12:37 PMقلت بصوت مرتعش محاولة ان اتمالك نفسي :
_ ه.. ه. هو انت.. عملت إيه ؟
_ريحتها.. كان عندها روماتزم و كانت تعبانة أوي.. عارفة انتي الروماتزم ده صعب اوي. بتحسي كده إن فيه في رجلك ..هببت واقفة و قاطعته:
_أنا آسفة مضطرة أحط انتظار..
_ استني!
قالها صارخاً و قد تحولت نبرة صوته و اختفى ذلك الوهن في صوته و استبدلت بقسوة.
_فاكرة نفسك رايحة فين.. اقعدي
جلست ببطء غير مستوعبة لأي من هذا الهراء، و تمنيت أن يكون حلماً من تلك الأحلام ذات المصدر المجهول._انتي فاكرة اني هسيبك تحطيني على ال hold كده عادي؟ تقومي انتي تقولي لمدير. مش خايف طبعأ بس مخلصتش طلباتي لسة..
قررت أن أنهي تلك المسرحية الهزلية و و ضغطت على زر إنهاء المكالمة. و يا للعجب! ذلك الزر الذي أتجنب ضغطه في الظروف العادية و مع ذلك أقوم بضغطه بالخطأ فأقع في مشاكل، الآن أكاد أهشم الفأرة ضغطاً و المكالمة مستمرة.
_هههههههه… هي هي.. كح كححححح.. اهههه..
اختلط صوت ضحكاته المستفزة بصوت ضغطي المستمر على الفأرة. نظرت حولي بجنون عسى أن أجد أحداً أشير له بأي إشارة لينجدني.
قاطع بحثي صوته :
_انتي فاكرة ان حد هيشوفك في المكان المقطوع اللي انتي قاعدة فيه.
شعرت ببروده تزحف على جسدي. جردت بعيني كل جزء في جهاز الكمبيوتر. حتى على المكتب. عساني أجد تلك الكاميرا المخبأة التي يراقبني بها. لم أجد أي شيء.
_مسألتينيش يعني ايه بقية طلباتي.
_ه…..
_كمليلي بقية التحويلات.
_بس..بس احنا خلصنا..
_لسه فيه المصري.. قولتيلي فيه كام؟
_20000
_حلو. حوليهملي كلهم.. بس مش على نفس الحساب.
_؟؟
_بصي بقى.. أنا عايز أتبرع بيهم على.. مممم.. اسمها ايه دي بتاعة الأطفال.. اه.. .المستشفى دي.. رقم حسابها تقريباً *****
_هتتبرع بال 20000 كلهم!. ب..
قاطعني متحدثا بلهجة شفقة مفتعلة ذات اصطناع مقصود وسخرية واضحة:
_ايوة يا بنتي.. عايز أتبرع للأطفال المساكين اللي عندهم سرطان و شعرهم بيقع و بقو شبه الزومبي.قررت ألا مزيد من التورط. قمت من مكاني سريعا لأتجه لأحد المدراء لأخبره بكل شئ وليقوموا بطردي بعدها لا يهم. فالأهم الآن هو أن أتخلص من ذلك الموقف.
أوقفني قائلا:
_استني.. هوريكي حاجة و لو معجبتكيش ابقي قومي و اعملي إللي انتي عايزاه ..تجمدت في مكاني و أنا أفكر ما عساها أن تكون المفاجأة. ربما كانت مزحة او اختبار لأمانتي من الإدارة أو حتى مقلب من رامز جلال بنفسه. أفاقني صوته، قائلا:
_تمام؟جلست بدون أن أنبس ببنت شفه، ولكنه رد وكأنني أجبته بالإيجاب قائلا :
برافو عليكي.. و دلوقتي افتحي ال c عندك.أمسكت الفأرة بيد مرتعشة و نفذت ما قاله وفتحت ملف ال c.
_هتلاقي file كدة اسمه watch جواه فيديو وحيد.
وجدت ذلك الفيديو بالفعل و اسمه play me.
_افتحيه متتكسفيش.
فتحته و قلبي يدق كقرع الطبول.لم أستعب شيئا في البداية. ولكن ما هي إلا بضع ثوان و قد اتسعت عيناي دهشة و رعباً. لم يكن المكان الذي أراه في الفيديو إلا غرفة المعيشة بمنزلي. و كان هناك ثلاثة أشخاص : أبي يجلس على اليسار، و أمي على اليمين، و أخي الصغير رامي يجلس بينهما.
لم يبد أنهم يجلسون على أريكة الغرفة المريحة، بدا أنهم يجلسون على كراسي منفصلة. لم يكن ذلك ما أفزعني.، ما أفزعني حقاً هو تلك الأوشحة التي كممت أفواههم. الغريب و المرعب معاً هو أن أعينهم لم تمتلئ بالرعب كما هو متوقع في مثل تلك المواقف، بل كانت وجوههم خالية من التعبيرات، في وضع استسلام تام. أعينهم خاوية. ارتعبت من فكرة أنهم فاقدين الحياة، ولكني لاحظت ارتفاع صدورهم مما يشي بتنفسهم، فلما ذلك الاستسلام اذن.؟
و ليكتمل المشهد، كان هناك ذلك الشئ خلفهم. هو رجل_تقريباً_ يرتدي ذلك الزي الأسود الذي يخفي الوجه و الجسد معا، و هناك منقار بارز عند الأنف و الفم. باختصار ، هو تماماً ذلك الزي الذي ارتداه أطباء الطاعون قديماً. حاولت تسريع الفيديو أو اختصاره لأشاهد النهاية لكني لم أجد ذلك الخيار متاح. كان المقطع مستمراً و حسب و كأنه بث مباشر.
جاءني صوته ساخراً و ما زال الفيديو لم ينته:
_هاه.. ايه رأيك؟
سقطت دموعي في صمت. ثم أكمل و قد اختفت السخرية من صوتة و حلت محلها القسوة:
_اعملي التحويل!
***
أنت تقرأ
الشفق الأحمر
Horreurاركض.. اهرب أينما شئت.. اختبئ! أراك تهرب من حاسوبك و هاتفك.. تدمرهما و تفر منهما هلعاً.. و لكن سيجدونك لا مفر.. فلتنضم إلينا برغبتك.. قبل أن نشهد معاً شفقاً بلون دمائك..