الصدمة

1.4K 86 42
                                    

نزل قلبها تحت اقدامها ...انها النهاية ...فقدته ...فقدت الاب الحنون .
*****************************************
الثقة كنز غال ، كمزهرية كريستال تفتخر يها و تمتع بها ناظريك و تتباهى بها امام الجميع ، ثقة تجمع بين شخصين او عدة اشخاص ، ذلك الشخص تراه شفافا كالمرآة اي انك تسلم له و تتاكد من اعماقك انه يسير مواز لك ابداا لن يطعن ظهرك . لكن الثقة بقدر غلاوتها بقدر هشاشتها ، ليس على مستوى الاساس انما على مستواها البنيوي ، يمكن ان تتهشم بكلمة بموقف بسيط و تتدمر و تلك المزهرية الفخمة تتشتت الى اجزاء صغيرة يضعب بل يستحيل جمعها و تلك المرآة تصبح فجأة سوداء لا تعكس شيئا .
__________________________
عقب عودة ريان الى البيت صمت صمت مهول بعد كلمة هزار الوحيدة "وثقت بك وخنتني ياابنة قلبي "، مشاعر غريبة ، كيف لابنته الصغيرة التي ظن انه يعلم عنها كل شيئ تقوم بهكذا فعل خصوصا انه حذرها من لقاءه المرة السابقة بعد ان رفض طلبه ، صحيح انها تربت في مجتمع حر ، لكنه تاكد من ان يبني معها علاقة صداقة حتى لا يدع هذا المجتمع المتفتح حد الانحلال ان يجرفها و يسمح له بتدنيسها .
جلس السيد هزار بالصالون وضع يديه على جانبي راسه مستندا بهما على ركبيته يفكر و يفكر ماذا سيفعل ، كيف سيتصرف ، ريان لم تعد تلك الطفلة التي سيامرها و ينهاها و تستجيب بل اصبحت شابة فاذا ما ظغط عليها او تصرف نحوها بضعف ستخرج عن طوعه خصوصا في بلاد يخول لها هذا ...ماذا سيفعل ..يالله !!
جلست ريان متكئة على ركبتي امها تبكي وتنتحب ، ولا شيئ يهدئ من شهقاتها ، وبين الفينة و الاخرى تقول :
-انا لم اخن...لم اخنكما ...انا اسفة ...آسفة ....أمييي !!
ربتت امها على شعرها و هي تشاركها البكاء قائلة :
-اهدئي حبيبتى ...اهدئي ...سنجد حلا
-عن اي حل يا امي ....عن اي حل ....عن اي حل تتحدثين !!
جاءت جملتها الاخيرة صارخة منهارة .
اضافت امها و هي تخفف من روعها :
-اهدئي الان ساتحدث مع ابيك و اعود ...نامي حبيبتي !!
تركتها في غرفتها بعد ان عدلت من وضعيتها لعلها تنام و ترتاح وتوجهت الى السيد هزار ، حيث كان منغمسا في حديث عبر الهاتف سمعت منه فقط " بل انا من لي الشرف يا حاج ابراهيم ...انا حقا سعيد انك لم تردني ....اكيد ...اكيد ..سنحضر لزفاف اية ..كلنا طبعا لا تقلق الكل سيكون متواجد "
ومن ان لمح زوجته تسترق السمع حتى انهى الحديث و قال لها :
-الحاج ابراهيم يعزمنا لحفل زواج حفيدته اية !!
-اية اخت ميران ؟
-نعم !!
-هزار ..يجب ان نتحدث ...ان ريا..
-سنتحدث في هذا الموضوع بعد عودتنا من ميديات ، الان لا اريد خروجها من البيت ابدا !!
-الن تتحدث معها ؟؟
-يبدو ان الحديث و المناقشة و الصداقة بين الاب و ابنته لا تجدي نفعا ...فلاداعي !!
-احقا انت من يقول هذا !!
-ارجوكي اجلي هذا الموضوع لا اريد الحديث الان ...انا لن اهمله طبعا لكنني متعب !!
من ميزات ام ريانو التي يحبها السيد هزاى انها لا تظغط على الانسان ، و تؤجل المواضيع الهامة الى وقت يكون الهدوء اساس النقاش .
مرت الليلة التي كان من المتوقع ان يملئها الفرح و السعادة هادئة ، كالهدوء الذي ياتي بعد الصاعقة ، يتركك تستوعب حجم الدمار و الشتات الذي احدثته هاته الصاعقة .
حل الصباح ،ولكي تلطف ام رسان الاجواء اعدت فطارا شهيا و نادت كل من ريان و السيد هزار لتناول الطعام
الصمت يعم المكان ،لا احد يتكلم ، رسان تلعب بطعامها لا شهية لها ، لا يمكنها ان تاكل و ابوها يخاصمها ، السيد يفكر في القرار الذي اخده بخصوص ريان و الذي ارقه ليلا ، لكن هذا هو المناسب و لا يوجد حل غيره ، ريان شاردة في الفراغ و فجاة قفزت على ضوت ابيها :
-ريان الن تاكلي طعامك ؟
-آه ...آه ...نعم ..نعم انا آكل ...
-هيا كلي ...لدي ما اريد التحدث معك به ...
-ما الامر سيد هزار ؟
-الاسبوع المقبل ، سنذهب جميعا الى حفل زفاف اخت ميران . لقد عزمنا الاغا و انا لا ارد دعوته ...
ردت ريان بشرود :
-انتما اذهبا انا ايس لدي نفس للاحتفالات ...استمتعا ...
ولم تدري متى هبت عاصفة على شكل صوت ابيها :
-لماذاااا ؟؟؟؟ حتى تلتقي بعديييم الشرف هااااه ....انا احاول الاصلا.....لا حول و لا قوة باللله ...
-ابي انا لم أقص.....
-لا اريد سماع كلمة ، الاسبوع المقبل اريد ان اراك امامي جاهزة تنتظري بالمطار ...
اومأت ريان برأسها و اغروقت عينها بالدموع و انتظرت اللحظة التي يلتفت فيها اباها باحر من الجمر حتى تحرر دموعها المتراكمة ...
-----------------------------------------
في الجهة الاخرى من الكرة الارضية ، انتفض ميران من مكانه حانقا :
-و هل هذا أمر بهذه السهولة يا جدي !!!! انا لن أقبل بهذا الامر !! أنا لن أتزوج بفتاة لا تعرف الاصول !!!!
رد عليه جده :
- انت اغا ميديات يا ابني ....الاغا ميران ...و زواجك من ريان هو لمصلحتك انت قبل الجميع !!!

اتمنى يعجبكم ....لا تنسوا تتركوا لي آراكم 😊
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

حب بلا أعراف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن