الفصل السابع والعشرون

3.6K 117 3
                                    

سبحان الله العظيم

الفصل السابع والعشرون

(في مساء اليوم التالي ذهب أسعد إلى بيت عمه عبد الرحمن.)
عمه بابتسامة: "إزيك يا أسعد كيف أخبارك؟ وليه بقالك يومين مسألتش يعني؟!"
أسعد بابتسامة: "الحمد لله بخير؛ كنت بس مشغول بشوية أفكار كده هاقولك عليها بس لما يوصل علي من شغله".
نظر إلى ساعته وقال: "صحيح هو اتأخر كده ليه؟!"
عمه بحيرة: "مش عارف؛ يمكن مفيش مواصلات"..
أسعد: "يوصل بالسلامة إن شاء الله".
التفت عمه إليه ثم قال له بسعادة: "مش حسناء لبست النقاب امبارح؟!!"
نظر أسعد له بذهول قائلا: "حضرتك بتقول إيه يا عمي؟ شكلي سمعت الاسم غلط!!"
أومأ برأسه بالنفي قائلا: "لا سمعت صح؛ باقولك حسناء لبست النقاب امبارح هي ومها"..
حملق بعينيه وزاد بريقها؛ ثم هز رأسه قائلاً: "أنا مش مصدق نفسي!!"
ضحك بعفوية: "كلنا امبارح كنا زيك كده مش مصدقين لما دخلت علينا لابسة النقاب؛ بس اللي فرحني إنها لابساه عن اقتناع وعايزة ترضي ربنا وبتجاهد نفسها؛ ودي حاجة كويسة". 
أسعد بفرح عارم: "اللهم ارزقها الثبات".
غمز له عمه قائلا: "أعتقد إنك هتطير من الفرح؛ كنت على طول بتتمنى حسناء تغير لبسها"..
ضحك بعفوية ثم قال: "أنا سعيد بيها جدا؛ ونفسي أتقدم لها بأه وأتمنى توافق؛ بس خايف بصراحة من رد الفعل, إيه رأيك يا عمي ده وقت مناسب اتقدم لها ولا نستنى شوية؟!"
عمه بحيرة: "بص أنا شايف إننا نستنى لحد أما تخلص امتحانات عشان منشغلهاش بالتفكير؛ وبعد كده أنا هاتكلم معاها وآخد رأيها".
أومأ برأسه إيجابا: "اللي تشوفه يا عمي؛ طيب إيه رأيك ناخد رأي علي؛ ولا إيه؟!"
أخذ برهة من التفكير؛ ثم قال: "عادي؛ مفيش مشكلة".
طرق باب الغرفة ثم دخل مسرعا محييا واتجه نحو أسعد ومد يده وسلم عليه؛ ثم قال: "معلش اتأخرت عليك؛ المواصلات بأه".
أسعد بابتسامة: "معلش؛ الشركة بعيدة بردو عن البيت؛ الله يعينك".
زفر بضيق: "هاعمل إيه بأه؟ أكل العيش!"
ربت أسعد على كتفه قائلا: "اقعد بس كده وخد نفسك عشان جايلك في موضوع مهم".
جلس علي ثم قال في دهشة: "موضوع إيه؟! خير؟!"
أسعد بجدية: "أنا قررت استقر في مصر؛ وبافكر أعمل شركة استيراد وتصدير؛ وبصراحة كده أنا عايزك معايا في الشركة؛ لأنك هتفيدني كتير في تصدير الملابس؛ ها إيه رأيك؟!"
قال بحيرة: "هي فكرة كويسة ومضمونة الاستيراد والتصدير؛ بس اللي مش مضمون أنا؛ يا عم أنت فاكرني عندي خبرة كبيرة؟ ده أنا ميح خااااالص".
ضحك أسعد ثم قال: "يعني أنا اللي بافهم أوي؟ احنا نفتح الشركة ونساعد بعض وواحدة واحدة نتعلم مع بعض؛ وبعدين أنت مش هتشتغل عندي؛ أنت هتبقى شريك بالمجهود".
هرش رأسه وبدت الحيرة في عينيه؛ ثم نظر إلى والده قائلا: "إيه رأيك يا والدي في الموضوع ده؟!"
والده بابتسامة: "طيب أنا هاقولكم حل حلو أوي، علي يبقى شريك معاك يا أسعد؛ بس مش بالمجهود؛ لا بنص المبلغ".
نظر له علي بدهشة: "منين يا والدي؟ حضرتك عارف البير وغطاه".
والده بتساؤل: "مش أنت معاك الوديعة ولا صرفتها؟!"
أومأ برأسه قائلا: "أيوة معايا؛ بس كنت عامل حسابي اتجوز بيها".
أسعد بثقة: "بإذن الله في خلال ست شهور نكون اشتغلنا كويس وكسبنا الضعف كمان؛ بس قول يا رب واستعين بالله".
هز رأسه ثم قال: "خلاص على خيرة الله؛ أنا هادخل معاك شريك بـالمية ألف كلهم".
أسعد بسعادة: "تمام وأنا كمان هدخل بنفس المبلغ؛ يبقى كده معانا مبلغ كويس ندخل بيه السوق واحنا مطمنين".
والد علي بفرح عارم: "وكمان يا علي أسعد عايز يتقدم لحسناء؛ إيه رأيك؟!"
رفع حاجبه إلى أعلى ثم قال بفرح: "طب يا ريت؛ أسعد إنسان ملتزم ومحترم وجدع؛ وبصراحة أنا أتمنى لحسناء زوج زي أسعد؛ على الأقل هيخاف عليها ويراعيها وكمان من دمه".
أسعد بإحراج: "جزاك الله خيرا يا علي؛ كنت عارف إنك هتوافق".
علي بتريقة: "ومالك واثق أوي كده يا أبو نسب؟!"
ضحك والده ونظر إلى علي قائلاً: "أنت لحقت ترجع في كلامك ولا إيه يا علي؟!"
علي بابتسامة: "أنا باهزر يا والدي؛ شايف وشه جاب ألوان إزاي؟!"
نظر أسعد له بابتسامة: "ماشي يا خفة, بكرة تروح تخطب وافضل أتريق عليك كده".
ضحك بعفوية: "ما أنا فعلاً هاخطب اليومين دول؛ بس قول يا رب يوافقوا".
أسعد بدهشة: "ما شاء الله؛ خبر حلو أوي؛ هيوافقوا بإذن الله ما تقلقش".
تنهد بقلق: "يا رب؛ عارف مين العروسة؟!"
هز رأسه قائلا: "مين؟!"
علي بابتسامة: "فاكر البنت اللي توفيت في المسجد؟ أختها طلعت بتشتغل معايا في الشركة وبنت محترمة وملتزمة؛ حسناء راحت كلمتهم امبارح ومنتظرين ردهم"..
أسعد في دهشة: "سبحان الله! ده نصيب وبإذن الله تكون من نصيبك يا عليوة".
علي بفرح عارم: "يا رب آمين".
نظر علي لوالده؛ ثم قال باهتمام:  "أخدت رأي حسناء في الموضوع ولا لسة؟!!"
أومأ والده برأسه بالنفي قائلا: "لا مش هنتكلم معاها دلوقتي؛ نستنى لما الامتحانات تنتهي وناخد رأيها عشان ما نشغلهاش".
علي: "تمام كده؛ ربنا يسهل الأمور بإذن الله".
نهض أسعد وقال: "أنا هاقوم بأه أمشي عشان أعمل دراسة جدوى للشركة؛ وهادور على مكان كويس نفتح فيه الشركة".
عمه بابتسامة: "يا مسهل الحال يا رب؛ تمام وبلغنا أول لما تحتاج المبلغ وتستقر على مكان ويكون كمان علي استقال من الشركة".
أومأ علي برأسه إيجابا: "على خيرة الله".
أسعد: "تمام؛ يلا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
علي بابتسامة: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته".
عمه: "في رعاية الله يا ابني؛ وعليكم السلام".
******************
(ذهب علي إلى غرفة حسناء وطرق الباب؛ وعندما فتحت له حسناء كانت ممسكة بهاتفها.)
حسناء بابتسامة: "علي وصل أهو يا زيزو".
زياد بحنين: "ده واحشني أوي؛ أما أخلص كلام معاكي ادهولي أكلمه أسلم عليه"..
حسناء بابتسامة: "ماشي,المهم أنت عامل إيه؟ طمني عليك.
زياد بفرح عارم: "فرحان جدا؛ ألف مبروك يا حبيبتي على النقاب؛ ربنا يثبتك أنتِ ومها ويسعدكم ويتقبل منكم".
تنهدت بفرح: "الحمد لله؛ عارف يا زياد أجمل قرار أخدته في حياتي إني لبست النقاب,أسأل الله الثبات".
زياد بابتسامة: "آمين يا رب".
قالت بابتسامة: "شفت عمو سعيد عمل إيه في مها امبارح؟" افتكرها حرامي وجرى وراها بالمأشة.
ضحك بصوت عالٍ: "آآآه حكتلي؛ عمي ده دمه زي العسل.
تبسمت قائلة: "أيوه فعلا".
زياد: "اديلي علي أسلم عليه وابارك له مقدما".
أمسك بالهاتف وقال في سرور: "واحشني يا روح قلبي وحياتي؛ عامل إيه؟!"
زياد بلهفة حنين: "مش أكتر مني؛ أنت اللي واحشني أوي؛ ألف مبروك مقدما؛ ربنا يسعدك ويجبر بخاطرك".
علي بامتنان: "آمين يا رب أنا وأنت وجميع المسلمين؛ ربنا يبارك فيك يا حبيبي".
زياد: "هاقفل بأه عشان أنام؛ عشان أنت عارف الشغل هنا من الفجر"..
علي بابتسامة: "ربنا يعينك ويقويك يا حبيبي؛ ماشي؛ مع السلامة".
زياد: "الله يسلمك".
بعد أن أغلق الهاتف نظر علي إلى حسناء؛ وقال في قلق: "حسناء؛ مريم ما جتش الشركة النهاردة؛ وسمعت كده تلطيش كلام إنها اتصلت بالإدارة وعايزة تقدم استقالتها؛ بصراحة قلقت أوي!!"
نظرت بقلق قائلة: "يا ترى في إيه؟! قلقتني بصراحة".
أمسكت بهاتفها:  "استنى هاتصل أشوف في إيه!"
أومأ برأسه إيجابا: "ماشي".
قالت بابتسامة بعد أن ردت عليها مريم: "السلام عليكم؛ إزيك يا مريم؟"
مريم بفرح: "وعليكم السلام؛ الحمد لله؛ إزيك يا سمسمتي أخبارك إيه؟!"
حسناء بقلق: "الحمد لله؛ قوليلي أنتِ ما رحتيش الشركة ليه النهاردة؟ وإيه حكاية الاستقالة دي؟!"
دق قلب مريم بفرح ثم قالت: "بصي يا ستي؛ بعد أما مشيتوا امبارح أنتِ ومها فضلت أبكي؛ وقلت إزاي حسناء ومها يطلعوا أجدع مني ويلبسوا النقاب وأنا بسبب الشركة مش عارفة ألبسه؟!"
قالت بدهشة: "هاااا وبعدين؟!"
استكملت كلامها بفرح: "الحمد لله؛ ربنا أكرمني زيكم ولبست النقاب".
قالت بفرح عارم: "الحمد لله؛ ألف مبروك يا حبيبتي؛ يعني احنا التلاتة لبسنا النقاب في يوم واحد أنا وأنتِ ومها؛ يا رب تقبل منا وارزقنا الثبات".
مريم بسعادة: "آمين يا رب العالمين".
قالت بتعجب: "طيب والشركة؟!!"
مريم بضيق: "قدمت استقالتي؛ "من ترك شيئا لله؛ عوضه الله أحسن منه.".
حسناء بامتنان: "صح؛ ربنا يعوضك خير؛ طيب صليتِ استخارة وفكرتوا في الموضوع أنتِ وأسرتك اللي كلمتكم فيه؟!!"
مريم بخجل: "أيوه, الحمد لله صليت ومرتاحة أوي؛ وأمي كلمت أبي وهو قال إن علي شاب كويس أوي وطيب وموافقين الحمد لله؛ حددوا معاد تيجوا فيه"..
قالت بسعادة: "أيوة كده فرحتي قلبي؛ ألف مبروك حبيبتي ربنا يتمم بخير".
استكملت كلماتها بضحكة عفوية: "علي بيشاورلي بيقولي قوليلها بكرة".
ضحكت مريم بإحراج: "خلاص تمام مفيش مشكلة؛ بابا مش بيخرج كتير أصلا وهيبقى موجود؛ طيب الساعة كام؟!!"
نظرت إلى علي وسألته: "هنروح الساعة كام يا عريس؟!"
علي بصوت خافت: "الساعة ستة".
حسناء بابتسامة: "الساعة ستة يا مريم".
مريم بفرح: "خلاص تمام؛ في انتظاركم".
حسناء بابتسامة: "بإذن الله؛ أشوفك بكرة بإذن الله؛ السلام عليكم".
مريم بسعادة: "بإذن الله يا حبيبتي؛ وعليكم السلام".
أغلقت حسناء هاتفها وقالت لعلي: "مريم استقالت من الشركة عشان لبست النقاب, لأن الشركة طبعا رافضة أي بنت تلبس النقاب".
هلل علي بفرح: "الله أكبر؛ بلا شركة بلا بتاع؛ رضا ربنا أهم".
أومأت حسناء برأسها إيجاباً: "ونعم بالله؛ روح يلا بلغ ماما وبابا المعاد عشان يحضروا نفسهم".
نهض علي سريعا ثم قال: "ربنا يخليكِ ليا يا أجمل حسناء في الدنيا".
ابتسمت قائلة: "يا رب يا أخويا".
******************
(هو ليه كل شوية بقيت أفكر فيه؟!! ليه كل شوية أفتكره واحنا صغيرين واحن لأيام الطفولة؟ لا يا حسناء اوعي تعلقي قلبك بحد غير ربنا؛ اللهم لا تعلق قلبي بأحد غيرك وارزقني الزوج الصالح التقي عاجلًا غير آجل..
تمتمت محدثة نفسها: وبعدين هو لو بيحبني زي ما مها قالتلي قبل كده؛ كان اتقدملي؛ يبقى هو بيعتبرني أخته؛ أنا زهقت من المذاكرة؛ وجاي في دماغي خاطرة جميلة أوي؛ أما افتح اكتبها على الصفحه قبل ما تطير من دماغي واقفل على طول اكمل مذاكرة.)
(فتحت صفحتها لكي تكتب ما يدور في عقلها وبدأت بالفعل تكتب)
<أوقات كتيرة ربنا بيبعتلِك رسائل
رسالة تطمنِك وتطبطب عليكِ
رسالة تلفت انتباهِك لشيء ما
رسالة تقولِك ارجعي لربك
رسالة تقولِك بلاش تظلمي نفسك
رسالة تانية تقولِك ليه ظالمة غيرك
رسالة تقولِك الظالم له نهاية
رسالة تقولِك بلاش معاصي
رسالة تقولِك فوقي بأه امتى التوبة
رسالة تقولِك ربنا بيحبك وواقف جنبك
رسالة تقولِك اثبتي على الحق ومتخفيش
رسائل ربانية كتيرة أوي؛ بس الأهم نفهم رسائل ربنا لينا وننفذها صح.>
انتهت ثم أغلقت اللاب توب وهي تتثاءب؛ ثم قالت محدثة نفسها: "أنا فصلت؛ هنام أحسن والفجر أبقى اقوم أصلي واكمل مذاكرة".
******************
(في مساء اليوم التالي في السادسة مساءً وصل أسعد واستقل علي ووالده ووالدته وحسناء السيارة لكي يذهبوا إلى بيت مريم.)
علي بامتنان: "شكرا يا أسعد إنك وافقت تيجي معانا؛ أنت عارف بأه ظروف عمك والمكان بعيد".
أسعد بتكشيرة: "بتشكرني على إيه يا ابني؟ اسكت بدل ما اضربك وتروح عند العروسة متعور".
ضحك عمه ثم قال: "بس يا ولاد بأه بطلوا نقار عاملين زي القط والفار".
زينب بابتسامة: "ربنا يخليكم لبعض يا ولاد ويوفقكم".
ابتسم أسعد وقال: "يا رب يا خالة".
كانت بجانب النافذة بالمقعد الخلفي بجانب والدتها وعلي؛ مرتدية نقابها كانت تشعر بفرح شديد؛ ظلت تنظر للطريق والأشجار وغروب الشمس؛ ثم تمتمت بصوت خافت: "يا رب ارزقني ما أتمناه في الحلال".
(بعد أن وصلوا لبيت مريم دخلت زينب وحسناء إلى غرفة مريم؛ أما الرجال كانوا جالسين بغرفة الضيوف.)
والدة صفية بفرح عارم: "نورتِ يا حجة زينب؛ شرفتينا والله
زينب بابتسامة: "ده نورك؛ ربنا يخليكِ؛ حسناء بتكلمني عليكِ كتير أوي؛ دي بتحبك أوي".
والدة صفية: "ربنا يجبر بخاطرك؛ حسناء دي حبيبة قلبي".
نظرت زينب إلى مريم التي كانت تجلس صامتة ووجهها يزداد احمرارا من كثرة الخجل؛ ثم قالت: "بسم الله ما شاء الله؛ مريم هادية وزي العسل؛ ربنا يتمم على خير يا بنتي؛ تعالي اقعدي جنبي؛ مكسوفة ليه بس؟"
ضحكت حسناء قائلة: "قومي يا عروسة؛ ما تتكسفيش.
ضحكت والدة صفية: "بكرة مريم هي اللي تعمل فيكِ كده يا حسناء".
حسناء بابتسامة: "أنا باهزر معاها يا خالة".
******************
قطع صمتهم والد صفية بابتسامة:"شرفتونا يا جماعة".
والد علي بابتسامة: "الشرف لينا احنا؛ بص احنا هندخل في الموضوع على طول؛ أنا يشرفني اطلب إيد بنتك المصون مريم لابني علي؛ إيه رأي حضرتك؟!"
اعتدل والد صفية في جلسته؛ ثم قال بفرح: "ده شيء يشرفنا؛ علي شاب ملتزم ومحترم".
ثم نظر لعلي قائلا: "أنا أهم شيء عندي يا علي تراعي ربنا في كل أمور حياتك عشان ربنا يرضى عنك".
علي بإحراج: "أهم حاجة رضا ربنا علينا؛ اللهم اجعل كل همي الآخرة".
ردد الجميع: "اللهم آمين يا رب العالمين".
(ظلوا يتنقاشون في أمور الخطبة؛ وانتهى الحوار بإرضاء جميع الأطراف.)
والد علي: "طيب نستأذنك يا حج تنادي على العروسة؛ لازم بردو العريس يشوفها ويتكلم معاها؛ وأنا وأسعد هنروح نقعد في البلكونة؛ وحضرتك اقعد معاهم".
أومأ والد مريم برأسه إيجابا: "طبعا لازم يقعد معاها رؤية شرعية ويتكلم معاها؛ هاقوم أنادي عليها".
(دخل والدها وهي بخلفه تمشي على استحياء وقلبها تتسارع دقاته بقلق وارتباك.)
والدها يشير للكرسي: "تعالي اقعدي هنا يا بنتي".
ظل علي يحني رأسه إلى الأرض؛ فقال له والد صفية: "ارفع راسك يا ابني؛ لازم تشوف مريم وتتكلم معاها".
نظر علي بإحراج قائلا:حاضر يا عمي؛ إزيك يا آنسة مريم؟
مريم بإحراج وصوت خافت: "الحمد لله".
علي بابتسامة: "مبروك النقاب؛ ربنا يعوضك خير بإذن الله".
مريم بخجل: "ربنا يبارك في حضرتك".
علي: "مش عايزة تسأليني أي سؤال؟!"
مريم بالنفي: "لا".
علي بخجل: "موافقة على زواجك مني؟!"
ظلت مريم صامتة ووجهها يزداد احمرارا؛ ثم قال والدها بابتسامة: "علامة الرضا السكوت".
قال علي بجدية: "معلش يا عمي؛ لازم أسمعها منها".
مريم بابتسامة كسوف: "موافقة".
علي بانشكاح: "الحمد لله؛ طيب موافقة على كتب الكتاب؟!"
مريم بخجل: "موافقة".
نظر علي لوالدها قائلا: "خلاص يا عمي؛ أنا قلبي كده اطمن؛ وما عنديش أي أسئلة تانية".
نظر والدها لها قائلاً: "مش عايزة تسألي علي في أي حاجة يا بنتي آخر كلام؟ فكري!"
قالت مريم بجدية وهي تنظر للأرض: "عايزة أسأله سؤال واحد؛ ممكن؟!"
نظر علي لها بقلق؛ ثم قال: "اتفضلي اسألي!!"
******************

المتنقبة الحسناء(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن