إنه ليس في الحياة شيئ يمكن ان يعادل الاشارة عندما تتجاهلها او تغفل عنها الاشارة هي القدر ، هكذا قالت الصحراء .ابراهيم الكوني
شهدت أحد ناطحات سحاب نيويورك الامريكية أحد اهم اجتماعات العائلتين و التي انهت بامضاء عقد شراكة مع اهم الوكالات الامريكية للتصدير و الاستيراد بحضور هزار شاد اوغلو الذي يترأس الاعمال خارج البلاد و ميران اصلان بيه الحفيد البكر لاغا ميديات الحاج ابراهيم، و الذي يتكلف بالعمال داخل تركيا .
-لقد مر كل شيئ كما خططنا له يا بني .
-انشاء الله خير يا عمي المهم ان نكمل الاجراءات لانني اريد العودة لميديات فاجواء امريكا لا تناسبني ابدا !!
-لا تقلق كل شيئ يسير على ما يرام ، كما ان ريان همها الشاغل هو انهاء الاجراءات القانونية بدقة !!
-انشاء الله يا عمي !!
صحيح ان ميران لم تكن تربطه اي صلة دم بهزار ، و الدليل هو اسماء النسب المختلفة الا ان حادث وقع قبل عشرين سنة جعل منه يناديه بعمي و الاخر يرد بابني ، حين كان كل من هزار و السيد احمد اصلان بيه اب ميران و السيدة ديلشاه امه و ميران نفسه متوجهون بسيارة واحدة من ميديات الى اسطنبول ، رغبة في انهاء الاعمال و كذلك ان يقوم السيد احمد بعطلة صغيرة رفقة عائلته ، الا ان القدر كان له راي اخر ، في في لحظة تهور من سائق شاحنة كان تحت تاثير الخمر فقد كل من السيد احمد و السيدة ديلشاه حياتهما اما السيد هزار فقد حمي ميران بحياته حتى لا يتأذى ، و نتج عن هذا الحادث كسر في بعض فقراته ، في حين ان ميران لم يتضرر الا من بعض الخدوش البسيطة .
و رغم انها كانت فاجعة للكل الا انها وطدت العلاقة بين العائلتين و اصبحت عائلة اصلان بيه تدين لهزار شاد اغلو بحايتها لحمايته لحفيدها البكر ابن ابنها المتوفي البكر اي وريث السيادة و القيادةو الذي سيكون اغا ميديات من بعد جده خصوصا ان اخوه وقتها لم يكن يبلغ من العمر الا ٦ سنوات و اخته ٣ سنوات .ميران كشخصية كان غامضا و قاسيا جدا و لا يتساهل ، و كأن موت والديه افقده اهم جزء من جسمه : قلبه . في حين ان الاطفال العاديان في مثل هاته المواقف تكون لهم فرصة البكاء و النحيب و الصدمة ، ميران كان واقفا بجانب جده يتلقى التعازي و يعلم ان مسؤولية اخويه الصغيرين بل مسؤلية العائلة ستكون على كاهله ، فلا خيار له الا الصمود و القوة .
ربت السيد هزار على كتف ميران قائلا :
-اذن قررت ان تتركنا بهذد السرعة ، لا ياتي بك الا العمل و تتركنا فور انتهائه !!
اجابه ميران و يديه في جيبي بنطاله :
-كما قلت لك يا عمي اجواء امريكا لا تناسبني كما انني تركت جدي وحده و انت تعلم ان صحته اصبحت تتراتجع و لا يمكنني ترك الاعمال على عاتقه كما ان العائلة تحتاجنني !!
رد هزار بسرور :
- صحيح كيف حال الصغير مراد و المشاغبة اية ...ااااااه كم كانت تتصارع مع ريان و لا يفك الخناق الا الاغا الحاج ابراهيم باعطائهما هدية للواحد !!
-كان لا يستطيع التفريط بكلاهما .... الصغير اصبح عمره 26 سنة ، اما المشاغبة 23 سنة تقدم لها خطيب قبل مجيئي الى هنا و هذا سبب اخر لعودتي المبكرة .
رد هزار :
-نعم نعم لطالما اعتبر الحاج الاغا ابراهيم ريان مثل حفيدته ...و هي لا تكف عن التعبير عن حبها له .... حسنا يا ابني انت ادرى بشؤونك و لا يمكنني الضغط عليك .... لكن ... انا من سيوصلك الى المطار ...لا تعترض عن هذا !!
رد ميران بحرج ضاحكا :
-حسنا حسنا ليكن كما تريد !!
-لحظات ساخد معطفي و مفاتيح السيارة و اعلم ريان و اتي اليك !!
-خد راحتك يا عمي !!
جلس ميران على احد الارائك باهضة الثمن ، عالية الجودة التي لا تشبه اثاث ميديات الخشن، في هاته الوكالة الفخمة المليئة بالمرايا و التي تطل على ....السحاب ...لا شيئ غير السحاب و كانك تسكن بالسماء و ليس على الارض ، هاته الوكالة التي يملكها هو بشراكة مع عمه هزار بنسب متساوية ، ينتظر و باله بميديات و اخبارها و سير الاعمال هناك ، و كيف سيجع....اسيقظ من افكاره على فتاة ذات قوام لم ير له مثيل ، بل لم ير قواما من قبل اصلا ، لكنه كان يعلم حتى لو رأى لن يرى بمثل هذا القوام ابدا ، مموجة الشعر ، بشوشة الوجه ، ضحكتها بريئة براءة الاطفال و هي تصافح مجموعة من الرجال و شعرها ينسدل على هذا القوام الذي افقده القدرة و لم يعد يستطيع غض بصره . ماذا حدث يا اغا منذ متى ؟ هل فقدت تحكمك بنفسك ؟؟ هل يعقل ان تكون نفسها ريان ابنة هزار شاد اغلو ، اي ابنة الرجل الذي يدعوه عمي !!
انتبه للكنتها الانجليزية المتميزة بحق و هي تقول :
- Thank you all, we were pleased to do
business with you.
-Our pleasure, Mrs. Ryan.
اس
توقفته كلمة ريان ، نعم انها هي ، لكم تغيرت و اصبحت تشبه هؤلاء الغربيات لولا شعرها الاسود الغجري و عينيها البنيتين و رموشها الخلابة .... توقف يا اغا ماذا تفعل ، هل تتغزل بها استغفر ربك ، هذا لا يجوز كما انك على وشك خطبة فتاة و الزواج بها !!
اوقفه من افكاره ، رجل متوسط القامة مستفز الشكل عديم الرجولة شكلا و قالبا على ما ييدو يحاول وضع يديه على خصر ريان و هي تحاول تفاديه على ما يبدو انه صديقها في العمل .
سمع ريان تقول :
-كم مرة قلت لك ان تكف عن مثل هاته التصرفات ، انا في العمل و ابي هنا !!
وشوش لها عديم النخوة بكلمات في اذنها ، نظرت اليها ريان بعدها نظرة لا تحمل اي معنى و انصرفت .
لم يستطع ميران التوقف بعد هذا و انطلق الى الرجل زاعما ان يكسر يديه اللتا لمستا من تعتبر ابنة عمه و رجلاه التان تطولاتا الى هناا .
-هيييه انت !؟؟ ماذا تظن نفسك فاعلا ؟ هل تتحرش بالفتاة !!
-و من انت اصلا حتى تكلمني ؟؟
قبض ميران على مقدمة قميصه و هو يهتف بغيض ظاغطا على اسنانه :
-انا الذي سيقبض روحك !!
اجابه الاخر باسلوب مليئ بالسخرية :
-اذا لا بد انك البدائي الذي تعتبره ابن عمها ، ابن ميديات .
شدد ميران من قبضتيه حتى ضيق عليه التنفس الا ان الاخر تدارك الموقف و قال :
-اهدا اهدا ...حسنا ...انا حبيبها .
-ماذاا ؟؟ ما معنى حبيبها ؟؟
- اااه ...نسيت انت لا تفهم هذا ...خطيبها بلغتكم في بلدتكم انتم !!
خفف ميران من قبضتيه مشدوها ، ما هذا الانحلال هل يمكن للشخص الذي يدعوه عمي ان يترك ابنة للكلاب تفعل بها ما تشاء تحت اسم الحرية ؟؟
ترك ياقة المتملق الذي ما صدق انه تخلص من هذا الهمجي و ادار ظهره لميران الذي يقف مصدوما لا يعرف ما يقول ، هل يدافع عنها ام يتركه بحال سبيله فباي صفة يدافع اصلا و هي صاحبة الشان لم يتحرك لها جفن اي انها تقبله على حالها ، استيقظ على صوت مقزز يناظره بنصف جسم رجلاه متوجهتان للمصعد و راسها و نصف صدره ينظر لميران يقول :
- و لا تبالي لتمنعها قبل قليل ... فقد كانت لنا ليالي ساخنة جدا ...كما انها شرسة بشكل لا يصدق و رفع له علامة السلامة مرافقة لغمزة 😉✌
---------------------------------------
لا تنسوا تكتبو لي ارائكم و شو يلي عجبكم ما عجبكم لحتى اتشجع و كمل 🥰🥰 بحبكم كثيير كثيير و لولا اصرااركم ما كنت ارجع اكتب 😍😍
فالله اعلم بحالي انا كم مشغولة و اخطف من وقتي لحتى ارضيكم . Love u all , love u so much 🤪❤
أنت تقرأ
حب بلا أعراف
Roman d'amourقصة حب نشأت بين عالمين مختلفين ثقافتين متابعديتين ، لكن هل للانسان حكم على قلبه ، هذا القلب الذي يجعل الغربة وطن ❤