chapter 4

36 5 0
                                    

هرع برونو نحو لارسا في فزعٍ عندما سقطت على الأرض فجأة وهي تسعل دمًا، انحنى سريعًا محيطًا ذراعيه حول كتفيها ثم دفع جسدها للأعلى معينًا اياها على الجلوس" لمَ يبدو هذا المشهد مألوفًا..؟" حدث برونو نفسه في شرود قبل أن يستفيق عندما ابعدت ذراعيه قائلة وهي تنهض:" المنطقة آمنة للآن، لكن عليك المغادرة حالًا فربما يأتي مزيدٌ منهم" فأومأ بسرعة وهمّ بالمغادرة بعد أن نده على ڤيرو الذي تردد من الإقتراب من لارسا بعد ما شاهده، وشعر براحة مؤقتة عندما اوقفه حديث روزالي:" لمَ لا تنفذين تعليمات "ميلينج"؛ سوف تهلكين في مدة قصيرة على هذا الحال! " كان صوت المرأة العجوز مليئًا بالعتاب والشفقة نحو تلك التي راحت ترمقها بستغراب:" فات آوان الإعتناء بي .. اتركيني وشأني روزا " قالت لارسا بنبرة باردة ؛ جعلت برونو ينظر لكلتيهما بتساؤل عن ذلك الحديث المشحون بينهما " بدت روزالي سعيدة بالتحدث عنها قبل حدوث هجوم القناصين .. لذا اعتقدت بأنهما يملكان علاقة ودية على الأقل "
:" زعيم علينا المغادرة الآن" .

في طريق العودة اختلس برونو النظر للارسا التي أخرجت نوعًا من الأدوية من جيب بنطالها ثم تناولته دون شرب شيء معه:" لا شك أنك متعبة لذا سأكتفِ بسؤال واحد رغم انّي املك طنًّا منهم" نظرت من اراحت رأسها على المقعد للزعيم الشاب قائلة بهدوء:" سل ما تريد زعيم فلا يبدو اننا سنصل في وقتٍ قريب" رفع برونو حاجبيه وأومأ في حماس فتنهد ڤيرو العالم بطبع زعيمه الغريب.
:" الرصاصة العكسية .. ما الذي تعنيه؟؟" سأل برونو فأجابت:" يجب أن تكون ذخيرة السلاح جميعها في اتجاه واحد صحيح؟" فقال:" بالطبع" فتابعت:" اذًا ما الذي سيحدث ان كانت احدى الرصاصات في اتجاه معاكس للبقية..؟" توسعت حدقتا عيني برونو وفتح فاهه بصدمة:" سينفجر السلاح"، اومأت لارسا ببساطة فقال:" لكنّ في ذلك مخاطرة كبيرة"
:" ليس إن كنت على علم بموقع الرصاصة المعكوسة"
:" لكن نحن نتحدث عن الأسلحة بشكل عام فبعضها يملك خزينة تسع لمئات الرصاصات !" فقالت مفسرة :" اعلم ان أمر حفظ موقع الرصاصة المعكوسة يبدو جنونيًا وغير قابلٍ للتصديق؛ الأمر فقط هو أحد ميزات العقار *ذاكرة شديدة الحدة*، لذا من السهل عليّ الّا اقع في شباك هذا الأسلوب".
حدق برونو بها للحظات بصدمة قبل أن يلمس ذقنه بتفكير متمتمًا:" ياله أمر.." فقالت:" ما الذي أردت السؤال عنه ايضًا؟" فأومأ بالسلب قائلًا بابتسامة:" لاحقًا، عليك الراحة الآن" فتمتمت قبل أن تغلق عينيها:" يالك من زعيم مافيا غريب".

بعد مدة من القيادة ركن ڤيرو السيارة أمام باب القصر الرئيسي لتفتح لارسا عينيها فور ما أحست بتوقف حركة السيارة، نظرت من خلال النافذة لتجد الشمس تختبئ شيئا فشيئا خلف ستار اشجار الغابة المحيطة بالقصر ليصبغ لون الغروب القرمزي سماء ميلان معلنًا عن بداية سدول ستار الليل .

( بعد مرور أسبوع -الساعة الواحدة بعد منتصف الليل- قصر عائلة فاليريو )

أراحت لارسا رأسها على الوسادة الناعمة وحدقت بسقف غرفتها لبضع ثوان قبل أن تطبق جفنيها، سكن جسدها للحظات ولكنها انتفضت فجأة عندما رنّ هاتفها:" عليّ تغيير تلك النغمة المزعجة" تمتمت بانزعاج قبل أن تلعن عند رؤية اسم المتصل:" حقا؟! .. ألم يكن بمقدورك الإنتظار للغد حتى تبدأ بازعاجي! " تحدثت بنبرة حادة بعض الشيء وهي تنهض لتجلس على السرير ضامّةً احدى ساقيها ليقهقه من كان على الطرف الآخر من الخط قائلًا:" مرحبا لكِ أيضًا !" فتنهدت مخللةً خصلاتها الفحمية التي عاودت النمو:" شعرت بأنني هذه المرة سأنجح دون الإستماع للتسجيلين.." فقال الرجل:" كلانا يعلم بأنّ ذلك لن يحدث"
:" مزعج!" تمتمت ليقول بدرامية:" تؤلمين قلبي بأسلوبك الجاف هذا عزيزتي .." فقالت بنفاذ صبر:" ما الذي تريده لوك؟!" فأجاب " لوكاس ديڤا روبيرتو " بلعوبة:" فقط اشتقت لسماع صو----" لم يكمل لوكاس جملته؛ لأنه وجد الخط قد أقفل بوجهه وعندما عاود الإتصال وجد هاتفها مغلقًا، تنهدت لارسا وعاودت الإستلقاء حتى صباح اليوم التالي دون لحظة من النوم .

La famiglia valerio | عائلة ڤاليريوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن