هل للحب عمراً؟ هل يموت؟ هل ينكشف حساب الحب ويحتاج إلى «تغذية» كي تكون الشيكات المسحوبة عليه مغطاة برصيد؟
يقال إن الحب لا يعرف الحدود ولا يعرف الوقت ولا الفوارق ولا العمر، وحين يأتي يدخل قلوبنا بلا استئذان، ويدخل بيوتنا دون أن يطرق الباب.
*******************************
بعد مرور اسبوع ....تملمت في فراشها ، مغمضة عينيها ، لا تريد فتحهما ...لا تريد ادراك الواقع و ما آل اليه حالها ...هي الان في فراشه ...في جناحه و تحت رحمته ... مر اسبوع كامل و هي هنا ...لا تخرج ..لا تتكلم ...لا تاكل الا القدر الذي يبقيها على قيد الحياة ...سجنها و عذبها كطير مسكين لا يعلم الطيران ...فهي لا تعلم كيف تواجهه او تسايره ... امسك بضعفها و لوى كفها ...ابوها تخلى عنها و لم تكن تنتظر منه هذا ...ذبحها هو الاخر ...سلم اوراقها و هويتها و شخصها لمن يسمى الان زوجها ... و امها ....امها لا تستطيع تواجه تسلط اباها خصوصا و هم هنا في ماردين ... مر اسبوع بعد ان رموها في هذا الجناح ، مر اسبوع على تلك اللحظة المشؤومة التي أتى فيها و كانه يريد قتلها و اصدر حكمه عليها قائلا :
"من اليوم ستفعلين ما اقول ...تطبقينه حرفا بحرف ...و اذا ما فكرت التلاعب بذيلك فحسابك سيكون معي عسير "انتحبت ...بكت ... كسرت اجزاء البيت ... حاولت الاتصال ...لكنه اخد هاتفها ...جردها من كل شيئ ...جواز سفرها ...بطاقة تعريفها ...و روحها ايظا ...و هذا طبعا بمساعدة ابيها ...اما امها فلا تعلم عنها شيى منذ خروجها لحظة انهيارها لم ترها ... و كانهم سلموها له و تركو له دفة قيادتها كما يشاء ...اه و كم يحسن هذا ...يتفنن في اراق دمها ....
عندما انتهت الاحتفالات يومها ، و كم كان الجميع سعيدا ،فرحا و الغبطة تملئ قلبه ، يرقصون و يضحكون و هي جالسة جامدة لا تكاد نصدق ما يحدث ...هل هي حقا ريان ...المراة الناجحة ...المندفعة .. الشجاعة الني تدافع عن حقها ...لا بد ان اخرى تملكتها ...لانها لا تعرف نفسها ...فهي الان مجرد كبش اضحية ...فداء ...جارية زفوها لسيدها ...و تنتظر مصيرها هل سيرضى عنها ام لا ....عندما دخل من بعدها الى الجناح ، راته ينزع عنه سترته و يرميها ارضا ، و يتبعها بربطة عنقه .... و هي جالسة على طرف السرير تنتظر مصيرها ...اتجه نحوها ...تسارعت دقات قلبها من الفزع و اصبحت تخطط كيف ستصده ...و تبحت بعينيها عن اقرب شيئ يمكن ان تكسر به راسه اذا ما فكر الاقتراب منها ...لكن عندما رات قدماه تتجاوزنها ...تنفست الصعداء .... و التفت اليه لتجده قد دخل و اغلق باب الحمام في صمت و دون اي كلمة ...
دخل الى الحمام ، نظر الى نفسه في المرآة ...و اعمق النظر في عينيه ...كيف فعلت هذا يا ميران ...ما هاته المسرحية التي تعيشها و تتقن دورك بك ...اليوم اظهر للكل انه اسعد رجل ...تزوج و اكمل دينه ...بفتاة ستصونه و تصون بيته و تكون نعم الام لاولاده بينما في قرارة نفسه يعلم انه العكس تماما ....عندما قال له عمه ما قال و كانه سكب عليه دلو من الماء المثلج ... لا يزال يتذكر رؤية عيني عمه و هما تترجيانه ...عمه كان يترجاه لكي ينقذ شرفه ... لكن سيضحي بنفسه في المقابل ....
" انظر بني ...ريان غاليتي ...نعم حقا اخطات ...و انا لن اسامحها ...لكن... "
نظى اليه ميران ، نظرة لا تحمل تي معنى بينما داخله يغلي و يجلي :
" و ماذا تريد مني الان ؟ يا عمي !"
" اعلم انني وضعتك امام الامر الواقع .....و انت لا تستحق هذا ..لكنني لا ارى غير يليق برسان يا بني ...هي نور عيني ..انا اكيد ساؤدبها ...لكن اريدك .."
"تريدني ان اتزوج بفتاة اعطت جسدها لغيري ...و اصونها ...و اضعها فوق راسي ..و اقدرها ...و بذلك اكون مسحت بكرامتي الارض ...و تخليت عن كل قيمي و مبادئي ...و ربما احبها ...و استنجدها ايضا ...هل هذا ما تريد يا عمي ؟؟ "
اطرق السيد هزار براسه و لم يجد ردا مناسبا ...الا انه نطق بخفوت :
" اعتبره رد دين "
صدم ميران من العبارة لاول وهلة ...هل يريده ان يقبل بريان لانه انقذه عندما كان صغيرا ...و هل يتساوى الامران ...لا لا هذا ليس بالهين ...هنا مسالة كرامة ...و يجب ان يفهم هذا ... هاته الفتاة لا يمكن حتى ان يضمنها و يؤمن لها بالمستقبل ....لكن بما انه يريد ان يعتبره رد دين ...فليفي دينه و ينتهي الامر و هكذا يكونا قد تصفايا ....
نطق ميران اخيرا :
" حسنا يا عمي ...فليكن ما تريد ...لكن لدي شرط "
" اي شرط ؟"
"اوراقها ...هويتها جواز سفرها ..و كل ما يمكنها ان تتواصل به ما عالمها الخارجي ...اريده في قبضتي هذا المساء ...و لا انت و لا زوجتك تتدخلا في علاقتنا "
نظر له السيد هزار و قيم كلامه قائلا :
" انت لن تؤذيها ؟!!!!.....ميران انا ارمنك على ابنتي ...لا اىيدها ان تتاذى "
"لن تتاذى ..فهي في جميع الاحوال اصبحت زوجتي ... انما ساعيد تربيتها ....و الى ذلك الحين ارجو منك ان تقبل شرطي "
"شرطك مقبول " .
أنت تقرأ
حب بلا أعراف
Romanceقصة حب نشأت بين عالمين مختلفين ثقافتين متابعديتين ، لكن هل للانسان حكم على قلبه ، هذا القلب الذي يجعل الغربة وطن ❤