مجنون حب فرعون الجزء الثاني

الفصل الرابع

(بدايه قرائتها المذكرات الجديدة )

الابنودي مرة قال ..انا ربنا جابني الدنيا دي من غير ورث ، واداني منابي فيكي ..وقفت كتير عند الجملة دي ،ان ازاي شخص مايكونش حيلته حاجه ،ومايملكش لا مال ولا جاه ..بس يكون معاه حبيب ، حبيب وبس ..و بيشوفوا كنز عظيم ماينفعش يفرط فيه ،كلام مكنتش بصدقه ولا كنت عايز أصدقه  ،لحد ماشوفتها.. ساعتها اتغيرت فيا كل حاجه...تصرفاتي..حالتي ..حتي يومي الي كان بيتاثر بغيابها .. بقيت شخص ناضج  بمشاعر طفوليه ..المشاعر اللي كنت بخبيها عن كل الناس إلا هي ..لاني حبيتها ،حبيتها بجد ....
___________________________________
برجاء الإنتباه علي السادة ركاب القطار رقم 923 التوجه ل رصيف رقم 3..القطار سيتحرك بعد عشر دقائق من الآن في تمام الثالثة فجرا ..
___________________________________
ابتديت اجهز الشنط بتاعتي عشان م اتاخرش ..كنت خايف انسي حاجه عشان كدة كنت مركز ف كل تفصيله ،وف لحظه مرت نسمة برد خفيفه  .. بتعلن فيها عن وصولها
(خطواتها الهاديه وهي بتقرب ناحيتي..شعرها الدهبي المفرود علي كتفها ..كرات التلج الصغيرة وهي نازله علي خصلاته ،زمرد عيونها اللي بيلمع وسط النجوم ، زي ماتكون لوحة ماشيه علي الارض ...بتقتحم قلوب كل من شافها ،وتدوب قيوده مع اؤل نظرة منها )
مكنتش عارف مالي ساعتها ..ياتري انا ايه اللي غيرني كدة ؟!ليه مش عارف اشيل عيني من عليها ؟!! معقول حبيتها؟!
فضلت ع الحال ده لحد م افتكرت القطر ،وبسرعه اخدت الشنط بتاعتي وطلعت السلم الكهربائي ، فضلت ابصلها بشوق وحنين علي امل أنها تلمحني بنظرة منها ،بس ماحصلش ..
حاولت اقنع نفسي بعدها اني عمري م هقابلها تاني ، وان  واحدة ب الجمال والبراءة دي اكيد مرتبطه أو بتحب حد وهو بيحبها ،بس برغم كدة فشلت ..وتفكيري فيها زاد !!
وكانت اؤل حاجه اعملها اؤل م ركبت القطر اني احاول انام ،يمكن اسكن الاحساس اللي لازمني من ساعة ماشوفتها ....
ولسه كنت هغمض عيني لاقيتها بتدخل نفس العربيه اللي كنت فيها !
مش عارف ليه كنت فرحان كدة ؟!ياتري الصدفه تجمعني بيها مرتين ف أقل من ساعه ؟!
فضلت اعشم نفسي أنها هتقعد جمبي ..كانت اؤل مرة احس فيها ان قلبي بيدق جامد اوي كدة ..بس للاسف  العشم ده ف ثانيه راح لما لاقيتها مرت من جمبي وراحت قعدت ف كرسي بعيد عني ب صفين
ابتسمت ابتسامة سخريه من تصرفاتي ،وتقمصي لدور المراهق !!
ايه ياليث؟؛ ..كنت متوقع ايه يعني؟! ،ماتبقاش طماع امال ،انت كنت فين وبقيت فين ..كفايه عليك أنها معاك ف نفس العربيه
مفيش دقائق ..وحاولت انام تاني ،بس مع اؤل غمضت جفن ليا سمعت الكمسري وهو بيقول
*يا آنسه الكرسي ده مش بتاعك ،انت مكانك ف الكرسي رقم 25 ..واللي كان رقم الكرسي اللي جمبي
حاولت ابص بشويش ناحيه الشخص اللي بيكلمه الكمسري ..
لاقيته بيكلمها هي !!
فرحت اوي لما لاقيتها ماسكه شنطتها وبتقرب ناحيتي ..كانت متوترة ووشها احمر اوي ..
ايه الصدفه الحلوة دي؟! هو انا محظوظ للدرجادي ؟!من شوية كنت بقول لنفسي اني مش هشوفها تاني ودلوقتي هتقعد جمبي ..ساعتها كنت بتمني القطر ما يقفش ابدا عشان تفضل قدام عيني..كان شكلها حلو اوي وهي متضايقه أن كل شوية حد يخبط فيها وهي قاعده..
كنت براقبها بطرف عيني عشان ماتاخدتش بالها ،لحد مافي لحظة نسيت نفسي وطولت ف نظرتي ليها لحد ماخدت بالها ..
ساعتها بصتلي بصة غضب ..اتوترت اوي ومكنتش عارف اقولها إيه ؟ فضلت ساكت ل ثواني لحد م حسيتها هتقولي حاجه ، ف اللحظه دي لاقيتني بسبقها ف الكلام و بقولها
_تحبي تبدلي الكراسي ؟
هزت راسها ب الموافقه مع ابتسامه خفيفه بتشكرني فيها..كنت حاسس انها مبادرة حلوة عشان ابدا كلام معاها ، حاولت ساعتها أرتب أفكاري ..بس مكنتش عارف اقولها إيه ؟او ابدا ازاي؟!!زي مااكون اتلجمت !
لحد مافي لحظة اتشجعت ولسه هكلمها ،لاقيتها طلعت الموبايل  وبتبعت رساله ف شات مكتوب فيها
(انت فين؟ ..القطر اتحرك خلاص ،ياريت لما اوصل الاقيك ،ماتتاخرش زي عوايدك.. عشان وحشتني اوي )
ساعتها حسيت احساس غريب ، كنت بتمني اني اكون مكانه وان الرسالة دي تكون ليا ..ف اللحظة دي لومتني اوي ..ازاي سمحت ل نفسي اني ابقي ف موقف زي ده؟؟ ، انا مش مراهق عشان اتعلق بيها ف الفترة القصيرة دي ! ولا بينا حاجه عشان ابقي غيران عليها كدة ؟!! أنا ايه اللي بيحصلي ده ؟!
ابتسمت ابتسامه سخريه علي حالي ، ساعتها اتخليت عن فكرة اني اكلمها ، رجعت بالكرسي ل ورا ...وضميت ايدي علي بعض ، ف محاوله اني اعرف انام للمرة التالته ..بس المرة دي قدرت اعمل كدة، غوصت ف نوم عميق متحاوط فيه بخيبة أمل ..ولما صحيت كان القطر وصل والركاب بداو ينزلو ،ببص جمبي مالاقيتهاش .. اكيد كانت مستعجله عشان تشوف حبيبها ،للدرجة دي وحشك ؟! يابخته بيكي ..مفيش ثواني ولمحتها ماسكه الشنط بتاعتها وبتخرج من البوابه ،،حاولت اتجاهلها وأفضل قاعد لحد ما تغيب عن نظري وبعد كدة اخرج بس معرفش ، فجاه لقيت نفسي بمسك شنطي وطالع بسرعه ناحيتها ..فضلت اراقبها بخطواط منتظمه عشان م تحسش بيا لحد م خرجنا برة المحطه خالص ..
كانت واقفه مستنياه وضامه ايديها الاتنين علي بعض من كتر البرد ..
ف اللحظة دي تجاهلتها وقررت اني اسيبها وامشي ، بس بعد كام خطوة.. قلبي ماطاوعنيش اني اسيبها لوحدها ،فضلت واقف بعيد لحد ماييجي خصوصا أن المكان كان تقريبا فاضي...ولما اتاخر حاولت اعرض عليها اني اوصلها ، قربت منها ب خطوات حذره لحد م لاحظت اني جاي ناحيتها ..وقتها ابتسمت ابتسامة هادية ، ودة اللي شجعني اني اسرع ف خطوتي ناحيتها ..بس مرة واحدة سمعت صوت عربيه جايه بسرعه ، رجعت خطوتين لورا ..
مفيش ثواني لاقيت شاب طويل ومفتول العضلات نازل من العربيه وهي بتقرب ناحيته ب ابتسامه جميله وراحت حضنته ...
ف اللحظة دي مكنتش عارف اشيل عيني من عليها ، وقت مابصتلي هي كمان ..نظرة مكنتش عارف افسرها ..
مرة واحدة لاقيتني بنسحب من المكان بشويش و نظرتها محاوطاني
ياتري ليه ف كل مرة كنت بفقد الامل فيها ..واني خلاص مش هشوفها تاني، كانت بتحصل حاجه تجمعني بيها؟؟
ياتري دي علامه من القدر علي حاجه هتحصل ؟ معقوله تكون إشارة اني لازم افضل معاها ؟!ولا مجرد صدفة عابرة وهتروح ل حالها ؟ وبعد دقايق من التفكير لاقيت عم بكر (السواق بتاع عمي) بيخبط علي كتفي
-كنت فين كل ده يا حضرة الظابط انا دوخت عليك جوه
*ازيك يا عم بكر ...ليك وحشه يا راجل يا عجوز ..
-والله وانت اكتر يا حضرة الظابط
*هههههههههه..ظابط ايه بقي ما خلاص ، بينا علي البيت عشان م نتاخرش اكتر من كدة
___________________________________
_ازيك يا رهف وحشتيني اوي ..ايه الغيبه الطويله دي كلها ؟!
*والله وانت ياعريس وحشتني اوي ؟
_ايه ناوية تسافري المرة اللي جايه فين ؟
*لا خلاص مفيش سفر تاني ..انا نقلت ورقي ل جامعه اسكندرية وهفضل هنا علطول
_ماحولتيش ليه السنه اللي فاتت بس ؟
*وهتفرق ف ايه يعني ؟!
_كنت هتخرج بتقدير اعلي من كدة
*هههههههههه لا وانت الصادق كنت هوصيهم عليك عشان  يدخلوك لجنه خاصه
_شريرة وتعمليها ..ايه بتبصي علي ايه ؟!
*ببص علي الشاب اللي هناك ده ..
_ماله ؟ اوعي يكون كان بيضايقك قبل م اجي
*لا ابدا ..ده فضل واقف بعيد عشان محدش يضايقني لما سيادتك اتاخرت ..ف الاول كنت خايفه منه بس دلوقتي مش عايزاه يبعد ..
_ياسلام ياسلام ..ايه الكلام ده ؟!لا انا لازم اشوف اللي حرك لسانك وخلاكي تقولي الكلام ده ..ايه ده هو راح فين ؟!!
*مشي ..زي كل حاجه حلوة ، بتقعد شوية وتمشي ..
فضلت شوية ببص ناحيه المكان اللي كان واقف فيه ، ف اللحظة دي افتكرت كل لحظة بينا ، نظرته ليا وهو ماسك شنطته وطالع ع السلم ،كسوفي لما لاقيت رقم الكرسي بتاعي جمبه..حاولت ابعد واقعد ف كرسي تاني بس ماعرفتش ، حاولت اكلمه ، كنت حاسه ان هو كمان كان عايز يكلمني ،  استحالة تكون نظرته دي عاديه .. ياتري هشوفك تاني ؟ ياتري ليه ف كل مرة كنت بقول فيها خلاص واننا مش هنتقابل تاني كانت تحصل حاجه ترجع تجمعنا سوا؟! معقوله دي تكون علامه اننا لازم نفضل مع بعض ؟! ولا مجرد صدفه عابرة وهتروح لحالها ؟؟!