A

718 24 59
                                    

سكينة الليل

ملابس ممزقة

لفحة من هواء الغابة يداعب وجهي

الأشجار الكثيفة على جانبي الطريق الترابية

أسير شمالا تاركا الكوخ الخشبي الصغير خلفي

دموعي تزيد شعور النار بسبب الجروح التي تغطي وجهي

حافي القدمين ،أسير وأسير ..وكأن السير سيضعف قواي حتى لا أقوى على البكاء

لا أشعر بقدمي ،أعني نعم ..برودة التراب والحصى الصغيرة تنقر قدميّ بملمس محبب ،لكني أشعر كما لو أني أطير

الكثير مني قد سقط، شعري المنسدل بفوضى في كل أنحاء وجهي ،ربطة العنق المرمية بإهمال حول عنقي ..كتفاي الخائران كشبح جندي عاد من معركته الاخيرة بلا جسد

كلها سقطت ،لكنها لاتزال معي ..لم تغادرني بعد ،بعكس قلبي ..فقد سقط وبقي هناك

إلتفت لألقي نظرة أخيرة ، لن تفعل شيئا سوى أنها ستزيد صفحات الذاكرة وتغذي شوقي، او على الأقل هذا ما ظننته

كان الكوخ يحترق ،أحسست بتلك النار في صدري ،يبدو أن هناك ما ملأ الفراغ الباقي بعد قلبي الذي تدحرج وتخلى عني ..

تآكلت الأخشاب وبدأت تتساقط ،لم أتحرك ..لم أرمش حتى ،فقط عندما أحسست بالهواء يصبح ثقيلا وساخنا ، ربما حينها فقط أدركت أمرا واحدا

لقد سقط قلبي هناك ..
.
.
.
.
.
نهض زين فزِعا وقد كان يتعرق وقلبه يكاد يخترق صدره ، "كان مجرد حلم ،حلم آخر"

طمأن نفسه بينما يشق طريقه للمطبخ ،حضر لنفسه كوبا من الشاي وإتخذ مقعدا مقابلا للنافذة الكبيرة في غرفة الجلوس

أضواء باريس الخلابة تلمع قبالته ،كوب الشاي الخاص به خفف من برودة أوردته ،هدأت أعصابه وخمدت العاصفة أخيرا

هل أنا متناقض ،.فكر زين ، مرّت ثمان سنوات ولا زالت الأحلام ذاتها تطاردني

داخل حدود المنزل ،لازال عقلي في لندن ،يجوب بين أروقة الضياع ..الخذلان هو كل ما أملك

لكن في الخارج ،أنا صُلب ..يربكني تماسكي أمام العالم ،هل شُفيت جراحي أخيرا ؟ تلك الفجوة المتربعة يسار قلبي ،هل سُدت أم بعد؟

ولعل دموع المساء قد أجابت على كل تلك الأسئلة .

.
.
.
.
.
.
.
.

Too Late ~Ziam حيث تعيش القصص. اكتشف الآن