"أُحبك"

1.4K 65 3
                                    

فتحت الباب لتجده واقفاً أمام مكتبه ينتظرها .. يستند بظهره على حافة مكتبه .. توترت "قدر" لم تتوقع وجوده واقفاً هكذا .. فصرفت ذلك الإرتباك المُلازم لها كلما التقت به .. حمحمت "قدر" قائلة بنبرة هادئة حاولت إخراجها عملية قدرالامكان 

_ حضرتك طلبتني 

رد "يوسف" قائلاً بهدوء ونبرة ساحرة 

_ حضرتي ايوه طلبتك ..

ردت بـ نبرة جاهدت أن تكون عملية 

_ نعم ايه المطلوب 

اقترب منها بخطوات بطيئة .. ارتبكت اكثر فـ اكثر مع وقع كل خطوة يخطوها تجاهها .. لكنها ظلت ثابتة مكانها .. مُتصنمة .. امسك يدها مُتجاهلاً تلك الرعشة التي تنتابها دائماً من إمساكه يدها .. اقترب ساحب إياها خلفه إلي أن أوقفها أمامه حيث أصبحت محاصرة بين المكتب وجسده .. 

نظر إليها قائلاً بنبرة مُشاغبة .. ماكرة ..

_ هو انا بخوف اوي كده 

لم تفهم مغزى حديثه فـ أردفت قائلة بعدم فهم 

_ ليه يعني 

اقترب من وجهها قائلاً بنبرة هادئة خافتة 

_ اصل كل ما بشوفك بحسك خايفه .. 

ثم أكمل بنبرة ماكرة 

_ متوترة .. هو انتي بتحبيني أو حاجة مثلاً؟

كل ما تمنته الان هو لو بـ إمكان الأرض الواقفة عليها أن تنشق لتبتلعها .. مُقترب منها لحد يُربكها أكثر يجعلها على وشك فقدان الوعي بـ الاضافة لمُشاغبته بـ الحديث .. لم تقوى على التفوه بكلمة ومبادلته الحديث .. فقد خذلها فمها كـ عادته في حضرته ..

طبع قبلة على جبينها قائلاً بنبرة هادئة 

_ انا كنت عايز اقولك ان انا هعزمك على الغدا النهاردة بره بعد الشغل ..

ثم طبع قبلة على وجنتها مُضيفاً 

_ استنيني 

ثم ابتعد عنها سامحاً لها بـ المرور .. جرت جسدها جراً مُغادرة الغرفة مُغلقة الباب خلفها .. مصعوقة .. مذهولة .. لقد أصبح يوسف آخر .. غير يوسف الصديق .. الأخ .. ابن العم .. لكنها لا تستطيع إنكار أن هذا الـ يوسف يروق لها .. 

أما داخل الغرفة .. وقف مُبتسماً .. ينظر لها وهي تغادر .. تبدو الصدمة جلية عليها .. اعتاد رؤيتها هكذا .. وكم يسعد لـ رؤيتها هكذا .. تبدو شهية أكثر!!..

                    ********************

ظل جالساً داخل سيارته بعدما أوصلها لم يغادر .. لم يعود لـ منزله .. فقط جالس داخل سيارته أسفل منزلها .. يشعر بـ الندم .. لقد تمادى نوعاً ما برد فعله .. هي لم تفعل شئ يستحق هذه الطريقة في الحديث .. صديق وأراد مساعدة فـ فعلت ما تستطيع فعله .. يُفكر في طريقة يصلح بها الأمر فـ لقد هاتفها أكثر من عشر مرات ولم تُجيب .. وهنا أيقن أنه تمادى كثيراً معها .. فـ هي لن تُجيبه .. هو يعلمها حق المعرفة .. رغم وجوده معها شهر واحد فقط إلا أنه حفظها كـ كتاب مفتوح له .. عرف متى تحزن .. و ماذا تفعل عندما تحزن .. يعلم أيضاً أنها تظهر عكس داخلها .. ويعلم أنها أرادت البكاء في السيارة وقت الحديث لكن أبدت عكس ما بـ داخلها وحدثته بـ أعين مُتحفزه .. شهر واحد فقط وتضاعف حبه لها .. فقد وصل هذا الحب لـ ذروته .. يُفكر .. يُفكر .. لن يعود لـ منزله ويغف ذلك إن إستطاع بينما الأخر تبكي على فراشها .. ليس أحمد من يفعل ذلك خاصة مع هدى .. من كانت لـ قلبه هدى و روحها مسكنه .. 

قبرك بين صمام قلبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن