سبحان الله
الفصل العاشر
اقترب من والدتها وقال لها: "أنا هاستئذنك هاروح أوصل والدي ووالدتي للبيت وهرجع تاني بسرعة عشان أوصلكم للبيت"...
هزت رأسها بالنفي وقالت: "متتعبش نفسك يا ابني"..
رد بابتسامة: "تعبك راحة، مش هتأخر عليكم بإذن الله..
حسناء محدثة نفسها: "ده هيمشي!! أحسن بردو هنرتاح"..
(عبد الله والد أسعد): "على مهلك يا ابني؛ انت سايق بسرعة كده ليه؟! "
أسعد باستعجال: "آسف يا والدي؛ على العموم احنا وصلنا الحمد لله أنا هنزلكم قدام البيت وهرجع تاني المسجد عشان أوصلهم البيت بدل ما يركبوا مواصلات ويتبهدلوا في الطريق!"
أمينة والدة أسعد: "ربنا يبارك فيك يا حبيبي؛ طول عمرك أصيل وجدع خد بالك من الطريق وسوق على مهلك يا ابني"..
أسعد بابتسامة: "ربنا يخليكِ يا أمي ويحفظك لينا؛ متقلقيش يا دوبك هوصلهم وأرجع على طول بإذن الله".
أمينة: "في حفظ الله"..
******************
بعد وصول أسعد قاعة المسجد قال لهم زياد: "أنا هروح أوصل مها وعمو سعيد يا أمي؛ وأسعد هيوصلكم للبيت"..
والدته: "ماشي في رعاية الله يا حبيبي؛ مع السلامة يا عروستنا..!"
احتضنتها مها بشدة: "الله يسلمك يا خالتو".
زينب بتكشيرة: "لا؛ خالتو إيه بأه.؟! أنتِ بقيتي زوجة ابني يبقى تقوليلي يا ماما.!!"
ابتسمت: "حاضر يا ماما"..
زينب بسعادة: "أجمل كلمة سمعتها النهاردة ربنا يقدرني وأقدر أعوضك حنان والدتك يا بنتي.!
نظرت مها لزياد وابتسمت قائلة: "حنانك وصلني خلاص يا ماما"..
زينب: "ربنا يسعدكم يا بنتي".
اقتربت حسناء من مها احتضنتها بشدة: "مبروك يا عروسة"
ردت بحنان: "ربنا يبارك فيكِ يا سمسمتي".
مد علي يده حتى يسلم على والد مها: "نشوفكم على خير يا عمي؛ السلام عليكم.!"
سعيد بابتسامة: "وعليكم السلام".
(ذهب علي وزينب وحسناء إلى سيارة أسعد, وأسعد طيلة الطريق ينظر لحسناء في المرآة؛ أما حسناء فكانت تنظر إلى النافذة وترفع رأسها للسماء كأنها تشكو ما بها في صمت.)
وصل الجميع، فقال علي لأسعد: "تعال اطلع شوية يا أسعد".
هز رأسه نافياً: "معلش خليها مرة تانية".
تنهد وقال: "ماشي على راحتك؛ بس متغبش علينا واسأل.!"
أسعد بابتسامة: "بإذن الله؛ أستودعكم الله".
علي: "في أمان الله؛ السلام عليكم."
أسعد: "وعليكم السلام".
******************
خلعت زينب حجابها من على رأسها ثم نهضت متجهة إلى غرفتها كي تستبدل عباءتها بجلباب النوم، وقبل أن تدخل غرفتها نظرت لأبنائها بفرح وقالت: "النهاردة كان يوم جميل فعلاً بس مرهق أوي هدخل أنام؛ تصبحوا على خير".
علي وحسناء في نفس واحد: "وأنتِ من أهل الجنة يا أمي"..
علي باهتمام: "حسناء مالك.؟! شكلك زعلانة من حاجة!!"
حاولت أن تخفي ما بها بابتسامة: "لاء مفيش يا علي؛ أنا بس عندي صداع هروح آخد حباية للصداع وأنام".
قال بقلق: "ألف سلامة عليكِ يا حبيبتي, يلا تصبحي على خير".
حسناء بابتسامة تخبئ ما بداخلها: "تلاقي الخير".
******************
(ضغطت رأسها بيدها؛ ألم شديد يتخلل رأسها؛ نهضت من الفراش ليلا وأسندت رأسها على حافة السرير ناظرة للسقف.) ضغطت على أسنانها بغيظ وقالت محدثة نفسها: "أنا مش عارفة إيه اللي سكتني ومش رديت عليه؛ إزاي يزعق فيا كده؟! ومين اداله الحق بكده.؟!! أنا كان لازم أرد.!!"
(في نفس الوقت ذاته شعر أسعد بألم شديد في رأسه ونهض هو الآخر أسند رأسه على حافة السرير وهو يعاتب نفسه قائلا: "زمانها بتقول إيه عليا دلوقتي.؟! إزاي أشخط فيها جامد كده.؟! المفروض أعتذر لها؛ طيب هعتذر لها إزاي وفين؟! فكرة؛ أنا أروح لها الكلية وأعتذر لها وأمشي على طول.!!"
ثم استكمل نومه وصورة حسناء وهي تبكي لا تزال أمام عينيه.)
أما حسناء نهضت وذهبت لتشغيل جهاز الكمبيوتر وقالت محدثة نفسها: "يااااه؛ أنا بقالي كتير مش فتحت الأكونت؛ إيه ده كل دي رسايل.؟!".. وما إن بدأت بفتح الرسائل، لفتت انتباهها رسالة من الذي يُدعى: توبة رجل.!!!
توبة رجل: ألف مبروك لكتب كتاب أخوكِ؛ وعقبالك عن قريب بإذن الله.
عقدت حاجبيها بدهشة: "إيه ده؟ ومين ده؟ وعرف إزاي إن زياد كتب كتابه.؟!! أكيد ده حد يعرفني كويس جدا.!" أنا هرد عليه وأسأله هو مين.!
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ ممكن أعرف حضرتك مين؟!"
دق قلبه وارتعشت يده، فكم كان مشتاقاً لها ويتمنى الرد عليها..
توبة رجل: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ مش مهم أنا مين المهم تكوني بخير وسعيدة"..
رفعت حاجبها الأيمن بتعجب وقالت: "إزاي مش مهم.؟! لو مش قلت حضرتك مين أنا هعمل بلوك لحضرتك!!"
توبة رجل بخوف: "أرجوكِ بلاش؛ سيبيني أعرف أخبارك وأطمن عليكِ من كلماتك الجميلة دي؛ أنتِ ليكي مستقبل جميل أوي في الكتابة"..
تنهدت بعصبية وهي تكتب: "مصمم بردو.؟! على العموم أنا غلطانة إني رديت على حضرتك ومش عملت لك بلوك من الأول"..
توبة رجل: "سامحيني مش هقدر".
ضغطت على زر حظر هذا المستخدم وانتهى الأمر؛ لكنها ما زالت تفكر؛ يا ترى مين؟!!
بدأت تتثاءب، وبدأ النوم يداعب جفونها فأطفأت جهاز الكمبيوتر وارتمت على سريرها إلى أن غفت عيناها ثم غطت في النوم...
ويُطوى اليوم بكل ما فيه من أحداث..
******************
(بعد مرور أسبوع أتى يوم جديد ينبعث منه نافذة تطل على العالم بوجه متفائل وأحداث تغير مجرى حياة حسناء بالكامل فيما بعد.. ذهبت حسناء إلى الكلية لكي تجمع كل ما فاتها من محاضرات ولم تدرِ أنه اليوم الذي يتغير مسار حياتها فيه بعد ذلك للأجمل؛ ويبعث لها الله سبحانه وتعالى رسالة جميلة تتفهمها بكل تفاصيلها..)
"كده يا مها تسيبيني أروح لوحدي الكلية.؟! ولا كل اللي بيتخطبوا بيكسلوا كده؟!!"
قالت مها وهي ممسكة بالهاتف: "سامحيني يا سمسمتي بأه؛ وبعدين النهاردة يوم طويل أوي والمحاضرات بتبدأ الساعة ٢ الظهر!"
قالت بغيظ: "عندك حق إيه المشكلة لما يعملوا المحاضرات بدري.؟! حاجة رخمة أوي".
زفرت بشدة: "معلشي هانت؛ ابقي طمنيني عليكِ أما ترجعي بالسلامة.!"
تنهدت قائلة: "بإذن الله مع السلامة".
******************