القبلة الاولى ❤

1.6K 101 63
                                    

انتزعها جدها من بين احظانه و كانه يرى شبحا ، تجمدت و هرب الدم من شرايينها و أصبحب شاحبة ، تتزوج ؟؟ كنة ؟؟ زوجة ؟؟ زوجة الاغا ؟؟ اي اغا ؟ ذلك الجلف ؟؟ هذا ما لم يكن في الحسبان ... كيف و متى ...
قهقه الجد بوجه بشوش قائلا :
"لا داعي للخجل يا ابنتي .. انت في بيتك ..و ستكونين برعايتنا كلنا ...ما هي الا لحظات و يكتب عقد قرانكما "
تتىرامى الكلمات الى ذهنها كالقنابل ، كل ما يحيط بها اصبح مشوشا ، ضبابا ...لا تكاد تميز هل تعيش حقيقة ام وهم ، هل هي فعلا هنا وسط هؤلاء الذين يدعون انها ستتزوج و بهذه الطريقة و السرعة ، تلك الوجوه الغريبة التي تنظر اليها مبتسمة ما بين اعين حاقدة و اخرى و كانها تعطف عليها . انتشلت نفسها من هذه الدوامة كان لابد ان تنزع نفسها ، لكي تفهم لكي ترفض ، لا ليست هي من يفرض عليها الامر الواقع ، و كانها كبش اضحية.
و ما ان وجدت بعض القوة نظرت لوجه جدها برفض و رفعت راسها اليها قائلة :
"و من ...من قال انني ساقبل ؟؟ "
نظر اليها الحاج ابراهيم بدهشة ، و نقل بصره الى هزار و كانه يقول ماذا يحدث ، لماذا ترفض الست انت من عرض هذا الزواج ، و فهم هزار النظرة جيدا ، لم يكن ليخطئها فاندفع الى ريان و امسك برفقها حتى تالمت و همس بجانب اذنها مشددا على كل حرف :
"هذا الزواج سيتم و انا من سيوقع عقد قرانك ..و انتهى"
نظرت له بعينين مليئتين بدموع حبيسة لا ترضى ان تسقطها امام ذلك السفاح في نظرها و الذي ستكون غنيمته و قالت بهمس :
"و انا لن اقبل ...يا ابي "
فنظر لها السيد هزار بصدمة و قبل ان ينطق بكلمة تدخل ميران :
"هيا يا عمي ..لندخل اولا ...ترتاحوا و بعدها نتحدث ...لا يمكن هكذا على الباب "
رمقته ريان بنظرة كره و حقد تود لو تنقض عليها و تقتلع عينيه باظافرها لوقاحته ، لكنها لم تتجرأ امام الجمع و خصوصا امام نظرته التي و كانها تعريها و تجردها من شخصيتها .
توجه كل من ميران و السيد هزار و الحاج ابراهيم الى الصالة ، اما ريان و امها فقد توجهوا الى غرفة اعدتها لهم آية .
هتفت ريان و هي تحوم في الغرفة و شعرها يتناثر بسن جنبيها :
-أ رايت ؟؟ أ رايت يا أمي ماذا يحدث ؟؟ هل احلم ؟؟ هل انا بكابوس ؟؟ و كانه لا يكفي انه يتهمني، يريد تزويجي بهذا الهمجي البربري !!! لا ..لا ...لا بد اني ابي قد جن على الاخر .
نهرتها امها قائلة :
"احترمي والدك يا ريان ...ان لا اوافقه على ما يفعل و لا اقبل به و لن اقبل به ، ساتكلم معه و نحل هاته المشكلة لدا لا داعي لان تقللي من ادبك و تثبتي لهم ظنهم "
جرت الى عندها ريان ، ممسكة بدراعيها :
"ستساعيدني يا أمي اليس كذلك ... لن تتركيني هنا ... اىيد العودة يا امي ...لم اعد اطيق هذا المكان "
حضنتها امها محاولة ان تهدأ من روعها :
"سنعود ...سنعود لا تخافي ...انه..."
الا ان طرقا على الباب منعهما من متابعة حديثهما ، دخلت اية مبتسمة ، بوجه مرح كالعادة و ارتمت على ريان تعانقها و الاخرى لا تفهم شيئا ، فمسكت بيديها قائلة :
"مبرووك ييا عروس ...مبروك يا زوجة اخيي ... و الله انت افضل بكثير من تلك التي اختارتها له جدتي في الاول ...سيجن جنونها اكيد هههه ....اخي تزوج بامريكية "
بهتت ريان و ردت عليها بجمود :
" لن يحدث هذا ...انا لن اتزوج اخاك "
استغربت اية و دهشت من ردة فعل ريان فاجابتها "
"كيف هذا ...لقد كتب عقد قرانكما للتو "
تلعثمث ريان مجددا قائلة :
" كي ....كيف ...كيف عقد...أمي ؟؟؟؟ ...."
امسكت امها بكتفيها ، رغم ان الدهشة تملئ عينيها هي الاخرى الا انها حاولت تهدأتها قائلة :
"اهدأي ...اهدأي ...لا بد ان اية اخطأت ...اباك لا يفعل ..لا يقبل "
ردت اية بدون تفكير :
" لا لم اخطأ و عمي قد وقع العقد ...حتى انني سمعته ينادي اخي بصهري بعد خروج المأذون "
التفت اليها ريان بسرعة و غضب :
" صهري هاا ...صهري هااا ....اخرجي ...اخرجي ....انت و اخااك اخرجا من حياتي من يوم لقائي به و حياتي متبعثرة ...(سقطت ارضا و هي تنتحب) لا اكاد اخرج من مشكلة حتى ادخل اخرى ، يا الهي ماذا فعلت ...ماذااافعلت "
اتجهت امها الى اية تدفعها الى الخارج ، الا انها ما ان فتحت الباب حتى وجدت كل من ميران و السيد خزار واقفان امام الباب .
اندفعت ام ريان الى السيد هزار و امسكت بمعطفه هاتفة :
"هل ما قالته اية صحيح ؟؟ ارجوك قل غير ضحيح...قل لم اضحي بابنتي ...هيا "
امسك السيد هزار بيديها ينتزعهما و قال بوجه متجهم :
"انا لم اضحي بها ...انا زوجتها بمن سيضونها و يضعها تاجا فوق راسه .... و الان ابتعدي من الباب لانه يريد ان يرى زوجته ...و كما تعلمين هذا حقه "
انتظرت ان يقول انه يمازحها و يريد رؤسة ردة فعلها كما العادة لكنه لم يفعل ، فقالت بابتسامة بعيدة كل البعد ان تكون ابتسامة سعادة :
"اي انه صحيح ...."
"نعم ...."
استجمعت نفسها و ظبطت مشاعرها :
"اذن فلتعلم انني لن اسمح بهذا و لو كان على جثتي ...لن اسمح لك ان تهدم حياة ابنتي الوحيدة ...ساغادر انا و ابنتي ...سنعود الى امريكا ..و انت ...انت اذا اردت البقاء هنا فلك كامل الحرية "
هنا تدخل ميران قائلا :
"يؤسفني ان اخبرك يا زوجة عمي ...ان ريان لن تتحرك من هنا قيد انملة دون اذني ....لانها زوجتي.... و الان بعد اذنكما "
و ما ان تحرك نحو الباب حتى صدته :
"لن تدخل ...لن تراها ...ابدا ..اتس.."
لكن كف قوية جرتها من معصمها ، كانت كف السيد هزار :
"تعقلي يا امرأة ....انا لن اعيد الكلام مرتين ....(توجه بنظره الى ميران ) ادخل يا بني ... ادخل الى زوجتك "
ردت عليه ام ريان بضدمة :
"بني !!!....تدعوه ببني ....لا اصدق انا حقا لا اصدق "
**************************************
إنّ الرّجل بفطرته جُبِل على الشّموخ والكتمان، فيصعب عليه إبداء مشاعره تجاه امرأةٍ أعجب بها خوفًا من أن ينهار شموخه أمامها، فكيف للمرأة أن تعرف فيما إذا كان الرّجل معجبًا بها أم لا؟ فإنّه على الرّغم من كون الرّجل يبدي الأولويّة لشموخه، إلّا أنّه يترك للمرأة علاماتٍ تدلّ على إعجابه بها، ليفتح لها سبيلًا للتقرّب منه إن أعجبها، وسبيلًا لنفسه للخلاص والمحافظة على شموخه إن لم يُعجبها.
