للمقهى هامسا وهو يسترجع مشهد اللقاء بينهما بعد أن أبقاه وأمر الجميع بالخروج من الغرفة :-
" تطلع السعيد إلى آدم أمرا :- اقترب .. أشعر أني اعرفك رغم أني متأكد أني لم ارك من قبل ..
تقدم آدم حتى جلس على طرف الفراش هامسا في تأدب :- نعم أنت لا تعرفني .. لكني أعرفك جيدا وحانت الفرصة لأشكرك..
همس السعيد متعجبا :- من أنت !؟..
أكد آدم متنهدا :- أنا آدم عبدالخالق الصيرفي..
دمعت عينا السعيد وهز رأسه في استحسان هامسا :- ابن عبدالخالق رحمه الله .. كان ونعم الصديق لولدي باهي رحمة الله عليه.. أنت تشبهه كثيرا لذا اعتقدت أني رأيتك من قبل ..
ابتسم آدم وهمس :- رحمهما الله ..
ثم تنحنح هامسا :- سيدي .. أريد أن أبلغك بأمر ما.. أنا وحياة كنّا بهذه الرحلة سويا وانجانا الله على الجزيرة سويا لكن أشهد الله أني عاملتها بما يرضيه .. وكنت اعتقد أننا لن ننجو من الجزيرة فعرضت عليها الزواج لكن الطائرة أنقذتنا ولم نتمه .. كان يمكن أن يحدث أي أمر آخر خلال بقاءنا في الجزيرة وحيدين، أي امرأة أخرى غير حياة لكن حياة كان لها وضعا آخر أكثر تقديرا لأنه كان عليّ رد معروفك كاملا ..ذاك المعروف الذي ظل مطوقا عنقي ولم أنسه وأقسمت ان أرده لك يوما ما ..