الفصل الخامس

3.5K 177 0
                                    

لا اله الا الله
الله اكبر
الحمدلله

الفصل الخامس
فوجئت به، دق قلبها واحمر وجهها خجلاً وقالت: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
ضربات قلبه خفقت بشدة وقال: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ إزيك عاملة إيه؟"
مها بإحراج: "الحمد لله بخير".
سمعت صوتها حسناء وجرت عليها وقالت: "إيه المفاجئة الجميلة دي؟! اتفضلي يا مها والله فرحتيني أوي".
مها بابتسامة: "كنت بشتري طلبات لماما وكنت قريبة منك قلت أعدي عليكِ شوية".
حسناء: "نورتِ الدنيا كلها يا ميهو".
زينب من المطبخ: "مين يا حسناء.؟!"
حسناء بعلو صوتها: "دي مها يا مامتي".
خرجت من المطبخ وألقت السلام على مها: "إزيك يا بنتي؟ وحشتيني والله؛ مبتجيش ليه؟!"
مها: "معلش يا خالتو أنتِ عارفة الجامعة بأه والمذاكرة".
والدة حسناء: "ربنا يوفقك يا بنتي أنتِ وحسناء ويرزقكم بزوجين صالحين".
حسناء بمكر: "يا رب يا مامتي عايزين بأه نخلص من مها ونجوزها".
ضحكت وقالت: "يا رب عن قريب"..
حسناء: "تعالي يا مها ندخل الأوضة على ما ماما تخلص الفطار عشان نفطر سوا".
مها: "لاء؛ فطار إيه.؟ أنا مش عايزة أتأخر".
زينب: "اتصلي بوالداتك يا حبيبتي وعرفيها إنك هنا وهتفطري مع حسناء."
هزت رأسها إيجابا وقالت: "حاضر يا خالتو".
أخذت حسناء مها وذهبتا إلى الغرفة وبعد بضع دقائق طرق الباب..
حسناء: "اتفضلي يا ماما"..
زياد: "لا؛ أنا زياد يا سمسمة"..
دق قلبها سريعا واحمر وجهها.. فتحت حسناء الباب وقالت:
"نعم يا زيزو.؟!!"
زياد: "عايز بس الموبيل بتاعك أصل رصيدي خلص وعايز أعمل مكالمة ضروري!"
رفعت حاجبها وقالت بدهشة: "اتفضل ومتنساش الجمايل دي".
قالت بدهاء: "مش عارفة يا مها زياد ماله كل أما أجيب سيرتك يفرح أوي!"
حاولت أن تغير الموضوع فقد زاد وجهها احمراراً فقالت: "أنتِ عاملة إيه يا حسناء؟ وحشتيني والله".
عقدت حاجبيها قائلة: "على أساس إننا بقالنا سنة مشفناش بعض".
قالت بخجل: "أنتِ كل ساعة بتوحشيني يا سمسمتي".
قالت حسناء بامتنان: "ربنا يخليكِ ليا يا ميهو, بس قوليلي؛ أنا بس اللي وحشتك؟!!"
مها بكسوف: "آه طبعا؛ أنتِ بس".
غمزت لها ثم ضحكت قائلة: "طيب يا ست ميهو أما نشوف آخرتها معاكم إيه؟!"
مها بتعجب: "يعني إيه معاكم دي؟!"
تبسمت بخبث: "لا؛ ولا حاجة"..
******************
(بعد مرور ثلاثة أيام)
نظر لها بسعادة وانحنى وقبل يدها ثم قال بفرح: "يا أمي؛ فاكرة لما قولتلك في مفاجئة لما تتم هقولك عليها.؟!"
قالت باهتمام: "آه فاكرة؛ أخيرا نويت تقولي؟!"
زياد بابتسامة: "ما أنا قولتلك بأه يا أمي؛ دي مفاجئة وخلاص الحمد لله تمت على خير".
ابتسمت قائلة:"طيب خير الحمد لله؛ هي إيه بأه المفاجئة؟!"
زياد: "خير يا أمي بإذن الله؛ أنا جالي شغل في شركة كبيرة في السعودية وبمرتب حلو أوي والمفروض أسافر كمان شهرين"..
قالت وقد ظهر على ملامح وجهها القلق: "ربنا يوفقك يا حبيبي ويسعدك"..
زياد: "مالك يا أمي؟! إيه الحزن اللي ظهر عليكِ فجأة ده.؟!
تنهدت بحيرة: "باخاف من الفراق يا حبيبي مقدرش على فراقك وكل سنة أشوفك".
قال بتكشيرة: "غصب عني يا أمي بس لازم أكافح عشان أقدر أبني مستقبلي وأتجوز بأه.".
ربتت على كتفه ثم قالت: "ربنا يسعدك يا حبيبي والله أنا نفسي تخطب قبل ما تسافر"..
زياد بفرح: "يا ريت يا أمي والله؛ طب ما ترشحيلي بنت تكون ملتزمة ومؤدبة أخطبها قبل ما أسافر ولما آخد أجازة كمان سنة أرجع ونتجوز"..
حسناء من خلف زياد: "مها.!!"
خفق قلبه فرحاً ثم قال:  "أنتِ هنا من إمتى يا سوسة؟!"
حسناء بجدية:"أنا هنا من بدري أوي؛ المهم إيه رأيك في مها؟"
أشارت والدتها بالإيجاب ثم قالت: "والله يا ريت مها توافق بنت كويسة أوي ومن أسرة محترمة وطيبة".
زياد بقلق: "يعني مها ممكن ترفض..؟!"
غمزت حسناء له: "سيب الموضوع ده عليا يا عريس"..
أومأ برأسه إيجابا ثم قال: "ماشي واعرفي ردها بسرعة عشان أخطبها قبل ما أسافر"..
حسناء: "ماشي متقلقش"..
زياد: "هو فين علي عشان نعرفه القرارات الجديدة دي وناخد رأيه؟!"
حسناء: "لسة نازل من شوية يصلي العشا في المسجد".
زياد: "إيه ده.؟! نزل من غيري هألحق أروح أتوضا وأنزل أصلي يمكن أقابله في المسجد"..
******************
وصل علي إلى المسجد ليصلي فدخل يتوضأ؛ كان الماء باردا فارتعش من برودته وقال: "هما مش بيعملوا هنا مية سخنة ليه.؟! ده كل المساجد فيها سخن وساقع إلا المسجد ده.".  فسمعه الشاب الذي كان يتوضأ بجانبه فرد عليه قائلاً: "يا أخي استحمل وليك ثواب عند ربنا، أنتَ متعرفش إن في حديث عن إسباغ الوضوء على المكاره.؟!"
قال متعجباً: "فاكر بس نسيت نص الحديث ممكن تفكرني بيه وجزاكَ الله خيرا.؟! "
ابتسم الشاب وقال: "قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟، قَالَوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ."
علي: صدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
استكمل الشاب كلامه: "ﺇﺳﺒﺎﻍﺍﻟﻮﺿﻮﺀﻋﻠﻰﺍﻟﻤﻜﺎﺭﻩ:  ﻳﻌﻨﻲﺇﺗﻤﺎﻡﺍﻟﻮﺿﻮﺀﻓﻲﺃﻳﺎﻡﺍﻟﺸﺘﺎء ﻷﻥﺃﻳﺎﻡﺍﻟﺸﺘﺎﺀﻳﻜﻮﻥﻓﻴﻬﺎﺍﻟﻤﺎﺀﺑﺎﺭﺩﺍﻭﺇﺗﻤﺎﻡﺍﻟﻮﺿﻮﺀﻳﻌﻨﻲﺇﺳﺒﺎﻏﻪﻭﺑﺬﻟﻚﺗﻜﻮﻥﺍﻟﻤﺸﻘﺔﻋﻠﻰﺍﻟﻨﻔﺲﻓﺈﺫﺍأﺳﺒﻎﺍﻹﻧﺴﺎﻥﻭﺿﻮﺀﻩﻣﻊﻫﺬﻩﺍﻟﻤﺸﻘﺔﺩﻝﺫﻟﻚﻋﻠﻰﻛﻤﺎﻝﺇﻳﻤﺎﻧﻪﻓﻴﺮﻓﻊﺑﺬﻟﻚﺩﺭﺟﺎﺕﺍﻟﻌﺒﺪﻭﻳﺤﻂﻋﻨﻪﺧﻄﻴﺌﺘﻪ".
علي: جزاكَ الله خيرا على المعلومة الجميلة دي.
الشاب: وجزاك مثله 
أقام الإمام الصلاة وبعد انتهائها جلس علي يسبح الله ويختم الصلاة بالأذكار والدعاء، ثم قام لأداء صلاة السنة، ووقف بجانبه زياد كي يصلي هو الآخر صلاة السنة وبعد أن انتهوا؛ قال زياد: "كده يا عم عليوة تسيبني وتنزل لوحدك.؟! "
علي يبتسم: "لقيتك قاعد مع ماما قلت أسيبك على راحتك وكده كده هتخلص وتنزل تصلي؛ ومتقلقش يا سيدي مش هتتخطف.!!"
زياد يضغط على أسنانه: "ماشي يا خفة, قوم يلا عشان عايز آخد رأيك في موضوع"..
علي: يا ترى خير.؟!!
زياد: خير إن شاء الله؛ يا عم متقلقش..
خرج علي وزياد من المسجد وسمعوا أحدًا ينادي عليهم: (يا أستاذ علي يا باشمهندس زياد؟!)
التفتا ورائهما ليروا شابًا ذا وجه مبتسم بشوش له لحية صغيرة؛ ملامحه تكاد لا تُنسى بالنسبة لعلي وزياد.
******************

المتنقبة الحسناء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن