الجزء الحادي عشر "البحث"

125 6 6
                                    


قراءة ممتعة...🌹


عندما وصلت إلى طنجة ونزلت في الميناء بدأت فورًا في السؤال عن السفينة  "قاهرة البحار"، والتي كانت متجهةً إلى الأندلس قبل حوالي شهر، لكني لم أجد أحدًا يعرف شيئًا عن مصيرها، فبدأت أحس باليأس، ثم سمعت صوت رجلٍ خلفي يقول: " قاهرة البحار؟ "

التفتُّ لأجد بحارًا يجلس فوق صندوقٍ خشبيٍّ وفي يده عودٌ صغيرٌ يداعب أوتاره.

" لقد سمعت أن هذه السفينة قد غرقت ".

" لا يمكن! "، وبدأت أصرخ.

تابع الرجل وكأنه لم ينتبه لبكائي: " وسمعت أن سفينة قراصنة قد تمكنت من أسر بعض الناجين "، فاقتربت منه: " أرجوك، هل كان بينهم رجل وابنته؟ طفلةٌ في حوالي الخامسة من من عمرها اسمها نجمة وتلبس عقدًا يحمل صدفة كهذه "، وأريته العقد الذي كنت ألبسه.

فقال الرجل: " لا أدري، كل الذي سمعته أن السفينة قد غرقت وأن بعض النّاجين أخذهم القراصنة ليبيعوهم عبيدًا ".

فقلت: " عبيد؟ أرجوك حاول أن تتذكر أين أخذوهم، إلى أين؟ أرجوك ساعدني، أريد أن أعرف مصير ابنتي وزوجي"، وبدأت أبكي.

فقال الرجل الذي بان عليه التأثر: " والله لا أعرف سوى ما قلته لك ".

لكنني قاطعته: " ولكن، هل عرفت إلى أين أخذوهم؟ هل كانت ابنتي معهم؟ "

" صدقيني لا أعرف المزيد ".

تركت الرجل وأنا لا أعرف ماذا سأفعل أو إلى أين أذهب، ثم تذكرت المقهى الذي كان يرتاده القراصنة فذهبت إلى هناك، لكنني لم أدخل، فالنساء لا يمكن أن يدخلن المقاهي، وقفت على الباب في فخرج من المقهى بحارٌ تبدو عليه علامات الفظاظة فسألته: " أرجوك سيدي، هل تعرف شيئًا عن السفينة قاهرة البحار؟ "

نظر إلى الرجل بحيث لم يكم يفهم ما أقوله، وقال: " لا أعرف شيئًا عن قاهرة البحار ".

التفتُّ  لأجد بحارًا يقف خلفي شابكًا ذراعيه فوق صدره، ويتكئ على باب المقهى، فقلت وقد عاودني البكاء من القهر:

" أريد أن أعرف مصير السفينة قاهرة البحار، لقد سمعت أنها غرقت، أرجوك، هل تعرف شيئًا؟ "

فقال: " هممم، قاهرة البحار؟ نعم، لقد سمعت شيئًا من هذا القبيل، سمعت أنها تحطمت وأن سفينة قراصنةٍ تمكنت من إنقاذ بعض النّاجين ".

فقلت له: " أرجوك، أتوسل إليك أن تخبرني ماذا حلَّ بهم، أعني الناجين، أين ذهبوا؟ أتوسل إليك، ابنتي وزوجي...! " وبدأ أشهق بالبكاء ثانيةً، فقال وقد أخذته الشفقة على حالي: "هدئي من روعك يا سيدتي، أنا لا أعرف، لكني سأسأل لكِ عنهم، أراكِ في الغد في الموعد نفسه، وسأكون قد حصلت لكِ على المعلومات إن شاء الله، إطمئني يا سيدتي، لكن عذرًا يجب أن تغادري الآن، فلا يصح لسيدةٍ محترمةٍ أن تقف هكذا أمام المقاهي ".

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 10, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رحلات عجيبة في البلاد الغريبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن