بعد مرور ثمانية أشهر ..
في إحدى الشركات المعمارية ..
تطرق قدر باب مكتب المُدير مُنهمكة فـ ها هي قد أنهت عملها .. هي تحب عملها وتستمتع به لكنه مُتعب لحد كبير .. مهندسة وسكرتيرة .. يـ الله أعني ..
يأذن لها المدير بالدخول .. ويلتفت لها قائلاً بإبتسامة مُشرقة
_ هاا خلصتي الملفات اللي كلفتك بيها
أجابته " قدر" قائلة بإبتسامة عملية باحته
_ الحمدلله يا فندم .. ورتبت كمان جدول المواعيد بتاع بكرة تحب اقوله لحضرتك
رد " كرم " قائلاً بنرة عملية
_ تمام قوليه
بدأت " قدر " بسرد الجدول قائلة
_ عند حضرتك إجتماع بكرة الساعة 10 الصبح مع الوفد الجزائري والساعة 2 الضهر حضرتك هتروح موقع البناء بتاع الوفد السعودي للإشرف الأسبوعي
رد عليها " كرم " مضيفاً
_ ضيفي الساعة 4 إجتماع مع صديق ليا
ردت " قدر " بعملية
_ حاضر يا فندم .. تحب حضرتك اضيف حاجة تاني
رد " كرم " باهتمام حقيقي ويزين ثغره إبتسامة ساحرة قائلاً
_ خلاص كده روحي أنتي ارتاحي اليوم كان مُتعب جداً ليكي
ردت " قدر " بإبتسامة عملية
_ شكراً جداً لحضرتك .. عن إذنك
غادرت " قدر " المكتب متجاهلة نظرات الأخير لها .. تشعر أنه يكن لها مشاعر ما لكن ما هي!!.. بالطبع هي لا تُريد معرفتها قط وذلك لإنها لا تُريد خسارة عملها هي بالكاد حصلت على هذا العمل بعد شهر من البحث .. تعمل معه ما يقارب السبعة أشهر .. لا تفعل شئ سوي العمل .. نعم!!.. هي لا تُريد مشاعره لا تُريد سوى أن تعيش بسلام لا أكثر يكفيها ما مرت به وما شعرت بعد ذلك يكفيها وفقط!! ..
*************************
في إحدى المقاهي تجلس فتاة غارقة في دراستها .. وعلى بُعد منضدتان فقط يجلس ذلك الشاب العاشق غارقاً في مُراقبة تلك الفتاة .. تارة يراها ترتشف من فنجان قهوتها دون أن تحيد عينها عن ذلك الكتاب أمامها وتارة آخرى تقلب صفحات الكتاب بملامح مُقتضبة وكأن شئ ما عسير أن تفهمه .. أه لو كان بإمكانه الجلوس على ذلك المقعد الفارغ أمامها حتى يتثنى له مراقبت ملامحها عن قرب يحسد ذلك الكتاب أمامها لأنه يقابل أعينها اه من عيناها .. يود لو يطيل النظر فيها .. لكن كيف!! .. وهي لا تنظر سوى اسفل قدميها عن تحركها .. حتى في الجامعة لا تتحدث إلي شبان قط وكم يروقه ذلك .. فلتظل هكذا تحفظ حيائها .. كم يعشق حيائها!! .. يعشق قلة حديثها .. يعشق نظرتها المُرتبكة إذا وقعت عيناها خطأ عليه .. يظلاً على هذا الوضع ربما ساعتين .. تظل الفتاة مُنهمكة في دراستها ويظل الشاب غارق في مرقبتها .. حتى تأتي لحظة مغادرتها تغلق كتابها تضع النقود على الطاولة ومن ثم تغادر بعد أن تلملم أدواتها .. ويتتبع ذلك الشاب خطواتها إلي أن تصل لبيتها فيطمئن لعودتها سالمة ثم يرحل .. ليراقبها في الجامعة صباح غد وفي المقهى مساء غد .. ويظل الحال كما هو عليه إلي حين إشعار أخر ..
أنت تقرأ
قبرك بين صمام قلبي
Romanceماذا لو أحببتك بعد الفراق او أكتشفت حُبك بعده!!.. وجدتُ أنك استعمرت قلبي أو حُفرت داخله استعمرته واستوطنته ولم أعلم إلا بـ الرحيل ولـ سوء حظي أو حُسنه أحببت هذا الإستعمار .. الحب مُستعمر محبوب .. *البداية 12/6/2020 *النهاية 20/6/2020