١١- من جديد
هبطت تلك الطائرة الخاصة بموضع هبوطها بأحد المطارات، ليهبط منها آدم تتبعه حياة .. كان كل منهما لا يصدق أنه نجا وعاد للحياة المدنية من جديد .. كانت تتطلع حولها في اضطراب لكن هو لم يكن يتطلع إلا إلى الفرصة الضائعة التي ذهبت مع الريح ما أن صرخت وهو على أعتاب جنتها تلوح كالمجنونة لتلك الطائرة التي ظهرت بالسماء من العدم، والتي كانت مكلفة للبحث عنهما ..
تمنى لو يعرف من أرسل تلك الطائرة وفى هذا التوقيت بالذات، حتى يقتص منه بأبشع الطرق المتعارف عليها والمجهولة على حد سواء ..
هبطوا جميعا ليجدوا عدة سيارات في انتظارهم .. من هؤلاء !؟.. تساءل في نفسه وجاءت الإجابة على لسان ذاك الرجل الذي ترجل من داخل إحدى السيارات هاتفا في ترحاب بدا مصطنع له :- حمدا لله على سلامتك يا حياة .. كم سيسعد جدك المسكين بعودتك ..
هتفت حياة في لهفة :- هل جدي بخير !؟..تنهد مهني هاتفا في تآثر خيل لأدم أنه لا يحمل أي لمحة شجن حقيقية :- سيكون بخير ما أن يراكِ، ويتأكد أن طفلته الغالية بأفضل حال .
وأخيرا .. وكأنما انتبه مهنى لوجود آدم فهتف متسائلا :- من هذا !؟..
كادت أن تجيب حياة إلا أن آدم هتف مؤكدا في ثقة :- أنا زوجها ...
تطلعت إليه حياة وكذا مهني الذي نقل ناظريه إلى حياة متسائلا، إلا أن آدم هتف به في حنق :- لا اعتقد أن الأمر يحتاج إلى تأكيد من قبلها .. نعم أنا زوجها .. هل لديك مانع !؟..
هتف مهني في برود :- على الإطلاق .. ولما أمانع أمرا خاصا كهذا !؟.. هذا شأنها..
ثم اشار للعربة هاتفا :- تفضلا ..صعدا العربة فتطلعت حياة إلى آدم هامسة في ضيق :- لما أخبرته بأنك زوجي !؟.. نحن ..
قاطعها هامسا في حزم :- نحن ماذا !؟..نحن زوجان أمام الله .. هل تنكرين !؟..
همست باضطراب :- لكن .. أقصد أنه ..
لم تجد ما يمكنها قوله فالأمر برمته لا يُصدق، التزمت الصمت حتى وصلا لبوابة تلك الفيلا العتيقة الأشبه بالقصور القديمة .. تطلع آدم حوله في استحسان بينما انصبت نظراتها عليه وعلى ردة فعله تجاه تلك الفخامة التي يطالعها في كل شبر حوله ..
توقفت السيارة أمام باب الفيلا الداخلى والذي انفرج فجأة لتندفع من الداخل ابنة خالتها نهى لترتمي بأحضانها باكية ما أن طالعها محياها صارخة في سعادة ممزوجة بالدموع :- حياة .. وأخيرا أنتِ هنا وعلى قيد الحياة .. كاد أن يموت جدي حزنا عليكِ .. لم يصدق أبدا أنكِ رحلتي هكذا .. أرسل عدة طائرات للبحث عنكِ وأخيرا ها أنتِ هنا .. لكم افتقدتك !؟..
هتفت حياة باكية في شوق :- وأنا افتقدتك كثيرا وأموت شوقا لرؤية جدي..
همت حياة بالاندفاع للداخل إلا أن نهى همست متطلعة لآدم متسائلة في فضول :- من هذا حياة !؟..