27- العَودَه منَ المَجهُول

1.1K 79 7
                                    


يُستَّهْل بدِمَاء وَ رَغْبَّه ، بنِيرَانْ و خَّوفْ

"كَيفْ كَان الأَمر؟"
سَألتهُ بشرُود و هُم فِي طَريقَهم لمَنزِلها الذِي تتشَاركُه مع اصدِقَائها
تسَارع عرِض الأحدَاث و المشَاعر التِي عانَي منهَا بسُرعَه في عقلِه
لَاحظت بيرِي شرُودَه الذِي بسَببه كَاد ان يتسَبب بحادِث لولَا صَوتها الذِي اخرَجه مِن شرُوده في اللَحظه الأخيرَه

اوقَف السَياره علَي الجَانب المُناسب من الطَريق
فتنَهد بثِقَل كَأنه يُخرج هواءاً يُثقِل صَدرَه بالنِيران
أستَجمع ما يَذكُره و مَا وجَده مِن قُوه ليسرِد علَيها مَا حدَث
دلفَا لمَقهَي مُجاوِر فِي المَكان الذِي توَقف بِه
طلَب كوبَان من القَهوه لعلَ ذلِك يمدَه ببَعض العَون

سَاد صمتَه لدقَائِق لم يقطَعه سِوي صوتْ بيرِي حَال وصُول القهوَه
"زِين"
مدَت يدَها لتُلامس يدَه فخرَج من شرُودِه
تنَهد و هُو يُحيط كوبْ القَهوه بيُسيراه
تابَعت بيرِي بهدُوء
"لندَع الأمرَ و شأنَه إذاً"
ابتسَم بخفوت و اومَأ بالنَفي ثُم بدَأ

"في اللحظه التي أنغرس السَيف في قلبه سقطت أرضاً، شعرتْ حِينها بوَعيي ينسَاب، إلا أن صاعقه من النار سرت في جسدي بشكل مفاجئ، تزلزلت أعماقي قبل ان تتركز الصَاعقَه في صدري. تسَلل بعدها شعور بالفرَاغ و صوت صَريخٌ منفر يدمي الآذَان"
لَاحظت بيرِي اضطرَابه و هُو يتَابع

"تعَاقَبت مشَاهد شيطَانيه أمَام عينَاي بسُرعه، ليَحل بعدها ظلام مُفاجِئ، ظلام دامس، ثقيل و خانق أحتواني بشكل مباغت و سريع، شعرت بروحي تكاد ان تُزهق، حاولت ان اتحرك لأتحرر من الظلام دون جدوي
و عندَها الظلام بدَأ يتَسرب لروحي، ترانيم جنائزيه مقبضه تزلزل كياني، همسات لا تنقطع تدور من حولي بلغات ظننت انها أنقرضت منذ قرون
اسرعت بالمقاومه و ترديد تعويذه تدربت عليها في الاسابيع الماضيه لليالي طويله"

انتَهي، تنَفسه كان سرِيعاً و تَوترُه كانت وَاضحَه
اقتَربت بيرِي اكثَر و عينَاها مليئَه بالأسف علَي ما اضطَر ان يُعايشُه لكنَها كانَت مُحمَله بالخَوف ايضَاً ممَا قد يتبَع ما حدَث من آثَار جانبِيه

دلفَا لمنزِلها سويَاً بينَ دهشَة الجَميع
ثوانٍ مرت حتَي استطَاعوا استيعَاب انها امامَهم ليدخلُوا في عنَاق جماعِي سقطَ إثَر التدَافع فيه هارِي و نَايل
جلَسوا جميعَاً في النهَايه بعضَهم ارضَاً و بعضَهم علي الأريكَه مُجتمعِين فِي مُحاوله لفَهم ما حدَث
الأسئله بدَأت بالهطُول كالأمطَار المُوسميَه علَي بيرِي

"أينَ ذهبتِ كُل تلكَ الفترَه؟"
"كيفَ لم نتوَاصِل ابدَاً؟"
" بل الغَريب انَ الأمر كأنَه كان حلمَاً"
"بيرِي، لقَد ظلَلنا جميعَاً غيرْ متذكرِين انكِ خُلقتِ يومَاً"

قطَع سَيل الأسئلَة زِين عندَما لاَحظ توتُرها و شعُورها المُتزايدْ بالضِيق
"لقَد ذهبنَا لرِحلَة ترحَالٍ لمُده شهرَين، رحلنَا في اللَيله التِي كَان الجميعُ غيرَ متوَاجديِن، و قرَرنا حينَها ان لَا نصطَحب هوَاتفنَا"
انتَهي زِين و قَد اذهَن نايِل و سيلِينا و إيلينُور بالإضافَه لكَايت
"دُون خبَر واحِد لنفْهَم ما حدَث؟"
تسائَل هارِي
"لَحظَه"
همَس زين و نَهض مُتجِهاً لغُرفتِها و لحظَات قصيرَه حتَي عَاد و معَه ورَقه مطوِيه كَان قدْ ترَكها في اللَيله التِي اذهَنهم بهَا بسحرِ الذَاكره، سلَمها لهَاري الذِي قرَأها بسُرعه و مرَرها للأَخرين
"لَم نظُن انَكم لمَ تقرَأوها"
برَر زِين

"لا يَهم الآن، كلاكُما بخَير و سُعدَاء لذَا لَيس امراً يستَحق القَلق بعدَ الآن"
صرَحت سيلِينا بسعَاده و هِي تُعاود إحتضَان بيري
لَم يبدُو علَي هارِي الإقتنَاع لكِنه قرَر تجَاهل الأَمر للوَقت الحَالي علَي الأقَل بينَما زِين كَان قَد تمَكن إذهان الجَميع خفاءاً بهذِه الحقيقَة عداه
بعدَ سَاعاتٍ استَعد زِين للرَحيل
رَافقتُه بيرِي للخَارج

"هَل حقَاً يجِب عليكِ البَقاء هُنا؟ لقَد اعتَدت علَي البقَاء بجَانبِك كمَا انَني ما زِلت بحَاجة بعضِ الوَقت الخَاص بكِلانَا"
ابتَسمت و طبَعت قُبله رقيقَه علَي شفتَاه
"لتَعود الأُمور هُنا لطبيعَتها و أعدُك انَني سأُفكِر في الأَمر مُجدَداً"
ابتَسم زِين بإحبَاط
"لدَينا حفلُ تخَرج قَريب، مَا رَأيك بهذَا كنهَاية هذَا الإبتَعاد"
ضَيقت عينَاها بعدَم فهم و ابتسَامه ليُتابِع

"سَأختَطفُكِ بحَق هذِه المرَه، لنذَهب لكُل مكَانٍ ساحِر مثلِك"
"اتعنِي ان أرمِي بحيَاتِي المهَنيه عرضَ الحَائِط"
تسَائلت و هِي تُضيق عينَاها فابتَسم ابتسَامه جانبيه و اجَاب
"لتَكون مُتعلقَه بالخِيمياء و الفلكلور القَديم إذاً، لكِن لنْ اتخَلي عنْ الجُزء المُمتع بها"
قهقَهت بيرِي
"ليلَه سعيدَه زِين"
لَوح بخفَه كإجَابه و انطَلق بعدَها لمَنزِله

مُنذ عودَته لأَرض الأحيَاء و التِي لم يمُر عليهَا سِي ما يُقارِب الإسبوع و هُو يشعُر بشَئ مُريب و غرِيب
علَيه ان يجِد بعضَ الوَقت للعَوده لبَلدتُه
دلَف لمنزِله تلكَ اللَيله ليَجد زَاك يحتسِي الكحُول بإسراف
"هَا هُو أخِي الصَالح"
صرَح بإبتسَامه ساخرَه
"بمَاذا تحتَفل؟"
"لقَد عَاد أخِي للحَياه، لَم نخسَر احدَاً مِنا و هَا قدْ بدَأت حيَاتك تعُود لمثَالتِيها و هدُوءها"
اجَابه بعدَم إتزَان ليومِئ زِين بإستهزَاء و هو يضُم يدَاه لصدرِه

"لا أظُن ذَلك حقَاً"
صرَح زِين
"هرَاء"
اجَاب زاك و هُو يقِف بعدَم اتزَان و ابتسَامته المُزيفَه ما زَالت تعلُو وجهُه ليومِئ زِين دُون إجابَه اقتَرب مِنه و ربَت علَي كتفَاه مرتَان بإبتسَامه بَاهتَه تجَرع جُرعه من المَشروب الذِي بينَ يدَي زَاك و صَعد لغُرفته
عندَها نظَر زَاك بتعجُب علَي أخِيه لكِنه سُرعان ما تجَاهل الأَمر
——————

قولولي رأيكم في الشابتر♥️
انا معرفش ليه عندي مرض للستوري دي بيخليني اتأخر فيها و انزل شباتر صغيره بس يلا بقي

Dark - مُظْلِّمْ Z.M(مُكتمِلة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن