- و لا تبالي لتمنعها قبل قليل ... فقد كانت لنا ليالي ساخنة جدا ...كما انها شرسة بشكل لا يصدق و رفع له علامة السلامة مرافقة لغمزة 😉✌
هل توجد ضربة أقوى من هذه لرجل الشرف و الحياء أهم مبادئه و لا يتنازل عنها او يهتم به ، قذفه الغبي يوسف بكلماته كمن قذفته بالقمامة ، شعر حينها بانه متسخ و يريد الاستحمام فقط لكونه اعجب بها لعدة اجزاء من الثانية و رأى فيها مرح الطفلة ريان التي كانت تلعب مع اخته و كلها براءة و شقاوة ، لطالما استمتع بمشاهدتها و هي طفلة تبلغ من العمر اربع سنوات اثناء المرات القليلة التي كانت تزور فيها ميديات، تجاهد مع شعرها لكي لا يزعجها ووتقفز هنا و هناك ، كتلة من المرح و الشقاوة فقدها هو بفقدان والديه و استقر الالم و القسوة و المسوؤلية مكانهما .
لكن الان لا يرى سور فتاة عا***، استباحها عديم الشرف و هي سمحت له ، ااااه لو كانت اخته لكان قطعها اربا اربا و لا يشفق عليها ابدا ، لكان ذوقها معنى الذل و العذاب ، لكان اشبعها ضربا ، ليس فرضا لقوته على ضعفها لكن لتعليمها ما معنى ان تفرط في كرامتها اغلى ما تملك .
استفاق من افكاره على صوت عمه :
-هيا ميران ...ريان اتصلت بي ...انها تنتظرنا بالكراج
لم يسمع ردا من ميران ، ااااه كم يريد ان يصفعها !! لكن انتظر هل يمكن ان يكون ذلك المقزز يتبلى عليها ، و انها بريئة ، كيف سيعرف ؟ و ما شانه اصلا ؟ ما شانك يا ميران ؟ ماذا تعني لك سوى انها ابنة رجل انقذ حياتك !!
هل يسال عمه ؟ هل يفضحها ؟ ام يسال هل هي مخطوبة حقا؟ باي صفة ؟ من الممكن ان يفهم عمه كلامه بشكل غير سليم و بانه يتطاول على ابنته و يراها بنظرة زائغة !!
كلها افكار صالت و جالت في ذهن ميران اثناء نزول المصعد من الطابق الاربعين الى موقف السيارات تحت الارض ، حيث وجد السيدة ريان تنتظر . لم يستجمع نفسه و افكار بعد ، حين ارتمت ريان على ابيها صائحة :
- ابييي الحبيب الوسيم ، احلى اب في الدنيا !!
ضحك السيد هزار مداعبا وجنتيها :
-زهرتي ذات رائحة الياسمين !!
بينما ميران يشاهد المنظر واضعا يديه في جيب بنطاله و يتهكم في نفسه قائلا ( هه زهرة نعم ...زهرة اشتمها الجميع ولم...استغفر الله )
عاد للحديث على صوت عمه :
-اييه ريان الن تسلمي على ابن عمك ؟
-مرحبا ميران ! كيف الحال ؟ لقد غبت هاته المرة لم نرك لفترة !!
و مدت يدها لتصافحه
لم يكترث ليدها الممدودة نحوه و رد مقتصرا الحديث ، متفاديا النظر اليها :
-مرحبا !!
رفعت ريان حاجبيها تعجبا و نظرت لابيها متسائلة ما به هذا الجلف ، المتحجر ، لم يرد عليها .
-هيا ميران ابني لنوصلك قبل ان نفوتك على موعد الطائرة ، اردنا بقائك لكن ...لا باس مرة اخرى انشاء الله !!
رد ميران بطريقة مغايرة للتي رد بها على ريان :
-انشاء الله يا عمي ، اكيد !! كما ان يسر الله امور آية و حددنا موعد الزفاف فستحضره اكيد و هناك نلتقي و نجلس و ننهي الشوق !!
-اكيد يا ابني لن اتاخر ....اللهم اسعدها و بارك لها
-آمين
توجها الى المطار ميران و عمه بالكراسي الامامية ، و ريان خلفهما ، لا تشاركهما الحديث ، ما به هذا المغرور المتخلف ، عاملته بتحضر و هو يعاملني هكذا " مرحبا " هذا ما قدرت عليه ، الم تستطيع ان ترد عن سؤالي عن احوالك !! الذنب ذنب من سالت اصلا ، كيف تسالين من يظن نفسه مركز الكون ، على ماذا يرى حاله لم افهم . نعم نعلم انه انسان ناجح و متمكن لكن كاريزما صفر و الاداااب و الاسلوب تحت الصفر ، الانطوائي المتعجرف و الله يا ريان لو رايتك تسالي عن احواله مرة اخرى لن يعجبك حال افهمت ؟؟
نزل ميران من السيارة مودعا عمه متفاديا النظر اليها و هي عاملته بالمثل انشغلت بهاتفها و كانه غير موجود او شخص لا يمد لها بصله .
بعد نزوله انتقلت من الكرسي الخلفي الى الكرسي الامامي جانب ابهيها و ما ان اغلقت الباب حتى هتفت :
-متخلف !!!
رد عليها ابيها بحنق :
-ما هذا يا ريان منذ متى هذا الاسلوب !!
-الم تراه يا ابي؟ كيف يتعامل و كانني سآكله !! طرحت عليه فقط سؤال و لم يجب هذا نهايك عن يدي التي تركها ممدودة ، تنقطع انشاء الله ان مددتها له مرة اخرى !!
-ميران هكذا لا تهتمي ...انه متحفظ بعض الشيئ !!
لم ترد عليه ريان و تقبلته كما هو و ادركت انه خطئها ان تعامله بالحسنى ، كان يجب عليها ان تتكبر ايضا فان كان هو الاغا ميران اصلان بيه ، فهي ريان حاصلة على ماجستير في الادارة و التسيير تتقن اكثر من لغة الانجليزية و الفرنسية و الاسبانية اهمها ، قاتلت و جاهدت لكي تنجح رغم غنى ابيها فهو لم يغذقها بالاموال و تركها تواجه العالم للوصول لهدفها لتعرف مدى قسوته فيقوى عظمها و تتربى فيها عزيمة الكفاح ، لا بد انه يراها مدللة ابيها الغبي .
وصلا الى منزلهما الراقي رغم بساطته ، منزل في ارقى احياء نيويورك و جدت امها تطبخ اكلات تركية شهية فاليوم يوافق ذكرى زواج امها و ابيها .
أمها أمريكية ازدادت و نشات بامريكا لكن أصولها تركية ، التقت بابيها في احدى الحفلات عن طريق اصدقاء مشتركين .
وصلت ريان و رمت حذائها باهمال و توجهت للحمام لتريح نفسها ، لطالما اهتمت ريان بنفسها و استجمامها ، اخدت حماما بالزيوت الاساسية ذات رائحة الياسمين .
و ما ان خرجت بروب الحمام الذي يبلعها بلعا تحت قوامها النحيل حتى وجدت هاتفها سينفجر من كثرة عدد الاتصالات من يوسف . تاففت ريان رافعة رتسها تنظر الى السقف عدة لحظات و اعادت النظر الى شاشة الهاتف قبل ان تظغط على خاصية الاتصال . ما ان رن لاول مرة حتى سمعت بصوت مستفز :
- أتوا احبابو و نسي اصحابو !!!
ردت ريان بتافف :
-كف عن هذاا !!! احبااب من ؟ ....هذا ميران ابن عمي انت تعرفه مسبقا !
-نعم نعم اعرفه ، بدوي متخلف !!
-كف عن هذا !!
-حسناا حسناا ....اريد ان اراك الليلة !
ردت ريان هاتفة من تحت اسنانها مبتعدة عن باب الغرفة :
-هل جننت !! هاااه قلي هل جننت ؟ اولا انا لم اتناسى فعلتك الوقحة في الوكالة ، ثانيا انا لست متاحة لسيادتك لتحدد متى تريد ان تراني و متى لا تريد ، ثالثا و الله ان علم ابي باننا نلتقي لقتلنا نحن الاثنان!! فإما ان تاتي هاته المرة محاولا اقناع والدي بالخطبة ام انسى لقائي!!
-وااااو انفجار كهذا لم يسبق له مثييل !! ماذا تريدين مني ان افعل ؟ لقد خطبتك منه المرة السابقةو ان نسيتي اذكرك ماذا فعل : ما ان رآني حتى طردني بدون اضافة كلمة !! هل تنتظرين مني ان اوضع في نفس الموقف مجددا !!
-اذا انسى ، انسى شيئا اسمه نحن !!
-ماذا انسى يا ريان ، انا احبك احبك و اعشقك ، لهذا قلت اريد ان اراك لكي نتفق على خطة محكمة نقنع بها اباك !!
-لا استطيع الخروج !!
-ارجوووووك babe pleaaaase !!!
- اوووف ااوف حسنا سارى ان كانت امي ستوافق و لا تسمح بكشف امري هاته اللحظة ، فابي اصبح كالمحقق هاته الايام و انا لا اريد ان افقد تقثه بي !!
-لن تفقديها فقط تعالي الي ، سانتظرك بالفندق !
-ولما الفندق ؟
-لانني ساكون هناك فانت تعلمين عندما يكون ابي خارج البلاد انا من يتكلف بشؤن الفندق !
-حسنا!!
ارتدت لباسا امريكيا بحق :
أنت تقرأ
حب بلا أعراف
Romanceقصة حب نشأت بين عالمين مختلفين ثقافتين متابعديتين ، لكن هل للانسان حكم على قلبه ، هذا القلب الذي يجعل الغربة وطن ❤