************************************
عندما دخل الغرفة ووجدها لا تزال على هيئتها ، سقوطها ..تناثر شعرها في كل مكان ...ضعفها ...يديها الصغيرتين ..ملابسها التي تظهر تفاصيل جسدها ....رائحتها وآآه من رائحتها ...كانت تملئ الغرفة و تهيمن على رائحة العود و المسك التي يتميز بها القصر ...رائحة يشتمها في بداية فصل الربيع ...رائحة زهرة البرتقال ...لا طالما عشق هاته الرائحة ...الان كل هذا اصبح ملكه ...لكن لماذا يشعر بان شيئا ما يقلقه بل يرعبه ...عندما توجه مع عمه الى الصالون لكتب عقد القران دون علمها شعر بانقباض في قلبه ، لم يكن يريد للامور ان تحدث هكذا لا يريد ان يتزوج امرأة لا تريده بل لا يريد من الاساس ان يتزوج امرأة لها علاقات سابقة و لا يعلم الى اي حد قد.وصلت... عندما يتذكر ما قاله ذلك الوغد ، يقبض على معصميه حتى تبيض مفاصله ، تشتعل النار بجوفه و يصبح طعم حلقه مرا ، لماذا يجب عليه القيام بهذا ...بها شيئ يجذبه و لن ينكر ..لكن ليس بشيئ لا يمكن ظبطه ...على اي سيعمل على ان ينسيها ذلك الماضي بكل ما فيه ...فاكيد ذلك الوغد قد قال ما قال كي يجاكره ...و الا عمه لا يقبل ان يخاطر بشرفه ...ابدا لا ...لا بد ان كانت هناك بعض التجاوزات لكن ليس الى ذلك الحد ...لا ...ل..
استيقظ من افكاره عندما تسارع نبض قلبه حتى كاد ان يخرج من مكانه ، عندما رفعت وجهها اليه ...يا الهي وجهها تورم من البكاء ...كم تبدو ضعيفة ...هزيلة ...لا تشبه ريان تلك التي رآها بامريكا ...تلك المرأة القوية ...الناجحة ...المهيمنة ...المليئة بالحيوية ....الان عيناها ذابلتان و شفتيها منتفختان تثيران فيه رغبة بدائية .
وضع كفيه بجيبي سرواله و قال بجفاء :
"انهضي ..."
لم ترد ، فكرر القول :
"قلت انهضي ...لا يليق بك الجلوس هكذا "
لم ترد
فحسم امره قائلا :
"حسنا "
ثم انحنى على ركبيته حتى صار بمستواها و قال :
"اذن سيدة ريان ...ماذا يحدث ...هل هذه حال عروس ...عروسي انا "
عندها نهضت بسرعة حتى اصبحت تعلوه و هتفت :
"هل انت مجنون ...ها فقط قل هل انت مجنون ...ام قاطع طريق انا لا افهم "
رد عيها ساخرا "
"لا يوجد وضع معقد حتى تختلط عليك الامور ...انا زوجك الان بكل بساطة "
فردت عليه :
"انت احمق و مجنون و متسلط و و وقح .وحي.. "
و قبل ان تكمل كان قد وقف حتى صار ينظر اليها من علي ، و دفعها الى الى الحائط ، حتى تاهوت بفعل اصطدامها به ، وزم فمها بكفها ...و استغل الفرصة ليتنفس عبق شعرها و همس بجانب اذنها :
"تادبي ...لانني المرة المقبلة لن اكون صبورا معك كما الان "
انتزعت كفه بقوة و نظرت الى عينيه بتحدي و قالت :
" لا تصبر ...لا تصبر ...من ينتظر صبرك اصلا ...لنرى ما يامكانك فعله "
وكانها ظغطت في تلك اللحظة على الوتر الضعيف ، راى التحدي في عينيها و القوة التي احاطت نفسها بها مجددا و لم يكن ليخسر هاته المعركة ابدا ...لم يكن ميران اصلان بي من يخسرها ....و في لحظة تهور انقض على شفتيها اللتان كانتا تنادياه من اول لقاء ...غرق في بحر اسود ...مشاعر جديدة لم يجربها و لم يعشها ابدا ...لاول مرة ...يتذوق شهد شفتي امرأة ...و ليست اي امراة ....اه ..اه ...انها اول مرة يا ميران ..هل شعرت بما تشعر به الان ، هل ...هل سبق و ان جربت هذا الشعور ...نظر الى عينيها ، راى الصدمة و الاستغراب ...و الكره ربما .
وقبل ان تنطق كا قد اندفع الى الباب ليخرج ، و ينقذ نفسه من هذا المأزق ، و ما ان عادت انفاسه الى صدره ، حتى وجد عمه ينتظره .
"ميران ...بني ...يجب ان اقول لك شيئ "
"نعم يا عمي ..تفضل "
"ريان ...ريان يا بني ..ليست ...ليست بكر "
*******************************
اتمنى البارت ينال اعجابكم و الى اللقاء الخميس الجاي ❤💜💙 ، و الله كتبت بس مشانكم ، اسفة اذا ما كان بنفس قوة البارتات السابقة ، لاني كثيير كثير مشغولة 😍😍
استمتعوا 🤗😊

حب بلا أعراف حيث تعيش القصص. اكتشف الآن